يا سادتي رنّ الجرس
هذه القصيدة للشاعر الكبير /
عبد الله الشريف من الواديين في منطقة عسير
وهو كان ولا يزال يعمل معلما في إحدى مدارس التربية والتعليم للبنين
وقصة القصيدة المدونة أدناه
أنه في أحد الأيام وعندما كان وكيلاً للمدرسة التي يعمل فيها رنّ جرس الهاتف
وكان يجلس بجواره عددا من المعلمين ومدير المدرسة
ولم يقم أحدد بالرد على الهاتف
فطلب هو من أحدهم أن يرد على الهاتف ، ولكن لم يستجيب له احد
فقام هو بالرد على الهاتف
وعندما سمع المتصلة أعاده صوتها ليتذكّر ( أمورا سابقة ) لم يفصح عنها
وقد كانت المتصلة تسأل عن مستوى إبنها الدراسي أو شيء من هذا القبيل
وقد كتب قصيدته التي نحن بصددها بناء على هذا الموقف
ففي أولها ذكر قصة الاتصال ورنين جرس الهاتف
أما باقي القصيدة فهي من نسج الخيال
حيث لا توجد علاقة بما ورد فيها وبين المتصلة
القصيدة
يا سادتي رنّ الجرس كم رن محـد(ن) عبّـره
فز قلبي لـه وهـذا صوتهـا وأستشعـره
صوتها الجبار يغرينـي ولا أقـوى أستنكـره
***
قل لها يـا ولـد هـذا الزمـن قـد غيّـره
صار يأنف من نزار و يقتبـس مـن عنتـره
صار يسمع خالد الفيصـل كبيـر(ن) وأكبـره
***
قل لها إنه صار قاسي .. مثل عود العرعـره (1)
قل لها إنه صار راسي .. كالقِـلاع المبهـره
صار ناسي و يتناسى لـو يـرى مـا ذكّـره
***
كان له عود(ن) قديم .. ثـم تـاب و كسّـره
كان له شعر(ن) طويل .. ثم شاب وقصّـره
كان شيطانـه قريـب ثـم أنـاب وسفّـره
***
كان هذا أول حديثـي بيـن مـدح و مفخـره
ما شعرت إنـي رفعـت الهاتـف إلا بآخـره
صرت أتمتم .. والجمل لو طاح كل(ن) ينحـره
***
لو تراني قلت هـذا فـي ثيـاب(ن) ممطـره
لو تراني قلـت هـذا فـي نزيـع الغرغـره
أطلبوا لي رحمة المولـى ونرجـو المغفـره
علّها ما سمعت اللي قلت وأرجـو المعـذره
***
قالت : إلا أسمع كلامك بـل سمعـت الثرثـره
إنت في طبعك غرور(ن) مـن تملّـك دمّـره
كيف تنكرني وفي ملعبك لـو تـدري الكـره
من كلامك صرت قاسي .. مثل عود العرعره
من كلامك صرت راسي .. كالقلاع المبهـره
***
قلت : انا عود(ن) تهشّم بيـن عيـدان الـذره
قلت : انا يخت(ن) تحطّم والزمـن مـا جبـره
أعذريني وأسمحيلي من تعـذّر مـا أنشـره
***
جيـت مقبـل يمّهـا كـل الخطـا مستنفـره
علّي أصلح ما أفسد الهاتف و بيدي المبخـره
ناظرتني في غـرور(ن) ثـم ولّـت مدبـره
صارت تمد الخطى .. وخطاي أنـا المتعثـره
لو ترانـا شوفـة المهـزوم والمستنصـره
***
عدت لأدراجي حزين ومـا بنفسـي أضمـره
ضامني إنها جرجرت مثلي على كبري ( مره ) (2)
عدت بيتي ..عدت لأطفالي .. وما بي أظمـره
عدت أحكي مـن حكايـات السنيـن الغابـره
كل خوفي أحلمُ و تسمع حكاياتي ( المره )
وإن حصل هذا و قد يحصل .. فهـذي تذكـره
عندها تلقون علمي عنـد بـاب المقبـره
تحياتي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) – العرعرة .. شجرة جبلية دائمة الخضرة وقوية الأغضان
(2) – مره ... تعني إمرأة