السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كعادتهم دائما يتأخرون عن المواعيد المعلنة للظهور المرتقب , ونحن كعادتنا نختلق لهم الاعذار .
وأخيرا ظهر الحلم المترعرع على الطريقة الاوربية و الذي يراه الكثير من الكادحين أمثالي طريقا للنجاة وزروقا يعبر بالليبيين الى مجتمع
الرفاهية ودولة القانون , خرج والابتسامة كعادتها ترسم على الملامح لون الوداعة وبراءة الاطفال.
المهم فى ذهن كل ليبي كادح.. ماسيقال فى هذا الخطاب ........
نفسيا ً ارتحت كثيرا لما قاله - الحلم - فقد بانت ملامح الاصلاح وصار للحديث ابعاد اخرى اذكر منها
التلميح ولو ضمنيا بفشل تطبيق النظرية العالمية الثالثةعلى ارض الواقع , وتحويله الى نظام ملكي او اي نظام آخر أسوة ببريطانيا التى ذكرت فى الخطاب لأكثر من مرة .
ما أعجبني أشد الاعجاب من كل ماقيل تلك الخطوط الحمراء التى وضعها النجل الفذ امام كل العالم وتحذيرهم من المساس بها , فكان الاسلام أولها , والامن ثانيها , ووحدة التراب الليبي ثالثها , اما الرابع فهو معمر القذافي وهذا طبيعي فلن يتخلى الولد عن أبيه بعد أن مهد له الطريق مفروشة بالورود .
صراحة سيف الاسلام لم تكن معهودة فى المجتمع الليبي الذي اعتاد النفاق وادمن الكذب وخاف من قول الحقيقة ولعل على رأسها الاذاعة الليبية التى مفتأت تطبّل للنجل بعد انتهاء خطابه وفى نشراتها الرئيسية وتستعرض أصداء الخبر فى وكالات الانباء وعلى مدى ثلاثة ايام على الرغم من أنه لم يبدي رضاه عنها فى خطابه ودعا الى ضرورة استقلاليتها عن الدولة وفضح كل مظاهر الفساد فى المجتمع ولكن هيهات هيهات ان تنظف الدماء .
دعا النجل ايضا الى استقلال بعض الجهات مثل مصرف ليبيا المركزي والمحكمة العليا ووسائل الاعلام والمجتمع المدنى الذي يشمل حسب رأيه كل المؤسسات الاجتماعية والمنظمات المدنية وحقوق الانسان.
ولعل ماختم به النجل خطابه اعادنا الى 38 عام حينما ظهر الاب ليتلو البيان الاول للثورة وليعلن الخلاص للشعب الليبي الكادح فلامغبون ولامظلوم بعد اليوم , بنفس النبرات ونفس الهدف ونفس التوقيت وفى نفس ظروف الفساد , ولعلي التقيكم بعد 38 عام لأخبركم بالجديد عسى ان يكون أفضل .