أود البدء بتعليق سريع حول المقالة أعلاه و موقع حزب الإصلاح السوري:
- الحزب أسس بدعم أميركي قح لعملياته بما فيها كتابة دستور كامل "تقريباً" على صفحات موقع انترنت محترف, بالتأكيد لم تكتب سكرتيرة فريد الغادري الدستور في فترة استراحة عن العمل
- فريد غادري عضو في ايباك: اللجنة الأميركية الاسرائيلية للشؤون العامة و هو أمر مدهش و اعتراف وقح في أذن أي سوري ذو كرامة..
- هذه المبادرة الأميركية بنيت على رغبة بعدم التعامل مع أحزاب المعارضة السورية لغلبة الطابع الإسلامي على أكثر أعضائها. بحثت الخارجية الأميركية عن بديل لجماعة الإخوان التي اتهموها بدعم الإرهاب و للأحزاب الشيوعية التقدمية التي لعبت دوراً رائداً في حركة ربيع دمشق التي دعت لإعادة المدنية إلى المجتمع السوري. بدلاً من التعامل مع المعارضة الوطنية وجدوا ضالتهم في فريد غادري جالساً تحت منخرهم في الوقت و "المكان" المناسبين.
- المقارنة بين شلبي و الغادري مقصودة لأن الأميركيون يريدون أن لا تحدث مفاجآت إعلامية بعد أن يمضوا في هذا الدرب و كشفها الآن يقلل من تأثيرها لاحقاً كما حصل من حرج لشلبي و راعيه ولفويتز. من مفارقات سخرية القدر أن المذكور لم يعش بسوريا بعد 1963 و يحاول المزاودة على القارئ بذكر سحب الجنسية السعودية منه لاحقاً و الذي يمكن قد حصل بسبب تعاملاته التجارية لأنه لا يوجد من سمع بدعاوي المذكور بتحرير السعودية. و يدعي أن عائلته تركت سوريا في منتصف الخمسينات لتجنب الغليان السياسي بينما نحن نعلم علم اليقين أن الأغلبية تبكي على هذه الأيام التي تضمنت: إكتفاء اقتصادي ذاتي (نعمة لا تقدر بثمن اليوم) و برلمان منتخب و تمثيل لأحزاب مثل البعث و الأخوان في نفس المجلس مما يعكس وعياً سياسياً فيه لا نراه اليوم - بلا صغرة و مهما قيل في إنقلابات هذه الفترة لإأقل ما يمكن الإتفاق عليه -على حد قول من عاصر الفترة- أنه لم يكن هناك أزمة تدني "حسن نيات" و هذا أضعف الإيمان.
- العملية مدعومة من اللوبي الصهيوني فالصور و المقالات يأتي جلها من موقع دانييل بايبز
www.meib.org
أكبر كارهي الإسلام في الشطر الشمالي من القارة الأميركية مما يثبت أن الإسرائيليون و الموارنة المعارضين هم حلفاء هذا الصعلوك و هذا صفعة و إهانة لذكاء أي سوري مدرك لما حصل في الماضي و يحصل حاضراً في سوريا أو عاش و لو لبرهة في سوريا. هذا استهزاء لا يغفر للسوريين.
- قد تكون الحكومة الأميركية في حالة إنكار للأمر الواقع و تتخيل وجود معارضة سورية راضية و مرضية بإسرائيل و خططها و لكنهم ليسوا بلهاء: بعضهم يعلم أن هذا المذهب الإصلاحي الغير واقعي لسوريا سيستقطب فصائل المعارضة السورية بغض النظر عن موقفهم من النظام
- قرأت بعض خصائص الوثائق الPDF المنشورة و اسم المؤلف هو: "شكراً حبيبي" فيبدو لي أن الجماعة "فرافيش يحبون الفرفشة و آخر حنية"
- قد نضحك على شلبي أو توأمه السوري و لكن إن كان دعم الإدارة الأميركية له حقيقة فلا بد أن يأتي يوم يسحبونه من رفوف وزارة الخارجية تجمع الغبرة معنونة "شبه سرية" و يزرعوه في موقع لا يريح النظام أو المعارضة السلامية أو العلمانية التقدمية سواءً. كان شلبي يتسكع خارج إجتماعات "الكبار" حتى أبلغ الغلام و آن أوانه. لكني أقول أن آن الأوان أن نكتب للإدارة الأميركية أن هذا الغادري و صعاليكه ليسوا بممثلين عن أي نسبة تذكر من الشعب السوري و أن الحوار السوري الأميركي ممكن و لكن بتفاهم. نحن لا نعارض سلاماً عادلاً مع إسرائيل يوماً ما (عيش يا كديش أنتم أكبر قدر) و نتفهم أن جيشنا يحتاج لإصلاح بعد أن تحول لجهاز أمن لفئة و مصالحها و ليس للدفاع عن الحدود و لكن لا –بدون شكر- لا نتطلع للتعامل مع خائن يدفع رسوم إشتراك لأيباك ... المنظمة التي أعتبرها كسوري أميركي إرهابية لأنها تهدد سلامة الدستور و سيادة القانون الأميركي عندما تقحم أنفها القذر في الانتخابات و تمويل الحملات الانتخابية و تعيين الموظفين الرفيعين .. هذا هو الإرهاب الحقيقي: التدخل في إرادة الشعب للويها ..
كل القصة بكاملها قد أعتبرها أنا أم أنتم أو كائناً من كان نكتة سخيفة أو مغامرة مقرفة ثعبانية و لكنها تثبت مقولة واحدة لا غير: المصالحة الوطنية السورية قد آن اوانها قبل فوات الأوان.
بقلم محمد الثعالبي: - عن اللجمة السورية لحقوق الإنسان