الدولة الإسلامية
اقرأ في هذا الكتاب
لم يع الجيل الحاضر على الدولة الإسلامية التي تطبق الإسلام، والذين عاشوا في أواخر الدولة الإسلامية (الدولة العثمانية) التي أجهز عليها الغرب، إنما رأوا بقايا دولة فيها بقايا حكم إسلامي؛ ولهذا فإن من أصعب ما يجد المسلم تقريب صورة الحكم الإسلامي إلى أذهان يسيطر عليها الواقع، ولا تستطيع أن تتصور الحكم إلاّ في مقياس ما ترى من الأنظمة الديمقراطية الفاسدة المفروضة على البلاد الإسلامية فرضاً. وليست الصعوبة في هذا وحده، وإنما أصعب الصعوبة في تحويل هذه الأذهان (المضبوعة) بالثقافة الغربية. لقد كانت هذه الثقافة الغربية سلاحاً شهره الغرب في وجه الدولة الإسلامية، وطعنها به طعنة نجلاء أودت بحياتها، وحمل إلى أبناء هذه الدولة سلاحه هذا يقطر من دماء أمهم القتيل، وقال لهم مفتخراً: (لقد قتلت أمكم العجوز التي كانت تستحق القتل لسوء حضانتها لكم، وقد مهدت لكم عندي حضانة تتذوقون فيها الحياة السعيدة والنعيم المقيم) ومدوا أيديهم يصافحون القاتل، وما يزال سلاحه هذا مخضباً بدماء أمهم، لقد فعل معهم فعل الضبع ـ فيما يروون ـ حينما تجعل فريستها تذهل إلاّ عن اللحاق بها، فلا تصحوا إلاّ بضربة يسيل لها دمها، أو تصل بها الضبع إلى قعر الوادي فتأكلها .
ليست الدولة الإسلامية خيالاً يداعب الأحلام؛ لأنّها قد امتلأت بها جوانب التاريخ في مدى ثلاثة عشر قرناً، فهي حقيقة. كانت كذلك في الماضي، وتكون كذلك في المستقبل القريب، لأنّ عوامل وجودها أقوى من أن ينكرها الزمن، أو يقوى على مصارعتها، وقد امتلأت بها اليوم العقول المستنيرة، وهي أمنية الأمة الإسلامية المتعطشة لمجد الإسلام .
وليست الدولة الإسلامية رغبة تستأثر بالنفوس عن هوى، بل هي فرض أتوجبه الله على المسلمين، وأمرهم أن يقوموا به، وحذرهم عذابه إن هم قصروا في أدائه. وكيف يرضون ربهم والعزة في بلادهم ليست لله ولا لرسوله ولا للمؤمنين؟ وكيف ينجون من عذابه وهم لا يقيمون دولة تجهز الجيوش وتحمي الثغور، وتنفذ حدود الله، وتحكم بما أنزل الله .
لذلك كان لزاماً على المسلمين أن يقيموا الدولة الإسلامية، لأنّه لا وجود للإسلام وجوداً مؤثراً إلاّ بالدولة، ولأنّ بلادهم لا تعتبر دار إسلام إلاّ إذا حكمتها دولة الإسلام .
وليست الدولة الإسلامية ـ مع هذا ـ من السهولة بحيث يستوزر المستوزرون ـ أفراداً كانوا أو حزباً ـ فيصبحون وزراء يتربعون في دَسْتِ الحكم. إن طريقها مفروشة بالأشواك، محفوفة بالمخاطر، مملوءة بالعقبات والمصاعب. وناهيك بالثقافة غير الإسلامية صعوبة، وبالتفكير السطحي عقبة، وبالحكومات الخاضعة للغرب خطورة
محتويات الكتاب
حديث افتتاح الكتاب
محتويات الكتاب
مقدمة
نقطة الابتداء
تكتل الصحابة
انطلاق الدعوة
مقاومة الدعوة
تفاعل الدعوة
دوران من أدوار الدعوة
توسيع مجال الدعوة
بيعة العقبة الأولى
الدعوة في المدينة
بيعة العقبة الثانية
قيام الدولة الإسلامية
بناء المجتمع
تهيئة أجواء القتال
بدء القتال
الحياة في المدينة
جدال اليهود والنصارى
غزوة بدر
إجلاء بني قَيْنُقاع
القضاء على الاضطرابات الداخلية
غزوة الأحزاب
معاهدة الحديبية
الرسل إلى الدول المجاورة
غزوة خيبر
عمرة القضاء
غزوة مؤتة
فتح مكة
غزوة حنين
غزوة تبوك
سيطرة الدولة الإسلامية على جزيرة العرب
جهاز الدولة الإسلامية
موقف اليهود من الدولة الإسلامية
استمرار الدولة الإسلامية
السياسة الداخلية للدولة الإسلامية
السياسة الخارجية للدولة الإسلامية
الفتوحات الإسلامية هي لنشر الإسلام
تركيز الفتوحات الإسلامية
صهر الشعوب وجعلها أمة واحدة
عوامل ضعف الدولة الإسلامية
انحلال الدولة الإسلامية
الغزو التبشيري
العداء الصليبي
آثار الغزو التبشيري
الغزو السياسي للعالم الإسلامي
القضاء على الدولة الإسلامية
الحيلولة دون قيام الدولة الإسلامية
إقامة الدولة الإسلامية فرض على المسلمين
صعوبات قيام الدولة الإسلامية
كيف تقوم الدولة الإسلامية
مشروع دستور للدولة الإسلامية
أحكام عامة
نظام الحكم
الخليفة
معاون التفويض
معاون التنفيذ
أمير الجهاد
الجيش
القضاء
الولاة
الجهاز الإداري
مجلس الأمة
النظام الاجتماعي
النظام الاقتصادي
سياسة التعليم
السياسة الخارجية
http://www.hizb-ut-tahrir.org/arabic...ks/aldawla.pdf