عنصر من كتائب القسام التابعة لحماس يحمل قذيفة من نوع آر بي جيه (رويترز)
علمت "العربية.نت" أن قدرات تسليحية متطورة وصلت بالفعل إلى بعض الفصائل الفلسطينية، خصوصا الجهاد الإسلامي وحماس تمهيدا للبدء في انتفاضة ثالثة في حال فشل حكومة حماس واستمرار وضع العراقيل أمامه، وهو ما كانت تشير إليه معلومات استخبارية إسرائيلية سابقة، وأكده إطلاق صاروخ باتجاه الخط الأخضر يوم الثلاثاء 8-5-2006.
وكانت إسرائيل اعترفت بسقوط صاروخ من نوع "كاتيوشا" في مستوطنة (نتيف هعسراه) أطلق باتجاه مدينة المجدل الساحلية جنوب إسرائيل، بينما قال بيان لسرايا القدس إن الصاروخ من نوع كاتيوشا.
ويقول خبراء في غزة إن حركة الجهاد الإسلامي تعكف منذ شهور على تقوية ترسانتها العسكرية، وأن الصاروخ الذي أطلقته على المجدل أكد لإسرائيل معلوماتها الاستخباراتية عن دخول صواريخ كاتيوشا إلى قطاع غزة في فترة الانسحاب الإسرائيلي في سبتمبر 2005م.
ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن بعض كبار ضباط الجيش الإسرائيلي أن المسألة أصبحت أكثر تعقيدا مما كانت عليه الأمور قبل شهور، ولكنهم رأوا أن إطلاق حركة الجهاد الإسلامي لصاروخ كاتيوشا ومن قبله "غراد" يمثل إعلانا مبكرا لفتح مرحلة جديدة في الصراع، عنوانها استخدام الإمكانيات المتاحة لدى الطرفين في المواجهة، وهو ما يرى فيه كبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية دخولا في دوامة دم جديدة تكون بداية لانتفاضة ثالثة بوسائل قتالية جديدة وطرق مستحدثة.
أسلحة جديدة و تطوير القديم منها
مصادر خاصة كشفت لـ"العربية.نت" وصول كمية من صواريخ الكاتيوشا وصلت إلى مخازن سرايا القدس السرية في القطاع منذ ما يزيد عن ستة أشهر، مشيرة إلى أن حركة الجهاد لا تكتفي بشراء واستيراد الصواريخ فقط، بل تعمل على تصنيع صواريخ من طراز "غراد" بواسطة خبراء محليين من الجهاد الإسلامي وهو ما لم يتم انجازه حتى الآن.
ونقلت عن نشطاء في السرايا بأنهم مطمئنون لتصنيع "غراد" في قطاع غزة، وهو ما استدعى شراء كميات كبيرة جدا من المتفجرات قوية التأثير من داخل الحدود المصرية وتهريبها إلى القطاع بهدف تصنيع الصواريخ المحلية وتقليد صناعة المستوردة ذات التقنيات العالية.
وتقول هذه المصادر إن قوات حرس الحدود المصرية، قد تمكنت من ضبط ومصادرة كميات من السلاح والمتفجرات وبعض الذخائر المصدرة إلى داخل الأراضي الفلسطينية لصالح حركة الجهاد الإسلامي والتي يقدر ثمنها بمبالغ باهظة.
تصنيع مستمر ومفاجآت تسليحية
وتضيف أن حماس انزعجت من إطلاق حركة الجهاد لصاروخين "غراد" على إسرائيل في الفترة القريبة الماضية، ومن الإعلان المبكر عن وجود عملي لصواريخ "غراد" و"كاتيوشا" داخل القطاع بحيث لم يعد ذلك مجرد تكهنات ومعلومات استخباراتية تسعى أجهزة الأمن الإسرائيلية للتحقق منها.
وتشير إلى ازدياد قيمة الإنفاق العسكري لكتائب القسام، حيث تتسع معسكرات القسام التدريبية كل يوم لمتطوعين جدد. وكانت حركة حماس قد أثبتت جدارتها في تهريب السلاح إلى داخل قطاع غزة من شبه جزيرة سيناء دون أن تتمكن قوات الأمن المصرية من ضبطها.
حركة حماس حصلت على صواريخ "كاتيوشا" قبل ما يزيد عن ستة أشهر، وربما كان ذلك في فترة الإخلاء الإسرائيلي من القطاع أي قبل حصول الجهاد الإسلامي على هذا النوع من الصواريخ، وكانت قد حصلت على صواريخ من نوع "غراد" وطورت صواريخ القسام محلية الصنع ولكنها لم تستخدمها حتى الآن.
ثلاثة أجيال من صواريخ القسام
وتؤكد مصادر "العربية.نت" أن حركة حماس تمتلك ثلاثة أجيال من صواريخ القسام محدودة التأثير، وأنها تمكنت من تصنيع جيل جديد من صواريخ القسام بتقنيات عالية بحيث يمتلك قدرة تفجيرية تفوق أضعاف حجم الذي تعودت على استقباله إسرائيل.
وكذلك يتمتع الصاروخ الجديد بالقدرة على الوصول إلى مسافات بعيدة بحيث يصبح من السهل حسب تلك المصادر استهداف تل أبيب ومدن أخرى بصواريخ قسام المنطلقة من غزة.
وحسب تلك المصادر فإن حركة حماس استفادت في التصنيع العسكري الخاص بكتائب القسام من خبرات مجموعة من الشباب الذي حصلوا على التقنية العسكرية في تصنيع المتفجرات والألغام من الدول الاشتراكية السابقة.
وقد ساهم هؤلاء الشباب في تطوير صاروخ القسام الجديد من الجيل الرابع، كما صنعوا عبوات ناسفة موجهة وقنابل متفجرة من النوع شديد الانفجار، وهو ما يفسر إسراف حماس منذ فترة في توزيع الكثير من الصواريخ المصنوعة لحسابها باسمها من ذي قبل على بعض أجنحة المقاومة، لتتولى مهمة إطلاقها على إسرائيل، وذلك كي تتخلص من مخزونها القديم الذي من ضمنه القنابل الموجهة والألغام التي باتت قديمة بالنسبة لما هو جديد.
المصدر :
العربية نت