وسأقف معك أخي الكريم وأختي الكريمة وقفات...
الوقفة الأولى..
اتق الله !
اتق الله !
اتق الله !
ثم استغفر الله وتب إليه إنه كان غفارا
واعزم الآن على هجر المعصية وتوكل عليه
فالله غفور رحيم حليم بمن تاب وكان لدمعه مدرارا
نور حياتك بالهدى
واسلك طريق التائبين
واعمر فؤادك بالتقى
فالعمر محدود السنين
وارضِ الاله بطاعة
تسعدك في دنيا ودين
واحمل بصدرك مصحفاً
يشرح فؤادك كل حين
ودع الغواية إنها
لشقاوة للغافلين
الدين مشكاة الحياة
يضئ درب الحائرين
عد للكريم بتوبة
واركب جناح العائدين
تلقى السعادة كلها
فلنعم درب الصالحين
أحمد الله !
فقل..
أنا الميت الذي أحييته فلك الحمد
أنا الضعيف الذي قويته فلك الحمد
أنا الصغير الذي ربيته فلك الحمد
أنا الفقير الذي أغنيته فلك الحمد
أنا الضال الذي هديته فلك الحمد
أنا الجاهل الذي علمته فلك الحمد
أنا الجائع الذي أطعمته فلك الحمد
لك الحمد كله , ولك الشكر كله , وبيدك الخير كله , وإليك يرجع الأمر كله , لا إله الا انت سبحانك إني كنت من الظالمين .
يارب حمداً ليس غيرك يحمد
يامن له كل الخلائق تصمد
أبواب غيرك ربنا قد أوصدت
ورأيت بابك واسعا لا يوصد
اعترف !
وابك !
وتضرع !
يقول تعالي :
" وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم "
فقل..
وعزتك وجلالك ما أردت بمعصيتي مخالفتك وقد عصيتك يوم عصيتك , وما أنا بنكالك جاهلا , ولا لعقوبتك متعرضا , ولا بنظرك مستخفا , ولكن سولت لي نفسي , وغلبتني شقوتي , وغرني سترك المرخي علي , فالآن من عذابك من يستنقذني , وبحبل من أعتصم إن قطعت حبلك عني , واسوأتاه من أيامي في معصية ربي , ويا ويلي كم أتوب وكم أعود وقد حان لي أن أستحي من ربي...
شيا من ليس لي منه مجير
عفوك من عذابك أستجير
إن تعدبني فبعدلك وإن
ترحمني فأنت به جدير
اعلم !
أن رحمة واسعة
واستمع..
أوحى الله الى داود عليه السلام فقال
" يا داود لو يعلم المدبرون عني كيف انتظاري لهم ورفقي بهم وشوقي إلى ترك معاصيهم..لماتوا شوقا إلي ولتقطعت أوصالهم من محبتي . ياداود هذه إرادتي في المدبرين عني فكيف إرادتي في المقبلين علي "
استمع..
منادي الله ينادي..
" ألا قد طال شوق الأبرار الى لقائي وإني أشد شوقا لهم
ألا من طلبني وجدني ومن طلب غيري لم يجدني
من ذا الذي أقبل علي وما قبلته ؟
من ذا الذي طرق بابي وما فتحته ؟
من ذا الذي توكل علي وما كفيته ؟
من ذا الذي دعاني وما أجبته ؟
من ذا الذي سألني وما أعطيته ؟
أهل ذكري أهل مجالستي , أهل شكري أهل زيادتي , أهل طاعتي أهل كرامتي , وأهل معصيتي لا أقنطهم أبدا من رحمتي , إن تابوا فأنا حبيبهم وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم , أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من المعايب , من أقبل عليه تقبلته من بعيد , ومن أعرض عني ناديته من قريب , ومن ترك لأجلي أعطيته المزيد , ومن أراد رضاي أردت ما يريد , ومن تصرف بحولي وقوتي ألنت له الحديد , من صفى معي صافيته , من أوى إلي آويته , من فوض أمره إلي كفيته , من باع نفسه مني اشتريته وجعلت الثمن جنتي ورضاي . وعد صادق وعهد سابق ومن أوفى بعهده من الله "
ويقول الحكيم العليم في كتابه الكريم:
" وإذا جاءك الذين يؤمنون بآيتاتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فإنه غفور رحيم "
قال جل في علاه فاتحا أبواب الرحمة..
" قل يا عبادي الذين أسرفواعلىأنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم "
ويقول تعالى في الحديث القدسي :
" يابن آدم إنك مادعوتني ولا رجوتني الا غفرت لك على ماكان منك ولا أبالي , يابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك على ماكان منك ولا أبالي , يابن آدم لوأتيتني بقراب الأرض خطايا لا تشرك بي شيئا أتيتك بقرابها مغفرة ولا أبالي "
احرص !
على حلقات الذكر
روى البخاري من حديث أبي هريرة قال قال صلى الله عليه وسلم
" إن لله ملائكة يطوفون في الطريق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا هلموا الى حاجتكم قال فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا , قال فيسألهم ربهم جل في علاه وهو أعلم بهم ما يقول عبادي ؟ فيقولون يسبحونك ويكبرونك ويمجدونك ويحمدونك فيقول هل رأوني ؟
فيقولون لا والله ما رأوك فيقول فكيف لو رأوني ؟ فيقولون لو رأوك كانوا لك أشد لك عبادة وأشد لك تمجيدا وتحميدا وأكثر تسبيحا , قال فيقول جل في علاه فما يسألوني ؟ قال فيقولون يسألونك الجنة قال فيقول هل رأوها ؟ قال يقولون لا والله يا رب مارأوها قال فيقول فكيف لو رأوها ؟ قال فيقولون لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصا وأشد طلبا وأعظم فيها رغبة ,’ قال فيقول فمما يتعوذون قال يقولون يتعوذون من النار قال فيقول هل رأوها ؟ قال فيقولون لا والله يارب ما رأوها قال فيقول كيف لورأوها ؟ قال يقولون لو رأوها كانوا أشد منها فرارا وأشد لها مخافة , قال فيقول أشهدكم أني قد غفرت لهم , قال يقول ملك من الملائكة فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة قال فيقول جل في علاه وله قد غفرت هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم "
تفكر !
وتعرف على الحقيقة
جاء رجل الى ابراهيم بن أدهم فقال يا ابراهيم لقد أسرفت على نفسي بالذنوب والمعاصي فقل لي في نفسي قولا بليغا..قال أعظك بخمس :
قال هات الأولى ؟
قال الأولى : لا تأكل من رزق الله واعص الله
قال كيف يا ابراهيم وهو الذي يطعم ولا يُطعَم ؟!
قال عجبا لك تأكل من رزقه وتعصيه !!
قال هات الثانية ؟
قال الثانية : لا تسكن في أرض الله واعص الله
قال كيف يا ابراهيم الأرض أرضه والسماء سماؤه ؟!
قال عجبا لك تأكل من رزقه وتسكن في أرضه وتعصيه !!
قال هات الثالثة ؟
قال الثالثة : اذهب في مكان لا يراك فيه الله واعص الله
قال أين يا ابراهيم وهو الذي لا تأخذه سنة ولا نوم ؟!
قال عجبا لك تأكل من زقة وتسكن في أرضه وفي كل مكان يراك ثم تعصيه !!
قال هات الرابعة ؟
قال الرابعة : اذا أتاك ملك الموت ليقبض الروح قل إني لا أموت الآن
قال من يستطيع ياابراهيم والله يقول " اذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون " ؟!
قال عجبا لك تأكل من زقة وتسكن في أرضه وفي كل مكان يراك ولا تستطيع رد الموت اذا أتاك وتعصيه !!
قال هات الخامسة ؟
قال الخامسة : اذا جائتك الزبانية ملائكة العذاب تأخذك الى النار فخذ نفسك الى الجنة
قال من يستطيع هذا يا ابراهيم ؟!
قال عجبا لك تأكل من زقة وتسكن في أرضه وفي كل مكان يراك ولا تستطيع رد الموت اذا أتاك ولا تملك لنفسك جنة ولا نار ثم تعصيه !!
قال اسمع يا ابراهيم أنا استغفر الله وأتوب إليه أنا يا ابراهيم استغفر اللــــه وأتــــوب إليـــه..
فأنت..نعم أنت..إياك أعني !
يامن تأكل من رزقة وتسكن في أرضه وفي كل مكان يراك ولا تستطيع رد الموت إذا أتاك ولا تملك لنفسك جنة ولا نارا..
اعقل بقلبك قول الله تعالي في كتابه الكريم :
" ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق "
أنت..نعم أنت..إياك أعني !
أما آن أن تتوب وتستغفر علام الغيوب ؟؟
أما آن لما أنت فيه متابُ ؟؟
وهل لك من بعد الغياب إيابُ ؟؟
تقضّت بك الأعمار في غير طاعةٍ
سوى عمل ترجوه وهو سرابُ
وليس للمرء سلامة دينه
سوى عزلة فيه الجليس كتابُ - يعني القرآن -
عد !
وخذ الوعود
فالله تعالى إذا تبت فإنه يعدك :
وعدٌ بالتوبة عليك..
" فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه "
" إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم "
وعدٌ بتبديل سيئاتك الى حسنات..
"إلا من تاب وءامن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما "
وعدٌ بمغفرة ذنوبك..
" وإني لغفار لمن تاب وءامن وعمل صالحا ثم اهتدى "
وعدٌ بالجنة..
" إلا من تاب وءامن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا * جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب إنه كان وعده مأتيا * لا يسمعون فيها لغواً إلا سلاما ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا * تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا "
وعدٌ بأن تكون من المفلحين..
" فإما من تاب وءامن وعمل صالحا فعسى أن يكون من المفلحين "
وقال صلى الله عليه وسلم
" التائب من الذنب كمن لاذنب له "
لو رأيت التائب..
رأيت جفناً مقروحاً
تراه في الأسحار
على باب الاعتذار مطروحاً
سمع قول الأله يوحي فيما يوحي..
" توبوا الى الله توبة نصوحاً "
التائب..
مطعمه يسير
وحزنه كثير
ومزعجه مثير
وكأنه أسير
قد رمي مجروحاً
ولسان حاله يردد..
" توبوا الى الله توبة نصوحاً "
التائب..
أنحل بدنه الصيام
وأتعب قدمه القيام
وحلف بالعزم على هجر المنام
فبذل بدنا وروحاً
وهو يردد..
" توبوا الى الله توبة نصوحاً "
التائب..
الذل قد علاه
والحزن قد وهاه
يذم نفسه على هواه
وبهذا صار ممدوحاً
يردد ويعيد..
" توبوا الى الله توبة نصوحاً "
التائب..
يبكي جنايات الشباب
التي بها قد اسود الكتاب
فإن من يأتي الى الباب
يجد الباب مفتوحاً
يردد ويقول قول الله..
" توبوا الى الله توبة نصوحاً "
فلا تسويف بعد اليوم
الآن !
نعم الآن
أعلنها مدوية
قل !
أنا تبت الآن..نعم الآن
واستجبت لداعي الرحمن
فقد ازداد شوقي إلى الجنان
فالدنيا فقط هي دار ممر
سأجعلها طريقي إلى الأمان
سأسعى في طاعة المنان
وكل أملي رضاه عني
ولن أطلق لشهواتي بعد اليوم العنان
وسأطوّع نفسي وهواي وسأعصي الشيطان
قالوا..
من رزق أربعاً لم يحرم أربعا..
من رزق الدعاء لم يحرم الإجابة
وربكم يقول " ادعوني أستجب لكم "
ومن رزق الاستغفار لم يحرم المغفرة
وربكم يقول " إنه كان غفارا "
ومن رزق الشكر لم يحرم المزيد
وربكم يقول " ولأن شكرتم لأزيدنكم "
ومن رزق التوبة لم يحرم القبول
وربكم يقول " وهو الذي يقبل التوبة عن عباده "
اللهم أنت ربي لا اله الا انت خلقتني وانا عبدك وانا على عهدك ووعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت وأبوء اليك بنعمتك علي وأبوء ذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب الا انت .
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين وصل الله وسلم على عبدك ونبيك محمد وعلى آله وصحبة وسلم تسليما كثيرا..
للكاتب: مشعل