السلام عليكم
اليوم فقط سنحت لي الفرصة أن أقرأ مقالتك، وقد أخذت مني 37 دقيقة بالضبط.
فإما أن أكون بطيء القراءة أو تكون المقالة حبلى بالمعلومات التي لا تدخل العقل بسهولة.
في خضم تحليلك وجد نفسي أسأل نفسي: ليتني أعرف كيف كانت نساء سلفنا تلبس في خلوتهن بأنفسهن أو مع أزواجهن حتى أرد عليك في بعض ما ذهبت إليه.
طبعا مثال الزي كان لتوضيح الهدف الأكبر، ولكني تعلقت به، ووجدت نفسي متحيرا قليلا في قبول كل ما فيه. أولا، هل نزع المرأة حجابها في خلوتها مؤشر إلى ميلها إلى النموذج المسيطر -كما تسميه-؟ أليس من نوذجنا المحلي الأهلي السائد ما يسمح بهذا بل يحث عليه من باب التزين والتجمل؟
قد يقول لك قائل، بل إن الشريحة الأولى التي وصفتها قد تمثل تلك النساء المستلبات من قبل النموذج السائد، فهن يرين أن لباس الحجاب أمام الزوج هو من التأصيل ومن الوفاء للنموذج المحلي أو للطبقة السائدة.
بصراحة أعتقد أن مثال الزي هو مثال معقد قليلا، لأنه ليس فيه حد فاصل وارتباطه مع الفكر هو ارتباط نسبي، يذكر لنا ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يلبس ثياب للنصارى أو الأقباط -لا أذكر بالتحديد ما قاله- كانت قد أهديت إليه، وأجد هذه الملاحظة قيمة جدا فليس من تأصيلي خير من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتساهله في الخروج عن الزي المحلي أو النموذج السائد يسوقني إلى افتراض أن المسألة ليس تتمثل في صغار الأمور كالتي قد تفعلها بعض النساء من التزين لأزواجهن بأساليب قد يصفها البعض بأنها غربية أو مسيطرة، فهل ستقول لي أن المرأة التي تضع أحمر الشفاه أو الظل هي مستلبة للغرب؟ بل السؤال هو كيف كانت النساء التأصيليات يتزين لأزواجهن؟ لا شك أن هناك مجالا لتطور وسائل التزين، ولا أعتقد أن المرأة تفعلها افتتانا بالغرب ولكن كوسيلة للتزين المشروع، ولا أزال أتكلم عن التزين للزوج وليس التزين للشارع.
أما إذا تركنا مسألة الزي وفكرنا في الصورة الكبرى، فإنك على حق في أن الالتزام بالنموذج المحلي له أربعة أوجه كما ذكرت، وقد شهدت فترة الستينات برحة م الزمان كان الاقتداء بالغرب في الزي وفي معالم الحياة هو الطابع على البلدان العربية، والمراقب للوضع خلال السنوات العشر الأخيرة يجد أن التخلي عن النموذج المسيطر والعودة إلى النموذج السائد قد بدأ بل وأصبح أصحاب النموذج السائد والملتزمين به ينظر إليهم بأنهم أهل الثبات وأصحاب أدوات التقدم وبات الملاحقون لركب الغرب بالتقليد ينظر إليهم نظرة البصير إلى الأعمى.
هذا رد فعلي المباشر بعد قراءة المقالة، وقد أعود عن بعض آرائي إذا هددتني أو أقنعتني.
الرد أخذ 18 دقيقة من الزمن.
السلام عليكم
عمر مطر