تابع لما قبله ....
واختصارا، أقول ليس غريباً على العلمانيين هذا الأسلوب (الاصطياد في الماء العكر) بل بلغوا مرحلة (تعكير الماء ثم الاصطياد فيه) فاحذروا يا دعاة الإسلام ويا شباب الصحوة المباركة ، من الاندفاع خلف أساليب أيادي الاستخبارات الغربية والماسونية العالمية والموساد اليهودي ، بواسطة عملائهم ممن درس هناك ، أو اتصل بهم وأصبح يعمل لصالحهم على حساب بلده وأهله. فسعى لفتح جبهة داخلية في بلاد التوحيد بلاد الإسلام حرسها الله ووفق ولاة الأمر فيها لما يحبه ويرضاه ونصر بهم الإسلام والمسلمين، آمين.
وإنني إذ نقل لكم كلاماً قيماً لعلامة العصر وفقيه الأمة ومحدثها ابن باز رحمه الله رحمة واسعة لآمل من إخواني شباب هذه البلاد المباركة التي تحكم شريعة الله وتدعو إلى هذا الدين، وحملت على عاتقها نصرته والذب عنه- فيما يظهر لنا ولا نزكي على الله أحداً- وإلا فأخبروني عن بلد يحكم شريعة الله ، أو تغلق المحلات والمتاجر للصلاة وقت الصلاة فيه، أو... أو...كما هو الآن عندنا، نعم هناك تقصير، لكن صدق أمير المؤمنين علي -رضي الله عنه- (كيفما تكونوا يولىَّ عليكم) والكمال لله وحده، وعلاج ما يظهر لنا أنه فساد ، بل والحكم على أنه فساد يرد إلى الله والرسول وأولي الأمر من العلماء والأمراء {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول وأولي الأمر منكم} وقال {وأطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم} وقال {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم} ولسنا هنا بصدد سرد الأدله على ذلك.
وإليكم كلام الإمام ابن باز رحمه الله:
فتحت عنوان :
الأمراء والعلماء يطاعون في المعروف لأن بهذا تستقيم الأحوال (1)
( شدد سماحة (4) الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز على وجوب طاعة ولاة الأمر في المعروف ؛ لأن بهذه الطاعة تستقيم أمور الأمة ويحصل الأمن والاستقرار ويأمن الناس من الفتنة . وأوضح فضيلته أن المراد بولاة الأمر هم العلماء والأمراء والحكام ذوو السلطان .
وأكد سماحته أن وجوب طاعتهم تكون في المعروف وليس في معصية الله عز وجل . وأوضح سماحته أن الحاكم الذي يأمر بالمعصية لا يطاع في هذه المعصية دون أن يكون للرعية حق الخروج على الإمام بسبب ذلك .
وأوضح سماحته متى يجوز الخروج على الحاكم والتي ضبطها الشرع الكريم بوجود الرعية من الحكام كفرا بواحا عندهم " الخارجين " من الله فيه برهان مع القدرة والاستطاعة على التغيير ، فإن عدموا القدرة لعجزهم فليس لهم الخروج ولو رأوا كفرا بواحا . لأن خروجهم فيه فساد للأمة ويضر الناس ويوجب الفتنة وهو ما يتعارض ودوافع الخروج الشرعي وهو الإصلاح ومنفعة الناس والأمة .
وأوضح سماحته أنه في هذه الحالة تكتفي الرعية ببذل النصح والكلام بالحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبهذا تبرأ الذمة . وأوضح سماحته في معرض إجابته عن الأسئلة التي طرحت عليه في ندوة عقدت بجامع الإمام فيصل بن تركي في الرياض أهمية الطاعة وملازمة الجماعة وعظم الوعيد من الله ورسوله لمن أراد شق عمل الطاعة وفرق المسلمين بغير حق- كما أوضح سماحته أن القوانين إذا كانت توافق الشرع فلا بأس بها مثل قوانين الطرق وغيرها من الأشياء التي فيها نفع للناس وليس فيها مخالفة للشرع- أما القوانين التي فيها مخالفة صريحة للشرع فلا- ومن استحلها- أي القوانين المخالفة للشرع مخالفة لما أجمع عليه العلماء فقد كفر. وفي سؤال ورد على سماحته (2) :
س/ ما المراد بطاعة ولاة الأمر في الآية هل هم العلماء أم الحكام ولو كانوا ظالمين لأنفسهم ولشعوبهم؟
ج 1 : يقول الله عز وجل : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا وأولو الأمر هم العلماء والأمراء أمراء المسلمين وعلماؤهم يطاعون في طاعة الله إذا أمروا بطاعة . الله وليس في معصية الله .
فالعلماء والأمراء يطاعون في المعروف . لأن بهذا تستقيم الأحوال ويحصل الأمن وتنفذ الأوامر وينصف المظلوم ويردع الظالم . أما إذا لم يطاعوا فسدت الأمور وأكل القوي الضعيف- فالواجب أن يطاعوا في طاعة الله في المعروف سواء كانوا أمراء أو علماء- العالم يبين حكم الله والأمير ينفذ حكم الله هذا هو الصواب في أولي الأمر ، هم العلماء بالله وبشرعه وهم أمراء المسلمين عليهم أن ينفذوا أمر الله وعلى الرعية أن تسمع لعلمائها في الحق وأن تسمع لأمرائها في المعروف- أما إذا أمروا بمعصية سواء كان الآمر أميرا أو عالما فإنهم لا يطاعون في ذلك ، إذا قال لك أمير اشرب الخمر فلا تشربها أو إذا قال لك كل الربا فلا تأكله ، وهكذا مع العالم إذا أمرك بمعصية الله فلا تطعه ، والتقي لا يأمر بذلك لكن قد يأمر بذلك العالم الفاسق . والمقصود أنه إذا أمرك العالم أو الأمر بشيء من معاصي الله فلا تطعه في معاصي الله إنما الطاعة في المعروف كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق لكن لا يجوز الخروج على الأئمة وإن عصوا بل يجب السمع والطاعة في المعروف مع المناصحة ولا تنزعن يدا من طاعة لقول النبي صلى الله عليه وسلم : على المرء السمع والطاعة في المنشط والمكره وفيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية الله فإن أمر بمعصية الله فلا سمع ولا طاعة ويقول عليه الصلاة والسلام : من رأى من أميره شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يدا من طاعة فإنه من فارق الجماعة مات ميتة جاهلية وقال عليه الصلاة والسلام : من أتاكم وأمركم جميع يريد أن يفرق جماعتكم وأن يشق عصاكم فاقتلوه كائنا من كان والمقصود أن الواجب السمع والطاعة في المعروف لولاة الأمور من الأمراء والعلماء- وبهذا تنتظم الأمور وتصلح الأحوال ويأمن الناس وينصف المظلوم ويردع الظالم وتأمن السبل ولا يجوز الخروج على ولاة الأمور وشق العصا إلا إذا وجد منهم كفر بواح عند الخارجين عليه من الله برهان ويستطيعون بخروجهم أن ينفعوا المسلمين وأن يزيلوا الظلم وأن يقيموا دولة صالحة . أما إذا كانوا لا يستطيعون فليس لهم الخروج ولو رأوا كفرا بواحا . لأن خروجهم يضر الناس ويفسد الأمة ويوجب الفتنة والقتل بغير الحق- ولكن إذا كانت عندهم القدرة والقوة على أن يزيلوا هذا الوالي الكافر فليزيلوه وليضعوا مكانه واليا صالحا ينفذ أمر الله فعليهم ذلك إذا وجدوا كفرا بواحا عندهم من الله فيه برهان وعندهم قدرة على نصر الحق وإيجاد البديل الصالح وتنفيذ الحق .
ورد على سؤال (3) قال السائل: يلاحظ في هذه الفترة أن بعض طلبة العلم يتطاولون على كبار المشايخ إذا لم يقولوا ما يتفق مع أهوائهم أو رغباتهم أو معتقداتهم ما رأيك؟
الجواب : نسأل الله لنا ولهم الهداية ، والواجب على أهل العلم وعلى غيرهم الحذر من الغيبة ، واحترام أعراض المسلمين ، والحذر من النميمة ، كل هذه يجب الحذر منها ، فالغيبة والنميمة من أقبح الخصال ، فالواجب على المسلم : الحذر منهما جميعا ، فالغيبة : ذكرك أخاك بما يكره ، والنميمة : نقل الكلام السيئ من قوم إلى قوم ، أو من شخص إلى شخص . لأن هذا يثير العداوة والشحناء ، والواجب على كل مسلم أن يحذر الغيبة والنميمة ، وأن يحترم أعراض المسلمين ولا سيما أهل العلم ، يحترم أعراضهم ، ويحذر من الكلام في أعراضهم ، وأما من أظهر المنكر أو البدعة فلا غيبة له فيما أظهر وبين) أ- هـ كلامه رحمه الله.
ـــــــــــــــــ
المراجع:
1- مجموع الفتاوى ج 7
2- مجموع الفتاوى ج7
3- الإنجاز في ترجمة الإمام عبد العزيز بن باز
4- موقع ابن باز - رحمه الله - وعنوانه:
http://www.binbaz.org
ــــــــــــــ
كتبه العبد الفقير لعفو ربه:
عبدالعزيز بن علي العسكر
إمام وخطيب جامع العذار بالخرج
والموجه بجماعة تحفيظ القرآن بالدلم
آمل التعاون على البر والتقوى ونشر هذا المقال في كافة المنتديات التي يرتادها شباب المملكة لتعم الفائدة ، كما آمل تصويره ونشره مباشرة لنقف صفا واحداً مع علمائنا وولاة أمرنا في وجه الاستخبارات الامريكية والماسونية اليهودية وعملائهم العلمانيين ، أن لا يفرقوا صفنا، ويزرعو الفتنة بيننا وعلمائنا من جهة، وبيينا وولاة الأمر في بلادنا من جهة أخرى.