سأحاول الأجابة على سؤالك الأول - من هي الفرقة الناجية - لنبدأ باسم الله الرحمن الرحيم .... ان أصبت فمن الله وان أخطأت فذلك مني ..
المسلمون يؤمنون بالله وراثيا ... كلام فيه وجهة نظر !! نعم يكون البعض كذلك ... لكن لا يستمر الأمر كذلك مادام الأنسان يتعلم ويقرأ ويبحث عن اجابات لأسئلة تدور في مخيلته !!
ذهب جمهور أهل العلم الى أن العقل يستطيع أن يدرك مافي الأفعال من حسن وقبح , فالعقول تدرك أن الظلم والكذب والسرقة وقتل النفوس قبيح , وأن العدل والصدق واصلاح ذات البين وانقاذ الغرقى على سبيل المثال حسن وجميل !
أولا : القضاء هو العلم السابق الذي حكم الله به في الأزل , والقدر وقوع الخلق على وزن الأمر المقضي السابق ... ويقول ابن حجر العسقلاني رحمه الله : قال العلماء القضاء هو الحكم الكلي الاجمالي في الأزل , والقدر جزيئات ذلك الحكم وتفاصيله. انتهى
قال تعالى ([ قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْراً مَّقْضِيّاً ]) مريم 21 ...
ثانيا : الأيمان بعلم الله الشامل , كثر في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم تقرير هذا الأصل العظيم , فعلم الله محيط بكل شيء , يعلم ما كان وما سيكون , ومالم يكن لو كان كيف يكون , ويعلم الموجود والمعدوم , والممكن والمستحيل وهو عالم بالعباد وآجالهم وأرزاقهم وأحوالهم وحركاتهم وسكناتهم وشقاوتهم وسعادتهم , ومن منهم من اهل الجنة , ومن منهم من أهل النار من قبل أن يخلقهم , ويخلق السموات والأرض ... قال تعالى ([ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ]) الحشر 22 ....
وقال تعالى في محكم كتابه أيضا ([ ذَلِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى]) النجم 30 ... وقال الحق مقررا علمه بما لم يكن لو كان كيف سيكون ([ بَلْ بَدَا لَهُم مَّا كَانُواْ يُخْفُونَ مِن قَبْلُ وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ]) الأنعام 28 ... روى البخاري في صحيحه عن ابن عباس قال : " سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أولاد المشركين , فقال الله أعلم بما كانوا عاملين "
وروى مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت : توفي صبي , فقلت طوبى له , عصفور من عصافير الجنة , فقال رسول الله : أولا تدرين أن الله خلق الجنة والنار , فخلق لهذه أهلا ولهذه أهلا " ...
والحق أن وجود هذا الكون , ووجود كل مخلوق فيه يدل دلالة واضحة على أن الله علم به قبل خلقه , فانه يستحيل ايجاده الأشياء مع الجهل , لأن ايجاده الأشياء بارادته , والارادة تستلزم تصور المراد , وتصور المراد هو العلم بالمراد , فكان الايجاد مستلزما للارادة , والارادة مستلزمة للعلم , فالايجاد مستلزم للعلم . وكل هذه الأدلة يمكنك أن تلمحها في قوله تعالى : ([ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ]) الملك 14 ....
الأيمان بمشيئة الله الشاملة وقدرته النافذه , وهذا الأصل يقضي بالأيمان بمشيئة الله النافذه وقدرته الشامله . فما شاء الله كان , ومالم يشأ لم يكن , وأنه لا حركة ولا سكون في السموات ولا في الأرض الا بمشيئته , فلا يكون في ملكه الا ما يريد ...
اللهم أحسن خاتمتنا واجعلنا من أهل الجنة يا رب العرش العظيم ..
آخر تعديل بواسطة أحمد من دبي ، 12-10-2002 الساعة 10:39 AM.
|