مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 07-10-2003, 03:38 AM
مسلم فاهم مسلم فاهم غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2003
المشاركات: 518
إفتراضي خطورة التكفير ( وضرره على المسلمين )

لا يجوز تكفير المسلم بذنب فعله ولا بخطأ أخطأ فيه, كالمسائل التي تنازع فيها أهل القبلة, فإن الله تعالى قال (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله, لا نفرق بين أحد من رسله, وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير) وقد ثبت في الصحيح أن الله تعالى أجاب هذا الدعاء وغفر للمؤمنين خطأهم.

والخوارج المارقون الذين أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتالهم قاتلهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أحد الخلفاء الراشدين. واتفق على قتالهم أئمة الدين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم. ولم يكفرهم علي بن أبي طالب وسعد بن أبي وقاص وغيرهما من الصحابة, بل جعلوهم مسلمين مع قتالهم, ولم يقاتلهم علي حتى سفكوا الدم الحرام وأغاروا على أموال المسلمين, فقاتلهم لدفع ظلمهم وبغيهم لا لأنهم كفار. ولهذا لم يسب حريمهم ولم يغنم أموالهم.

وإذا كان هؤلاء الذين ثبت ضلالهم بالنص والإجماع لم يكفروا مع أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بقتالهم, فكيف بالطوائف المختلفين الذين اشتبه عليهم الحق في مسائل غلط فيها من هوأعلم منهم؟ فلا يحل لأحد من هذه الطوائف أن تكفر الأخرى ولا تستحل دمها ومالها, وإن كانت فيها بدعة محققة, فكيف إذا كانت المكفرة لها مبتدعة أيضا؟ وقد تكون بدعة هؤلاء أغلظ وقد تكون بدعة هؤلاء أغلظ, والغالب أنهم جميعا جهال بحقائق ما يختلفون فيه.

والأصل أن دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم محرمة من بعضهم على بعض لا تحل إلا بإذن الله ورسوله. قال النبي صلى الله عليه وسلم لما خطبهم في حجة الوداع "إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا" وقال صلى الله عليه وسلم "كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه". وقال صلى الله عليه وسلم "من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فهوالمسلم له ذمة الله ورسوله" وقال "إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار" قيل يا رسول الله هذا القاتل, فما بال المقتول؟ قال: "إنه أراد قتل صاحبه" وقال: "لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض" وقال "إذا قال المسلم لأخيه يا كافر! فقد باء بها أحدهما" وهذه الأحاديث كلها في الصحاح.

وإذا كان المسلم متأولا في القتال أوالتكفير لم يكفر بذلك كما قال عمر ابن الخطاب لحاطب بن أبي بلتعة: يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنه قد شهد بدرا, وما يدريك أن الله قد اطلع على أهل بدر, فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم؟" وهذا في الصحيحين. وفيهما أيضا: من حديث الإفك: أن أسيد بن الحضير قال لسعد بن عبادة: إنك منافق تجادل عن المنافقين, واختصم الفريقان فأصلح النبي صلى الله عليه وسلم بينهم. فهؤلاء البدريون فيهم من قال لآخر منهم: إنك منافق, ولم يكفر النبي صلى الله عليه وسلم لا هذا ولا هذا, بل شهد للجميع بالجنة.

وكذلك ثبت في الصحيحين عن أسامة بن زيد أنه قتل رجلا بعد ما قال لا إله إلا الله وعظم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك لما أخبره وقال: "يا أسامة أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟" وكرر ذلك عليه حتى قال أسامة: تمنيت أني لم أكن أسلمت إلا يومئذ. ومع هذا لم يوجب عليه قودا, ولا دية, ولا كفارة, لأنه كان متأولا ظن جواز قتل ذلك القائل لظنه أنه قالها تعوذا.

فهكذا السلف قاتل بعضهم بعضا من أهل الجمل وصفين ونحوهم وكلهم مسلمون مؤمنون كما قال تعالى: (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين) فقد بين الله تعالى أنهم مع اقتتالهم, وبغي بعضهم على بعض إخوة مؤمنون, وأمر بالإصلاح بينهم بالعدل.

ولهذا كان السلف مع الاقتتال يوالي بعضهم بعضا موالاة الدين, لا يعادون كمعاداة الكفار, فيقبل بعضهم شهادة بعض, ويأخذ بعضهم العلم عن بعض ويتوارثون ويتناكحون ويتعاملون بمعاملة المسلمين بعضهم مع بعض, مع ما كان بينهم من القتال والتلاعن وغير ذلك.

وقد ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل ربه " أن لا يهلك أمته بسنة عامة فأعطاه ذلك, وسأله أن لا يسلط عليهم عدوا من غيرهم فأعطاه ذلك, وسأله أن لا يجعل بأسهم بينهم فلم يعط ذلك" وأخبر أن الله لا يسلط عليهم عدوا من غيرهم يغلبهم كلهم حتى يكون بعضهم يقتل بعضا وبعضهم يسبي بعضا.

وثبت في الصحيحين لما نزل قوله تعالى (قل هوالقادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم) قال "أعوذ بوجهك" (أومن تحت أرجلكم) قال "أعوذ بوجهك" (أويلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض) قال "هاتان أهون".


انتهى من كلام شيخ الاسلام ابن تيمية يرحمه الله .
__________________
اللهم ألحقنا بحبيبنا نبى الرحمه صلى الله عليه وسلم وارزقنا قفوا آثاره واتباع سنته ,,,,

هذا وأصل بلية الاسلام ** تأويل ذي التحريف والبطلان

وهو الذي فرق السبعين ** بل زادت ثلاثا قول ذي البرهان




  #2  
قديم 08-10-2003, 01:26 PM
ابو البراء ابو البراء غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2002
المشاركات: 51
إفتراضي

اخي الكريم بلغ بالبعض أن يكذب و يزور على المذاهب المعارضة لمذهبه لا لسبب مقنع بل للكره و الحقد الدفين على هذه المذاهب وعلى ما وصلت له من علم و خير .
__________________
( مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) (الحشر:7)
  #3  
قديم 08-10-2003, 04:55 PM
abbud abbud غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2003
الإقامة: germany
المشاركات: 1,159
إرسال رسالة عبر  AIM إلى abbud
إفتراضي

إقتباس:
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة ابو البراء
اخي الكريم بلغ بالبعض أن يكذب و يزور على المذاهب المعارضة لمذهبه لا لسبب مقنع بل للكره و الحقد الدفين على هذه المذاهب وعلى ما وصلت له من علم و خير .

اخي العزيز
نحن نعذر الانسان الجاهل اوالغير متعلم او علمه على قدر معين ولكن هل نعذر الانسان المتعلم من علم الله وافنى سنين من عمره بدراسة الدين المشكله برجال الدين الذين لا يرشدون الناس كل في مذهبه لكسر هذا الحقد الدفين والمتراكم عبر السنين حتى تتقارب وجهات النظر وتتحد الصفوف لنتصدى الى المتربصين بدين الله بل نراهم على العكس تبحث كل فئه عن اخطاء الاخرى لتسدد السهم اليها باقرب مناسبه او فرصه اسال الله المغفره لهم ولنا على حد سؤاء
__________________
من اعان الظالم على ظلمه ابتلاه الله بظلمه
  #4  
قديم 08-10-2003, 05:08 PM
PHENIX PHENIX غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2003
المشاركات: 52
Cool سؤال لمسلم فاهم

مسلم فاهم
جميل جدا ما نقلت من ابن تيمية
اتعرف اني عاصرت ابن تيمية ؟؟؟
لقد ذاق الأمرين
انت بالتاكيد من احبابه
و تلتزم بمحتوى هذا النقل
اسالك سؤالا ، لان اسمك أعجبني :
هل تتبرأ من من يكفر المسلمين ؟؟؟؟

اجابة محددة و بدون تنظير : الدين ليس كلاما بل التزام و سلوك و تطبيق



مين هناك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
  #5  
قديم 08-10-2003, 07:15 PM
الهادئ الهادئ غير متصل
جهاد النفس الجهاد الأكبر
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2003
الإقامة: بلد الأزهر الشريف
المشاركات: 1,208
إفتراضي

سبحان الله فى الوهابيه

نعيب الزمان و العيب فينا.............. وليس للزمان عيب سوانا

يأمرون الناس بالبر و ينسون أنفسهم ..
  #6  
قديم 08-10-2003, 08:51 PM
غــيــث غــيــث غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: الخيمة العربية
المشاركات: 5,289
إفتراضي




[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
نعيب زماننا والعيب فينا

ومالزماننا عيب سوانا
[/poet].







حتى في الشعر ..!!
  #7  
قديم 08-10-2003, 08:59 PM
الهادئ الهادئ غير متصل
جهاد النفس الجهاد الأكبر
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2003
الإقامة: بلد الأزهر الشريف
المشاركات: 1,208
إفتراضي

سامحنى يا أخ غيث

هكذا حفظتها .... المهم المعنى ..
  #8  
قديم 08-10-2003, 09:05 PM
الفخر الرازي الفخر الرازي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2003
الإقامة: مدني
المشاركات: 110
إفتراضي


لا يعاب الانسان اذا لم يات بتمام النظم فالمهم جوهره ومعناه ولكن يبدو ان رسالته ما وصلت للاسف الشديد ولكن ربما الكاتب يشير ان التكفير هو صفة من قالوا في كتبهم: ومذهب التعطيل مأخوذ من تلاميذ اليهود والمشركين وضلال الصابئين وزوال من حفظ عنه مقالة التعطيل في الاسلام هو الجعد بن درهم في اوائل المائة الثانية، ثم انتقل هذا المذهب الى الاشاعرة والمعتزلة!!!

وهذا موجود في كتب الوهابية فهم يرون ان مذاهب الاشاعرة اسانيدها يهودية! رغم انهم يخالفون اليهود في ان الله يجلس او يقعد او ينزل او يرتفع على الحقيقة

اليس تكفير الكاتب للاشاعرة مشتمل ضمن التكفير بالباطل وتكفير مَنْ الاشاعرة!! وبينهم من العلماء والفقهاء والمقرئين والحفظة والمحدثين المئات من اكابر امة محمد!

فالاخ الذي وضع بيت الشعر

نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيب سوانـا


قصد ان يشير الى هذه النقطة فكيف يقومون بالتكفير الجماعي ومن ثم يمثلون النهي التكفير!

هذا ادعاء وتحكم مكشوف

ثم انت يا غيث يا ليتك فصلت بين ما النافية وكلمة لزماننا بدلا من وصلك لهما والا كانتا كلمة واحدة!!!
__________________
* . لا إله إلا الله محمد رسول الله . *
* . لا إله إلا الله محمد رسول الله . *
* . لا إله إلا الله محمد رسول الله . *
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد نور عيوننا وحبيب قلوبنا
صلاة وسلاما دائمين متلازمين إلى يوم القيامة


* ألله * ألله * ألله * ألله * ألله * ألله * ألله * ألله * ألله * ألله * ألله * ألله * ألله *

* ألله * ألله * ألله * ألله * ألله * ألله * ألله * ألله * ألله * ألله * ألله * ألله * ألله *

{*} وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا {*}

[HR]
والسادس الفخر الإمام الرازي *** والرافـــعــــي مثلــــــه يوازي
[من قصيدة السيوطي في أسماء المجددين]
  #9  
قديم 08-10-2003, 09:48 PM
غــيــث غــيــث غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: الخيمة العربية
المشاركات: 5,289
إفتراضي







آخر تعديل بواسطة غــيــث ، 08-10-2003 الساعة 10:43 PM.
  #10  
قديم 08-10-2003, 11:23 PM
سلمان الشيخ سلمان الشيخ غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2003
الإقامة: بلادُ العُرب
المشاركات: 834
إفتراضي إسمحولى إخوانى أن أشارككم الراي

الثقافة الطائفية.. الخطر الأكبر الذي يتهدد الأوطان



لم يكن ثمة فضاء للتعبير عن الذات، بكل حمولتها الثقافية، النافية أو الجامعة أو المتوقفة.. كما يفعل اليوم فضاء الانترنت اليوم.. حيث لا ثمة صوت يعلو فوق صوت ضمير الذات المتجردة من الخوف أو العقل او اي نوع من الضوابط، سوى ما تمليه خلفية ثقافية وتربوية هي التي في الحقيقة تسطر عناوين مرحلة التوقف أو الاستشكال أو التبعية أو الوفاء لجملة وظائف ثقافية ترى في نفسها حارسة للقيم أو الحقيقة المجروحة بكل أشكال البغي او التجاوز أو الجنوح.
لا أكتمكم أصاب بالحيرة او احيانا بالقرف والألم من هذا الحجم اليومي والمتواصل الذي يضخ في ثقافة الطائفة حيث ثمة مشاركون لا يرون سواها، ولا يدور تفكيرهم سوى على مدارجها.. وليس لهم من وظيفة سوى الوقوف على محدداتها.. وبين الحقيقة المنشودة، وهذا الضخ المتواصل لثقافة الكراهية للذات الواحدة المختلفة طائفيا او مذهبيا او عرقيا.. ثمة استشكالات كبرى لن يُغني تجاهلها، او غض الطرف عنها او التهوين من آثارها.. سوى اننا سنظل مشدودين لنوع من التحزب الكريه والانكفاء الجارح، والتوقف عن محاولة بناء نموذج اكثر تقدماً واكثر التماسا لوجه الانسان، وسط طوفان الأسئلة التي لا ترى من وجه هذا الانسان سوى علاقته بالطائفة وجذورها وثقافتها وارتباطاتها.. حتى لو ورثها ابا عن جد.. وحتى لو كانت قدرا مقدورا.. وحتى لو كان انتسابا تاريخيا محسوما.. ليس لانسان اليوم من خيار فيه سوى انه وجد نفسه وسط بيئته وتشرب من ثقافته.. ورضع من ثدي امه عناوينه.. ناهيك أن يكون ثمرة انضاج تربوي وثقافي لعبت الثقافة الموجهة الدور الأخطر والأكبر تأثيرا..
هذا الحشد المتواصل، لفكر الطائفة النافية، والمتبرعة لمواجهة خصومها من الطوائف الأخرى.. مهمابدت المشتركات الكبرى، ومهما بدت مصلحة الاوطان تقتضي الحفاظ على نسيج الوحدة الوطنية، وعدم اثخانها بالمزيد من جراح الطائفة.. هذا الحشد اليومي المتواصل الذي يبث سمومه بين قراء هذا الفضاء.. ليس له سوى تعبير واحد.. ان ثمة خلل كبير في صناعة العقل المسلم.. والعقل القارئ للتاريخ أو المتطلع لمجتمع اكثر عدالة وانسانية..
قلب نظرك ما شئت بين تلك المواقع الانترنيتية التي تدعي حوارية.. وهي ليست أكثر من مخابر تصب زيت الفتنة على رؤوس القراء، واذكاء مشاعل الفرقة بين ابناء الوطن الواحد.. لن تصل في الأخير سوى لنتيجة واحدة ان ثمة خلل كبير في الرؤية وخلل كبير في فهم الواقع.. واستهتار أكبر بمصير ومستقبل وطن بحاجة الى الوحدة واللحمة الداخلية ما يغنيه عن كشف الغطاء عنها بمثل هذه المقولات المستهلكة والمنبعثة من اضبارات التاريخ أو المتوجسة شرا وخيفة بكل مختلف او طائفي او مذهبي.. فقط لأنه اخطاره المتخيلة ليس ثمة اخطار توازيها وان مقارعته هي من باب التقرب الى الخالق والتي لا تعد لها قربة.
ماذا يريد هؤلاء، هل يريدون دولة مذهبية صافية، لهم وحدهم، هل يريدون نسيج وطن بلون واحد ورؤية واحدة وعقل واحد وفكر واحد.. عنوانه الكبير المذهب وعلاقاته تحددها لون الطائفة والتباساتها المقموعة.. ثمة خلل كبير في عقل لا يريد الاعتراف بالآخر، فقط لأنه الآخر مذهبيا او طائفيا.. بغض النظر عن المشتركات الكبرى وبغض النظر عن مستقبل وطن تتنازعه قوى ومصالح دولية.. لا يمكن ان تنفذ الى نسيج الوطن الا من خلال اللعب على حبال الاقليات ومصالحها وحقوقها التي يساهم هؤلاء من حيث يعلمون او لا يعلمون في اذكاء فتيلها وتقديم الفرصة السانحة لبناء جبل من المتناقضات بين أبناء الوطن الواحد على جسر الاختلاف المذهبي والطائفي.. تحت عناوين حماية الأقليات او تمكينها من حقوقها..
اذا كان مثل هذا العقل يفكر بهذه الطريقة لما سواه، المتوجسة دوما خيفة من كل اختلاف مذهبي، البعيدة كل البعد عن اكتشاف ان ثمة علاقات وجسور ومستقبل هو الأولى ببحثه وتمتين دعائمه.. اذا كان هؤلاء بلا عقل سياسي يدرك كيف تصنع الازمات في نسيج الوطن.. وكيف يمكن للقوى الخارجية الضاغطة من تنفيذ مآربها.. فليس ثمة سوى نتيجة واحدة ان هؤلاء يعيشون في عصر مختلف.. وليس لهم لتحقيق اهدافهم سوى أن يبيدوا الطائفة أو الأقلية عن بكرة ابيها، ليصفى لهم الجو النقي الذي ليس سوى عنوان واحد.. القمع والتغييب والحرمان من حق التعبير عن الذات مهما بدا ان هذا التعبير هو نتيجة سابقة لوجود الموجود.. ومهما بدا ان هذا قدر تخطه اصابع التاريخ بلا توقف وتراكم معطياته بلا انتظار.. وهو نتيجة سابقة لوجودهم هم ايضا.. ولن يكفي ان يغرف هؤلاء من ادانات الأولين او التباكي على حال الآخرين من بني جلدتهم ليذكوا فتيل ازمة الطائفة وينحروا بقية من عناوين المرحلة التي تتطلب التحشيد وتمتين الجبهة الداخلية والبحث العميق عن المشتركات الوطنية والانسانية.. والجهاد من أجل تمكين الانسان من حقوقه والاعتراف بحقه في حياة اكثر عدلا وانصافا.
اذا كان هؤلاء يعيشون في قمامم التاريخ الذي تبعثه اناملهم من سباته.. فهم ليسوا سوى معاول تكريس اوضاع بالغة الخطورة.. وتقوقع على الذات التي مهما بدى انها تشعر القوة والتمكين.. الا انها في مرحلة ما ستواجه قوى كامنة ومضادة في الطائفة الأخرى تتحين هي ايضا نفس الفرصة.. وتبني على نفس الشعارات وتتذرع بحقوق الأقليات، وتعيد ادانة المشهد الثقافي وفق صيغة القصد منها اذكاء الجراح، ومواصلة صب زيت نار الفتنة واحراق بقية الجسور التي تصل الطوائف والمذاهب والأقليات.
ثمة حالة تستدعي التوقف عندها هذه الايام، طرفاها المشهد السياسي والثقافي العراقي والآخر مراقبين طائفيين عن بعد، لا تعنيهم قضايا الوطن ولا التباسات السياسة ولا علاقات القوى الدولية.. قدر ما يعنيهم الوفاء لمناهجهم التي تركز فقط على عقدة الاختلاف المذهبي، وتحشد كل العناوين المفتعلة او تلك التي تحتمل بعض الحقيقة فقط من أجل اذكاء شعور عام بادانة الطائفة ووضعها تحت المجهر.. وقد يصل الامر الى حد الاتهام المباشر بالتخوين والتآمر على مستقبل أمة والتعاون مع اعدائها.
في الحالة العراقية، ليس ثمة خطاب طائفي بالمفهوم الذي يقوم على الفرز والاقصاء.. على الأقل في مستوى معالجة الازمة أو الحالة العراقية الغارقة في مستنقع الاحتلال.. الخطاب العراقي السياسي والثقافي، هاهو يتجاوز اشكالات الطوائف والاعراق وان بدى ان ثمة مخاوف مشروعة وغير مشروعة تنطلق على استحياء هنا وهناك.. الا ان هذا المشهد لم يدفع البعض - من خارج العراق - ممن غرقوا في الثقافة الطائفية او المذهبية وأصبحوا ينظرون من خلال ثقوبها الى كامل المشهد السياسي الى اعادة النظر في قدراتهم التحليلية.. الناظر في جملة ما يطرح من آراء وانتقادات من قبل المخلصين لمناهجهم الاقصائية خارج العراق، سواء تلك المصبوغة بريح الطائفة او تلك التي تميل للطروحات القومية الفاشستية سيكتشف حتما ان ثمة اذكاء من خارج العراق للفتيل الطائفي.. وتركيز شبه متعمد على التنوع المذهبي وعلاقته بمجهود المقاومة، التركيز على المثلث (السني) بهذا التعبير اليومي، وادانة الآخر الذي تضعف فيه خيوط المقاومة للاحتلال بالوسائل المسلحة.. يجعل من المسألة حقيقة فرز طائفي بامتياز.. مع ما يحمله هذا الفرز من دلالات الادانة او التشكيك بالوطنية او حتى التعاون مع المحتل بشكل او بآخر.
ليست وظيفة هذه المقالة تسليط الضوء على أساليب المقاومة بأشكالها المختلفة، وليست وظيفتها ادانة او امتداح صيغة دون أخرى، لكن تبسيط المسألة الى حدود الفرز التآمري على التنظيمات او التقسيمات الطائفية والمذهبية والقومية في العراق، فقط وفق صيغة المقاومة المسلحة لا يقدم صورة حقيقية عن الواقع العراقي المشتعل بكل اشكال المقاومة.
هذا الانسياق خلف تلك الطروحات حد ادانة الآخر، والترويج لمفهوم المقاومة المسلحة التي تحظى بالامتياز (السني) حسب تعبير مروجيها، وادانة كل الاشكال الأخرى التي لا ترى ان الوقت ملائم لاشعال جبهات أخرى.. او انها ترى أن من المصلحة ابتداع اساليب اخرى للجم الاحتلال، وانهاء اثاره مع الاحتفاط بعراق معافى وقابل للحياة.. وتحتل فيه تلك التقسيمات حقها الطبيعي والمشروع في ادارة العراق.. هذا الحشد اليومي من صنوف الادانة ليس له سوى عنوان واحد.. اولها الارتماء في احضان التفسير الطائفي حد الارتماء في وحل المؤامرة التي تشعلها عقول تدين بهذا التفسير ولا تحسن قراءة المشهد السياسي، لأنها في الحقيقة بلا وعي سياسي يتجاوز عقدة المذهب أو الطائفة او النزعة التآمرية.
رسالة السيد ليث شبيلات للسيد نصر الله الأمين العام لحزب الله التي دان فيها الموقف الشيعي العراقي من الاحتلال تفسر هذه القراءة المبتسرة في جانب اما الحشد اليومي تجد الانتماء الطائفي من تخوين وتجريح وتشنيع وبذاءات لقيم الحوار، فهو جزء من وعي ثقافي ضار تشكل عبر مرحلة سابقة.. تفجر مع احداث العراق ومع التمنيات الوطنية باجواء حوار بين مختلف الفعاليات الوطنية.
السؤال المهم، كيف يمكن مواجهة هذه الثقافة الضارة، التي ليس المسؤول عنها حتما نظام التعليم الرسمي، وان كان مقصرا في تعزيز الوحدة الوطنية.. من قبول المختلف، واحترام الرأي الآخر، واشاعة التسامح بين الطوائف والمذاهب.. وتعميق قيم الحوار والدعوة اليه واعتباره قيمة اساسية من قيم الثقافة الوطنية.
ولا يمكن ان يكون الاعلام الحكومي او الذي يحظى بدعم رسمي هو المسؤول عن هذه الثقافة.. وان كان مقصرا في مناقشة ابعاها ويميل للصمت وتجاهل هذه الاشكال والتحرج الكبير من مقاربته.. ربما كان المتهم الاول في تعزيز هذا الحضور المذهبي الرافض للآخر، هي تلك القنوات غير الرسمية، والمجهودات التثقيفية الشعبية.. التي استلمت عقول اجيال واعادة صياغتها في مرحلة ما وفق رؤية اقصائية، واعتزالية، وضمن دعم مرحلي وسياسي غض الطرف عن تلك الادبيات المنتشرة والمباغتة لتلك الأجواء الثقافية.
اليوم نحن مطالبون باعادة بناء ثقافة وطنية على نسق مختلف تعزز قيم التسامح، والحوار وعدم الولوغ في شرك الخديعة من أجل معاداة الآخر وتخوينه وعزله ونفيه.. اليوم ثمة حاجة اكيدة لبناء ثقافة وطنية تركز على حق الانسان في التعبير عن ذاته وفق مصالح الوطن العليا التي تحفظ نسيجه وتعزز قيم الوحدة الوطنية0
ودمتم فى عناية الله 0

أخوكم
سلمان الشيخ

* * *
__________________
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م