قصيدة بعنوان : أنا و الزّمن....
..................................أنا و الزّمن
قـــد خنت لمّا صفا الخــــلاّن واعجــبي
............................مهــلا، كفى النّفس ما عانت من التّعب.
قــــــل لي الحقيقة …قـل لي أيّها الزّمــن
............................قد ضقت ذرعا من البهتــــــــان و الكذب.
ماذا فعلت »بكسرى « ،إذ ذوى فهــوى؟
...........................هل مسّه الشّوق، فاستلقى من الطّرب؟
و مـــــا فعلـت بـــــ »هولاكو «و »بالتّــــتر « ؟
.............................هل هم تواروا وراء الشمــس بالحجب؟
أين العتاة الألى ماتــــــــــوا و ما نطقـوا؟
.........................هل أسلموا الرّوح أم ماتوا من النّصـــــــب؟
هل كان » أوديب « مجنونا زها صلــــــــفا؟
............................أم أنـــــّك انت الّذي خفت من الغلـــب؟
قــــل لي الحقيقة…قـــــل لي أيّهاالزمن ...
..........................قد ضاع رشدي و زادت من أسى كربي.
كم من حقير غـــدا في الـــعزّ مرتعــه؟
..........................وكم عظيما هــــــــوى في سوء منقلب ؟
و كم فقـــيرا ربت أموالــــه شططا؟
.............................و كم غنيّا غـــــــــدا همّا بلا نشـــب؟
هل تذكـر العهد إذ صفت مــــودّتنا
.........................يوم انتشينا بلا خمـــــــــر و لا عنـــــــب،
و الطّير في أيكها قد هـزّها شجـــن،
.................................غنّت لنا قاصرات الطّرف من طرب
قد قلت إذذاك من بشـــــــر و من فرح:
..........................نحن الصّديقان في الخير و في الكـــرب.
لا تخش شيئا فمثلي من به تثـــــــق،
............................أحميـــك من غــدر خلّ حاســـد وقب،
ومن عدوّ خسيـــس النّفس مستــتر
............................و من شــــــــرور خبيث غير مــــرتقب.
قـــل لي الحقيقة …قل لي أيّها الزّمــن :
......................من أنبت الشّيب في رأسي وفي هدبي ؟
من أوهن الأوصال في جسمي وفي بدني ،
.........................حتّى إذا صرت أمشي مشي مضطرب،
أعرضت عنّي و جال الضّعف في بصري
........................فصرت جسما بلا اســــــــم و لا لقــــب؟
من أنت قل لي ألا يا أيّها الزّمن
.............................حتّى قلبت الدّنى رأسا على عقب؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البيتان الثّالث عشر و الرّابع عشر، هما تضمين لبيتين اشتهر بهما بشّار بن برد؛و وردا بتصرّف لضرورة القافية.و الأصل كالتّالي:
إنّ العيون الّتي في طرفها حـــور****قتلننا ثمّ لم يحيــين قتـــــــلانا
يصرعن ذا اللّبّ حتّى لا حراك به*****و هنّ أضعف خلق اللّه إيمـانا
__________________
يا تونس الخضراء جئتك عاشقا
................و على جبيني وردة و كتاب.
آخر تعديل بواسطة محمد-الصالح-الغريسي ، 29-11-2001 الساعة 12:44 PM.
|