سأكتفى بنشر عقيدة أستاذك و رأى المسلمين فيها
المرسوم السلطاني بحبس بن تيميه الحراني
(بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي تنـزّه عن الشبيه والنظير وتعالى عن المثل فقال عزَّ وجل {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} أحمده على أن ألهمنا العمل بالسنَّة والكتاب، ورفع في أيامنا أسباب الشك والارتياب، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة من يرجو بإخلاصه حسن العقبى والمصير، وينـزه خالقه عن التحيُّز في جهة لقوله تعالى {وهو معكم أينما كنتم}وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله الذي نهج سبيل النجاة لمن سلك سبيل مرضاته، وأمر بالتفكر في آلاء الله ونهى عن التفكر في ذاته، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين علا بهم منار الإيمان وارتفع، وشيّد الله بهم من قواعد الدِّين الحنيف ما شرع، وأخمد بهم كلمة من حاد عن الحق ومال إلى البدع.
وبعد فإن العقائد الشرعية، وقواعد الإسلام المرعية، وأركان الإيمان العلية ومذاهب الدين المرضية، هي الأساس الذي يبنى عليه، والموئل الذي يرجع كل أحد إليه، والطريق التي من سلكها فقد فاز فوزاً عظيما، ومن حاد عنها فقد استوجب عذاباً أليما، فلهذا يجب أن تنفذ أحكامها ويؤكد دوامها، وتصان عقائد الملة عن الاختلاف، وتزان قواعد الأئمة بالائتلاف، ويفرَّق من فِرَقِها ما اجتمع.
وكان ابن تيمية في هذه المدة قد بسط لسان قلمه، ومدَّ بجهله عنان كلمه، وتحدَّث في مسائل الذات والصفات، ونصَّ في كلامه الفاسد على أمور منكرات، وتكلَّم فيما سكت عنه الصحابة والتابعون، وفاه فيما اجتنبه الأئمة الأعلام الصالحون، وأتى في ذلك بما أنكره أئمة الإسلام،
وانعقد على خلافه إجماع العلماء والحكام، وشهر من فتاويه في البلاد ما استخفَّ به عقول العوام، وخالف في ذلك فقهاء عصره، وعلماء شامه ومصره، وبعث برسائله إلى كل مكان، وسمّى فتاويه بأسماء ما أنزل الله بها من سلطان… الخ المرسوم)