بدأت الحرب في البوسنه والهرسك على غفلة من العالم الإسلامي اللذي كان يتابع بإحباط تام ما آلت إليه القضية الأفغانية ، وكان أهل بلاد البوسنه يذرعون البلاد الاسلاميه طولاً وعرضاً يعرضون قضيتهم على إخوانهم المسلمين وكانت القوات اليوغوسلافيه تحاصر وتدك مواقع السلوفيين (سلوفينيا ) وهي تدين بالمذهب الكاثوليكي النصراني والصرب بالمذهب الأورثوذوكسي النصراني وساندت أوروبا السلوفينيين حتى اعلنوا استقلالهم واعترفت أوروبا بهم ، وبعدهم أعلن الكروات الاستقلال فسحب الصرب جيوشهم الجراره وأتجهوا بها الى كرواتيا الجبانة والتي ساندتها أوروبا بكل قوة وهي كاثوليكيه حتى أعلنت البوسنه والهرسك استقلالها على لسان القائد المناضل علي عزت بيقوفيتش كان الصرب قد أحتلوا ثلث مساحة كرواتيا وأبقوا بها حامية من الجيش واتجهوا إلى بلاد البوسنه الخالية من الأسلحة حيث إن الكروات والسلوفيين يملكون أسلحة ودعماً .
بدأت القوات الصربية تعيث فساداً في البلاد طولا وعرضا وقالوا للعالم ان بلاد البوسنة لن تصمد سوى أربع أو خمس ساعات وتكون كلها بقبضة الصرب ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) زحفت الكلاب الصربية على سراييفو التي ضلت تقاوم وسقطت مدن بريدور وبانيالوكا وبالي ومدن كثيره بقبضة الصرب والمدن الأخرى محاصرة وقطعوا أوصال البوسنه وخرج رئيس البوسنه والهرسك علي عزت بيجوفيتش بالتلفاز والراديو يعلن للشعب البوسنوي بداية حرب العصابات وأنه لا جيش بالبوسنه وكل أهل شارع أو منطقه أو قريه يدافعون عن أنفسهم حتى يستعيد المسلمون صفوفهم.
فكانت المجازر والروايات الحزينه والاغتصابات و...و...و ...
وانتشرت أخبار المذابح والجرائم الصربية العفنة وغطت الآفاق بنتانتها ، وصلت بعد شهرين من بداية الحرب هناك أول دفعة من المجاهدين العرب قادمين من أفغانستان وكان معهم الشيخ المجاهد أبوسليمان المكي واتجهوا صوب شمال البوسنه في منطقة تشن ورابطوا هناك وساندوا إخوانهم المسلمين ، ثم وصلت مجموعة اخرى ورابطت في سراييفو وكان منهم أبوالزبير المدني وأبوالعباس المدني رحمهما الله.
وبعد وصول تلك المجموعات وكان من ضمنهم أبوالزبير الحائلي الذي كان موجوداً في تشن وصلت مجموعه بقيادة الشيخ محمود باحاذق أبوعبدالعزيز والذي كان له الفضل بعد الله في انشاء أول نواه لكتيبة المجاهدين .
بعدها توالى وصول المجاهدين العرب وغيرهم إلى أرض البوسنة والهرسك فتكونت مجموعة ايقمان وهي سلسلة جبال مطله على سراييفو وكانت تحت لواء القائد المسلم المدرس نعود إلى أول مجموعه وصلت وهي مجموعة تشن وكانت تتكون من العشرين أوأكثر قليلا من العرب الأنصار وكان معهم فضيلة الشيخ الفاضل الشيخ أبوسليمان المكي والذي أصيب بطلقة في أسفل ظهره مما سببت له شلل نصفي سفلي نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه ، مكث الأخوه الأنصار في تشن قرابة ثلاثة أشهر واشتدت المعارك بينهم وبين الصرب وجرح كثير من الأخوه وقتل منهم عدد أيضا ، وبعد أن ثبت الأخوه المجاهدون المنطقه بتثبيت الله سبحانه ونظراً لكثرة الأصابات فيهم التحقوا بأبي عبدالعزيز في وسط البوسنه وبقي أبوالزبير الحائلي ومعه خمسة من الأنصار في تشن ولما بدأت المعارك مع الكروات انقطعت مدينة تشن عن باقي مدن البوسنه ووقعت بين حصارين ، الكروات من جهة والصرب من جهة أخرى عندها تزوج أخونا أبوالزبير الحائلي ووقعت له قصة عجيبه تبين مدى رحمة الله وعنايته ورعايته وتكفله بالمجاهدين .
عندما اشتد الحصار على مدينة تشن والقرى المحيطه بها بدأت المجاعه تنتشر بين الأهالي حيث إنهم مشغولون عن الزراعة بالحرب والدفاع عن أهاليهم ومناطقهم من الصرب والكروات ، وبدأت الأمم المتحده تنزل الأغذية عن طريق الجو بالباراشوتات حيث تسقط من الجو أطنان كاملة من الأغذية محاطة بصندوق حديدي محكم الأغلاق ويحتوي الصندوق الواحد على ألف علبة زيت وألف كيلو دقيق وعدد من أكياس القهوه وغيرها وتسقط هذه الأغذيه من فوق مناطق المسلمين عليهم وما أن تلامس الأرض حتى يتدافع الناس لها طلبا للحياة وكان الصرب يرصدون مناطق سقوطها ومن ثم يركزون قصفهم على المنطقه ليحدثوا أكبر قدر من الأصابات في صفوف المسلمين.
حصلت واقعة غريبه تدل على عناية الله بالمجاهدين وحاصلها أن أبا الزبير الحائلي كان جالسا ذات يوم في الصباح في الدور الثاني لبيت أهل زوجته البوسنوية وكان يفكر بعمق كيف يستطيع أن يطعم أهله وأهلها وهو في حالة الحرب والحصار وبينما هو كذلك اذ أتت طائره للأمم المتحده فوق منزله وأنزلت حمولة الأطنان من السماء وسقطت بجانب المنزل مباشره ، هرع أبوالزبير مسرعا نحوها وكسر الصندوق وأخذ مايستطيعه من الدقيق والزيت والملح والقهوه والحليب حتى ملأ مطبخ بيت أهل زوجته من الطعام .
فانظر كيف أن الله يسوق الرزق ولا يتخلى عن عباده فسبحان الله الرزاق الكريم.
وفي مكان أخر من البوسنه كانت هناك معارك ضارية ومصيرية بنفس الوقت حيث كان المسلمون والصرب يتقاتلون حول مطار مدينة سراييفو لأن من سيملكه منهم يكون مكسبا عظيما وذلك لأن المسلمين محاصرين من كل الاتجاهات من الصرب وقد أحاط الصرب بسراييفو أحاطة السوار بالمعصم إلا منطقة المطار وكان من ضمن المجاهدين هناك أبوالزبير المدني وأبوالعباس المدني رحمهما الله وقتل أبوالزبير وأبو العباس الذي سمعه اخوانه وهو مصاب ينزف يناجي ربه ويقول …اللهم إني أحتسب نفسي عندك…وأخذ يرددها حتى فاضت روحه تقبله الله وإخوانه آمين.
عندها تمكن الجيش البوسنوي من أحكام سيطرته على المطار رغم قلة الإمكانيات ونزلت الأمم المتحده بكامل قوتها واستولت على المطار من البوسنويين !!!!!!!!
وخلف المطار توجد سلسلة جبال مساحتها 12 كلم تسمى سلسلة جبال ايقمان وهي سلسلة جبال استراتيجيه تطل على سراييفو والمطار مباشرة ، سقطت القمم تلو القمم بأيدي الصرب ولم يتبق للمسلمين سوى قمة واحده!!! وخلفها ممرات ضيقه الى مدينة كونيتس وموستار وباقي أجزاء البوسنه ومن خلف القمه جهة سراييفو توجد منطقة كولونيا وبوتمير إلى أرض المطار وخلف المطار منطقة من حي دوبرينيا يربطها بالعاصمه المحاصره.
وكان على تلك الجبال أسد من أسود الله وكان قائدهم أبامصعب الفلسطيني وكانوا قرابة أحد عشرشخصاً من الأنصار ، وكان معهم أحد الجنرالات في الجيش المصري والذي كان مع قوة الأمم المتحدة ويدعى أباأيمن المصري، خطرت على باله فكره عظيمه وهي أنك إذا تخيلت وضع الحصار على سراييفو أدركت
أنه لا مخرج إلا من المطار بعد الله أو لابد من فتح ثغرة بجانب المطار للمسلمين فخطرت على باله فكره هي والله التي انقذت بعدالله سبحانه سراييفو من السقوط في أيد الصرب، والفكره عبارة عن البحث عن أقرب نقطتين يضيق بهما المطار للحفر من تحته نفق إلى الجهة الأخرى التي يسيطر عليها المسلمون وفعلا أستطاع هو وأحد المجاهدين الدخول إلى سراييفو المحاصره ليلاً وعلى أزيز رصاص القناصة الصرب فنجاهم الله ودخلوا إلى المدينة المحاصرة والتي ليس بها كهرباء ولا خدمات فكأنها مدينة اشباح واتجهوا صوب مكتب الرئيس علي عزت بيقوفيتش وقابلوا ابن الرئيس باكر علي عزت والذي له مكانة في مكتب الرئاسة البوسنوي وهو مهندس ، تقابلوا معه وأخبروه الفكره وإذا هم قد خطرت على بالهم ولكن لم يلقوا لها بالاً نظراً لصعوبة تنفيذها.
ولكن بعد تذليل الصعوبات والترصد الدقيق على المطار وجدوا بفضل الله أن المطار يضيق من المنتصف الى 750م وفي الجهه المقابله قرية بوتمير التي يسيطر عليها المسلمون ، بدأت الاستعدادات لتنفيذ الحفر فكان هناك من الجهه الأخرى مهندسون بوسنويون وعمال يقومون بالحفر ومن جهة سراييفو أيضا ابن الرئيس باكر ومهندسون يقومون بالحفر وطبيعة الحفر هي مترين تحت سطح الأرض و750م الى الجهة الأخرى واستغرقت عملية الحفر عدة شهوراً قليلة حتى التقى الفريقان في نقطة واحده وهذا من دقة البوسنويين في عملهم ، وفعلاً فتحت ثغره ولكن طولها (أرتفاعها) كان متر وعشرين سم1.20سم وكانت عملية إخلاء الجرحى ونقل الذخيره متعبة واقترح عليهم أبو أيمن المصري أن يبنوا سكة حديد صغيره تتكون من قضبان حديديه وعربة صغيره من عربات منجم الفحم حيث يقومون بدفعها وبها الذخيره والمؤونه و الجرحى وفعلا طبقوا تلكم الفكرة الجبارة واختصرت عليهم أموراً كثيره ووفرت أوقاتاً عديدة.
وكان النفق مضاء بعدة أنوار عبارة عن : مصابيح سيارة (شمعات) أمامية وتوصل بعد عدة أمتار بسلك كهربائي موصول آخره ببطارية سيارة وهكذا تجد النفق وقد أضاء بطريقة سهلة وبدائية.