قاموس الصفات الفاقسة
قاموس الصفات الفاقسة
لن أستعين بلسان العرب أو تاج العروس أو القاموس المحيط لتفسير بعض الصفات (الفاقسة) أي غير الجيدة لدى البعض .. لكن سنتناولها من باب المشاهدة والاجتهاد من أين جاءت .. ولن نلتزم في تسلسلها الأبجدي، بل سندرج ما يخطر على البال من تلك الصفات ..
جق حكي :
هناك من يطلق عليها الثرثرة أو الهذر أو (الطَشِي) في بعض مناطق جنوب بلاد الشام ، أو (اللغوة) في العراق وهي (اللغو) في العربية الفصحى .. وإذا أردنا أن نقسم الكلام الى قسمين من هذا الباب فإننا نقسمه الى كلام مفيد وكلام (جق حكي) .. فالكلام المفيد هو ما يتنزل من الله .. وما قاله الرسول و الفقهاء وما قاله العلماء وصاغوه بشكل قوانين وقواعد (قاعدة إرخميدس) (قاعدة باسكال) (قانون أوم ) الخ .. وهذا الشكل من الكلام هو ما يغذي أنشطة الناس في كل المجالات العلمية والفكرية والتشريعية .. ليصبح ما يشرح تلك المواد اللغوية نشاطا مفيدا بالتواصل والاستمرار
أما (جق الحكي) فهو الكلام الذي لا يمكن أن يتحول الى إجراء أو هو كلام يدخل من باب المجاملة، أو يتناول صفات الحكام التعيسة ويعيد ويزيد عليها، حتى يصبح هذا النشاط وحده هدفا وغاية ولا غاية له سواها .. كما أن الشات والتعليق على النشاطات الذهنية التي لا تسهم في تفسير مسألة ما أو ظاهرة اجتماعية أو اقتصادية يدخل تحت باب (جق حكي) .. فتجد ببعض المنتديات من يرفع نشاطاته الى الآلاف وكلها من صنف (جق حكي) .. فيذيل عمل أدبي أو مقالة بعبارات، قسم منها مبتذل والآخر محتشم ولكنه لا يبتعد كثيرا عن صفة (جق الحكي) .. مثل عبارات : مشكور .. ويضع مجموعة من حروف الواو بين الكاف و الراء .. وهناك من يجتهد في نحت عبارات منافقة لا طائل أمامها ولا ورائها مثل : إزدانت صفحتي بمروركم البهي .. ومروركم نيشان عز على صدري و سعدت كثيرا ما (بعرف شو) .. ويُحرج المسكين في تأليف المزيد من تلك العبارات (الفاقسة) ..
وهناك صنف من الناشطين من يسخر قدرته اللغوية في كلام مسفوف رديء ولكن بصنعة جيدة .. فيبدو كالخياط المحترف الذي يستنفذ مهاراته في خياطة جلد خنزير (فاطس) ليصنع منه بدلة يعرضها أمام الزبائن!
__________________
ابن حوران
|