*************
ريما ..صديقتي
عدت مثقل ، محمل إلا من حقيبة شبه فارغة امتلأت به .. و كان أكبر من أن تحتويه حقيبة
انه يتسع لكل العالم
يتراقص مع كل الحروف .. يدعو كل اللغات الى الإقامة في بلاطه
سعيت فيما مضى ….. و منذ سنين لامتلاكه فامتلاكه امتلاك للعالم ، و إذا صار هذا العالم يا صديقتي كله بين يديك فماذا تفعلين بعد ذلك ؟
برغم العشق برغم الحب ……… لم أمتلكه
و طويت حلم الامتلاك و حولته الى ملفات الأماني حتى جمعتني به الصدفة .
الصدفة وحدها يا عزيزتي ريما تتحقق فيها أي شيء لا تتوقعينه
لم اكن ادري أنني سألاقيه يوما
و بدأت استدعي ملفات الأماني ، انفض ما تراكم عليها من غبار السنين فإن كل شيء يتجه الآن نحو تنفيذ قرار الامتلاك …
تتساءلين ربما عن كنه و حقيقة هذا الشيء الذي بامتلاكه يصير العالم عند أطراف أصابعنا و بين أيدينا
فيما بينه و بين نبض القلب شجون و علاقات حياة فيما بينه و بين العدم و الوجود و سفر دائم فيما بينه و بين الشمس و الأرض رحلات خلود
هو يلملم الأصداء التائهة و يحيي موات النفس و الذكرى
انه يساوي عندي شيئا كثيرا من ذهب الدنيا و بعضا من تبرها و كل ألماسها
إنه أكبر من أن تتسعه حقيبة
عدت
و عاد معي ليكفل لي القلب و رحلة الألم قلت له تعال لأقص عليك تفاصيل ضياع الضياع
كيف تتصورين يا ريما شكل أحداث الحياة بكل هذا الاضطراب ؟
و كم تتوقعين بأن يجند لها من الصحائف ؟ أو ربما من المؤلفات ؟
هل تصدقين أن حياة كهذه مليئة بشغف و هذيان الزمن و أن لها مناخ واحد و تلفها العواصف محكية في بضع كلمات لا تعدو كلها السطر الواحد . ربما
هل تصدقين ذلك
هي برقية مستعجلة أبرقها الى الأيام .. مع الحب
كتب كلماتها الذي قلت لك عنه انه عاد معي يلملم الأصداء التائهة عني
لقد جمعني و لملمني في سطر واحد فقط
هو الذي يختزل العالم كله في كلمة واحدة
انه
الوطـــــــــــــــن
**********************
احترت كثيرا فيما أسميها فأسميتها رحلــة العــودة
فالإنسان بلا وطن شبه إنسان
أسم إنسان .. خيال يحيا يدب على الأرض هذا الإنسان
فالوطن في موسوعة البلدان
هو الحب
و الود
و النسيان
صعب ….صعب ……..أن يمحو الوطن من ذاكرة إنسان