بسم الله
السلام عليكم
حتى لا ننسى الماضى القريب وما تعرض له أخواننا الفلسطنيين من أكبر سرقة في التاريخ من قبل أحفاد القردة والخنازير أقرأ معى هذة المقالة
مقدمة:
ما النكبة؟ انها فصل الشعب عن ارضه، وهي طرد اهالي 531 مدينة وقرية من ديارهم عام 1948، وهم 85% من اهالي الارض التي اصبحت تسمى "اسرائيل". وارضهم هذه تساوي 92% من مساحة "اسرائيل". خلاصة القول ان 70% من شعب فلسطين اصبح من اللاجئين الذين يصل عددهم اليوم الى 5.200.000 ومن هؤلاء اقل من 4 ملايين مسجلون لدى وكالة الغوث الدولية التي تقدم لهم ضروريات الحياة بشكل يتناقص كل عام، ارضهم في "اسرائيل" مساحتها 18.700 كيلومتر مربع، صادرتها "اسرائيل"،وتؤجرها لليهود فقط، وبدأت الان تبيعها لكل مشتر يهودي حتى لو لم يكن يحمل الجنسية "الاسرائيلية"، ويعيش في استراليا، وتمنع حتى مجرد تاجيرها لفلسطيني يحمل الجنسية "الاسرائيلية".
كيف حدثت النكبة؟
في عام 1917، خانت بريطانيا وعودها للعرب بمنح الاستقلال لهم عند ازالة الحكم التركي عن بلادهم، واصدرت على لسان وزير خارجيتها وعد بلفور في 2 نوفمبر 1917 الذي "ينظر بعين العطف" الى انشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، كان هذا وعد من لا يملك لمن لا يستحق دون علم صاحب الحق، وخلال 28 عاما من حكم الانتداب البريطاني، سنت بريطانيا القوانين واتخذت الاجراءات التي سلهت انشاء هذا الوطن حتى اصبح دولة عام 1948. كان عدد اليهود عند الاحتلال البريطاني 56.000 أي 9% من مجموع السكان، غالبيتهم من رعايا الدول الاجنبية.
وما ان انتهى الانتداب عام 1948 حتى اصبح عددهم 605.000 يهودي، نتيجة الهجرة الظاهرة والخفية التي سمحت بها بريطانيا رغم معارضة الاهالي ومقاومتهم وثوراتهم، واهمها ثورة 1936، وهكذا اصبح اليهود يمثلون 30% من سكان فلسطين الذين بلغ عددهم حوالي مليوني نسمة عام النكبة.
وماذا عن الارض؟ لقد كثفت الصهيونية جهودها، وجندت موظفي حكومة الانتداب الصهاينة لاعطاء اليهود حق امتياز استغلال الاراضي التي اعتبرت املاك دولة، وانشأت بريطانيا ادارة للمساحة هدفها تحديد ملكية كل ارض باسعار خيالية.
وكانت ضالتهم المنشودة كبار الملاك الغائبين من رعايا الدول العربية المجاورة، وبعدها اتجهوا الى كبار الملاك الفلسطينيين الذين يعيشون في المدن. اما الفلاحون المتمسكون بارضهم يفلحونها منذ مئات السنين، فقد ضيقت بريطانيا عليهم الخناق بفرض الضرائب الباهظة عليهم، حتى لا يجد الفلاح المسكين غير المرابي اليهودي لاقراضه مقابل رهن ارضه التي لا تلبث ان تقع في حوزة اليهودي بسبب عدم السداد. ورغم هذه الجهود المكثفة، لم تنجح الصهيونية في الاستحواذ على اكثر من 6% من مساحة فلسطين، او 1.681 كيلومترا مربعا، منها 175 كيلومترا مربعا امتيازات تاجير طويل الامد منحتها بريطانيا لليهود، و57 كيلو مترا مربعا حصة في ارض غير مفروزة، و1.449 كيلو مترا مربعا تملكها اليهود مباشرة، وان لم يتم تسجيلها كلها بشكل قانوني، من الذي باع هذه الاراضي؟ تقول احصائية الوكالة اليهودية انهم اشتروا 52.6% من الاراضي من كبار الملاك الغائبين غير الفلسطينيين، و 24.6% من كبار الملاك الحاضرين الفلسطنيين، و13.4% من الكنائس والشركات الاجنبية، اما نصيب الفلاحين المرهقين ضريبيا فكان 9.4% من الاراضي المبيعة، أي نصف واحد في المائة من مساحة فلسطين.
تقسيم جائر
وهكذا بعد تعاون بريطاني صهيوني استمر 28 عاما، لم تنجح الصهيونية الا في الاستحواذ على 6% من مساحة فلسطين، لكنها نجحت في زيادة عدد اليهود الى 30% من مجموعة السكان، عندئذ نقلت الصهيونية جهودها الى امريكا، واتخذت من رئيسها هاري ترومان مناصرا لها وقف ضد وزير خارجيته، لكي تضغط امريكا بكل قواها على الدول الصغيرة، وتهددها بقطع المعونات اذا لم تصوت لصالح تقسيم فلسطين بين اهلها اصحاب الحق فيها، وبين مهاجرين غرباء لا يعرفون اسم المدينة التي وصلوا اليها، وكانت الطامة الكبرى على العرب عندما نجح قرار التقسيم باغلبية ضئيلة لكي يوصي بانشاء دولة يهودية على 54% من ارض فلسطين ودولة عربية على باقيها مع تدويل القدس تحت ادارة منفصلة. هذه المهزلة التاريخية قضت بان تفرض اقلية اجنبية مهاجرة سيادتها على اكثر من نصف فلسطين، أي تسعة اضعاف ما كانت تملك، وتقيم فيها دولة عبرية نصف سكانها عرب وجدوا انفسهم بين يوم وليلة رعايا دولة اجنبية غازية. اما الدولة العربية المقامة على باقي فلسطين، فكل سكانها عرب وليس فها الا حفنة من اليهود، والناظر الى الخريطة رقم 1 يهوله عدد القرى الفلسطينية التي وقعت فريسة لهذه السيطرة الاجنبية، بينما لا توجد بالكاد مستعمرات يهودية الا في الدولة العبرية فقط، وحتى هذه المستعمرات على كثرتها الظاهرة لم تكن الا قواعد محصنة يسكن الواحدة منها من 100 الى 200 شخص من حاملي السلاح.
بدأ تنفيذ الخطة في اوائل ابريل 1948 اثناء وجود الانتداب البريطاني وبدأت بوصل الاراضي اليهودية ببعضها ثم الاستيلاء على الارض العربية حولها وطرد سكانها، اتبعت القوات اليهودية سياسة التنظيف العرقي، كانت تحيط القرية من ثلاث جهات، وتترك الرابعة مفتوحة، ثم تجمع سكان القرية في مكان، وتختار عددا من الشباب لاعدامهم، او تقتلهم بالرصاص او تحرقهم اذا وجدتهم مختبئين في مسجد او كنيسة او غار، وتترك الباقين ليهربوا وينقلوا اخبار الفظائع او تأخذ بعضا منهم لاعمال السخرة لنقل احجار البيوت العربية التي هدمتها او حفر القبور لمن قتلتهم. لا ينسى احد مذبحة دير ياسين وهي واحدة من 17 مذبحة اقترفت اثناء الانتداب و17 اخرى بعده، ولم تحرك القوات البريطانية ساكنا لحماية الاهالي حسب ميثاق الانتداب. وما ان جاءت نهاية الانتداب حتى سيطرت "اسرائيل" على 13% من مساحة فلسطين، وطردت 400.000 لأجئ من 199 قرية، واعلنت قيام دولتهم على هذه الرقعة، ولكن دون تحديد أي حدود، فلا يزال النهم الصهيوني لابتلاع الارض في اوله، سيطرت الدولة الجديدة آنذاك على معظم السهل الساحلي وشريط غربي نهر الاردن حول بحيرة طبرية، وشريط يصل بينهما في مرج ابن عامر على شكل حرف N ، وسقطت في يدها مدن فلسطينية مهمة مثل يافا وحيفا وطبرية وصفد وبيسان، واشرفت عكا على السقوط. بدأت بشاعة الكارثة تظهر للعيان ووصلت اخبار المذابح واشهرها دير ياسين الى الشعب العربي في كل العواصم، فهاج واستنكر سكوت حكوماته وتقاعسه.
أنتهى الجزء الأول
الثقافي
http://www.athagafy.com/index.htm