مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 10-11-2000, 09:39 AM
steitieh steitieh غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2000
المشاركات: 53
Post كلمة الجمعة من المسجد الأقصى المبارك

كلمة الجمعة من المسجد الأقصى المبارك

الجمعة - 6 شعبان 1421 هـ الموافق 3 تشرين ثاني (نوفمبر) 2000


--------------------------------------------------------------------------------

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم ((أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء //الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب))، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين القائل: ((يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة على قصعتها، قال: قلنا يا رسول الله أمن قلة بنا يومئذ، قال: أنتم يومئذ كثير ولكن تكونون غثاء كغثاء السيل ينتزع المهابة من قلوب عدوكم وتجعل في قلوبكم الوهن، قالوا وما الوهن يا رسول الله؟ قال حب الحياة وكراهية الموت)).

أمل وألم ينتابني كل يوم بل كلما سمعت عن حركة هنا أو تحرك هناك، كلما ذكرت الأخبار أنباء الانتفاضة وأبناء الانتفاضة، أو مظاهرة أو محاولة انقلاب، ينتابني أمل يفتح أمامي مصارع الحياة وتلوح لناظري بيارق المجد، وتتجسد أمامي هذه الحيوية المكبوتة في الأمة الإسلامية. وألم عندما أدرك أن العقبة الوحيدة - والأخيرة إن شاء الله - التي تقف في وجه الأمة هم حكامها، واعلموا أن أعظم بلاء أصيبت به الأمة بعد سقوط الخلافة هو حكامها، فهم الذين يقفون حاجزاً ليحولوا بينها وبين خلاصها من الذل الذي تعيش، وهم النواطير الذين نصبهم الكافر المستعمر ليسهروا على مصالحه، وهم الحماة الحقيقيون لكيان اليهود، وهم الجلادون الذين وظفهم الكافر لمنع الأمة من العودة إلى العيش على أساس الأحكام الشرعية في ظل الخلافة الإسلامية، فحكام المسلمين يواصلون الليل في النهار لإجهاض أي تحرك للأمة تبتغي منه الخلاص من الذل والتحرر من الكفر والعودة إلى الجهاد، ولا يخجلون من نفاقهم للأمة، ولا يتورعون عن إذلالها ليؤدوا على أكمل وجه ما أوكله إليهم سيدهم الكافر المستعمر.

فما أن تحركت الأمة الإسلامية واهتزت مشاعرها الإسلامية وظهرت لديها مفاهيم الأعماق الإسلامية وبدأت تظهر استعدادها للجهاد وتعلن وجوب التخلص من حكامها حتى بدأ الحكام بالاتصال بأسيادهم والتنسيق فيما بينهم للسيطرة على تحرك الأمة، فعقدوا القمم الخيانية في شرم الشيخ وفي القاهرة وتبادلوا الأدوار فيما بينهم لتحقيق الهدف المشترك وهو التآمر على الأمة الإسلامية محاولين إجهاض تحركها المبارك.

فحاكم مصر سمسار أميركا الرخيص يعتبر الجهاد ضرباً من الجنون، وحاكم العراق ينادي بالجهاد ودماء المسلمين لم تجف من على يده منذ وصوله إلى الحكم، وحاكم الأردن الذي يشارك فلسطين بأطول حدود جغرافية يعتبر قطع العلاقات مع يهود وإلغاء عملية الصلح انهزاماً، أما حاكم اليمن فكان أول المسارعين بالمطالبة بالحرب وما أن حصل تفجير المدمرة الأميركية في ميناء عدن حتى ظهر كالعبد المرعوب الذي لا يعرف كيف يقصد ود سيده وهكذا دواليك.

فاعلموا يا عباد الله أن الكافر قد قتل دولتكم وأطاح بخليفتكم ومزق وحدتكم وداس عزتكم واستخف بعقولكم حتى صرتم في هذه الدنيا أهون من الأيتام على مأدبة اللئام

إني تذكرت والذكرى مؤرقة مجداً تليـداً بأيدينـا أضعنـاه

أنى اتجهت إلى الإسلام في بلد تجده كالطير مقصوصاً جناحاه

أيها المسلمون...... ألم يأن لكم أن تنتفضوا في وجه الحكام الذين يحاربون الإسلام ويعطلون ذروة سنامه؟ إلى متى تركنون إلى الظالمين وهم يسومونكم الذل والهوان؟ يضيعون المقدسات وينتهكون المحرمات ويسجدون للكفار ولليهود ويركعون؟ إلى متى لا تتحرك جيوش المسلمين لتضرب يهود ضربا تنسيهم وساوس الشيطان وتقضي على كيانهم وتنتقم لشهداء المسلمين من الشيوخ والنساء والأطفال اللذين سفكت دماؤهم على أيدي يهود؟ كيف تبقى جيوش المسلمين صامتة وهي ترى وتسمع كيف يقابل أهل فلسطين بصدورهم وأحجارهم الطائرات والدبابات والمدافع والصواريخ؟ كيف لا يثورون على الحكام اللذين يمنعونهم من شرف القتال؟

يا أمة الإسلام انتفضي فإن الجرح غائر

والجمع منذ أن فقد الخلافة فهو مضطرب وحائر

وجريحنا الأقصى هوى وديس بالحوافر

هناك تعبث في جوانب أرضه عصب الكوافر

تسومهم ذلاً وقصفاً كالبهائم في الحظائر

وأما الكلام عن السلطة الوطنية الفلسطينية فلسان حالها يقول:

شكراً لروحك يا شهيد فقد رويت لنا الشجر ودماء نحرك قد سقت نبت السلام المنتظر

ونقول لهم:

اليوم قد صنع العدو زعامة البؤس القتر باءت ببخس دراهم أرض القداسة من كفر

اللهم إنا نسألك إيماناً لا يتزعزع، وشجاعة لا تلين، وإرادة لا تقهر، اللهم ثبتنا على دينك وحمل دعوتك، إلى أن نلقاك وأنت راضياً عنا، اللهم هيئ لنا السند والحامي، اللهم مكنا من إقامة الخلافة الإسلامية ورفع الراية الإسلامية وتطبيق الشريعة الإسلامية، اللهم مكنا من إزالة أنظمة الكفر وأحكامه من جميع بلاد المسلمين ومكنا من القضاء على إسرائيل اللهم آمين

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
www.al-aqsa.org
  #2  
قديم 10-11-2000, 01:47 PM
سلاف سلاف غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 2,181
Post

إِنْ يَطْـلُبِ الفرْسُ بالإســلامِ عِـزَّتَهُـــم عِــزُّ العُروبـَــةِ بـتــرولٌ ومِرْكـــــــــــانُ
ومِنْ سَجَاحٍ(26) لها في العُهْرِ سِـدْرَتُهُ
ومنْ مُسَـيْــلمَــةٍ(27) زورٌ وبُهْتـــــــــــانُ
صـارَ الـرِّبــا دِينَها والذُّلُّ موْطِنَــــــهــا خــيرٌ لَهَا مِنْهُما لحْـدٌ وأَكْفـــــــــــــــــانُ
كـأنَّمـا الخِزْيُ أصْلٌ في طبـيـعتـِـــهــــا وفــازَ بالمـجـْـدِ بُشْـنـاقٌ وشـيشــــــــانُ
لمثـــلِ هــذا يذوبُ القــلبُ من كَمَـــــدٍ إِنْ كـانَ في القلب إســــــلامٌ وإيمـــــانُ (28)
لِمِثـْــلِهِ يتمنَّى المـــوتَ محتســــــــــبٌ لِجـــنَّــةِ الخلــدِ والأمجـادِ ظمــــــــــــآنُ
أكــرِم بها صَلْــيةً من مؤمنٍ بطـــــــلٍ ما هَمَّـه إلاّ من الرّحمنِ رِضْـــــــــوانُ

(26) ســـجــاح: هــي ســجاح بنت الحارث التميمية، أمّ صادَر، مُتتبئــة مشــهورة. كانت شــاعرة أديبة عارفة بالأخبار، رفيعة الشــأن في قومها. إدَّعــت النّبوّة بعد وفاة النبي صلى اللــه عليه وســلم، وكانت في نصارى بني تغلب في الجزيرة. وكان لها علم أخذته عن نصــاري تغلب، فتبعها جمعٌ من عشــيرتها بينهم بعض كبار بني تميم كالزّبرقان بن بدر. فأقبلت بهم من الجزيرة تريد غزو المسلمين، فنزلت باليمامة، فأقبل عليها مسـيلمة الكذّاب وتزوج بها. فأقامت معه قليلاً، ولمّا أدركت صـعوبة الإقدام على قتال المسـلمين انصرفت راجعة إلى أخوالها في الجزيرة. ولمّا بلغها خبر مقتل مسيلمة أســلمت وهاجرت إلى البصرة حيث تُوفّيت ســنة 55 هـ، وصلى عليها واليها سَـمُـرَة بن جُنْدُب رضي اللــه عنه.
(27)مســيْـلمة: هو مســيلمة بن ثمامة الحنفي الـوائـلي، متنبّىء، ولد ونشــأ في الجبيلة من أرض اليمامة في نجد، قريبا من العُييْنة، مســقط رأس العالم الداعية المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه اللــه. لُـقِّـب في الجاهلية بالرحمن. كان شــيخا هرما حين أســلم مع وفد بني حنيفة الذي قدم على رســول اللــه صلى اللــه عليه وســلم في عام الوفود عقب فتح مكة، لكنه لم يقابل النبي شــخصيا مع الوفد. ولما رجع مع قومه إلى ديارهم كتب إلى النبي: "من مســيلمة رســول اللــه إلى محمد رســول اللــه. ســلام عليك، أما بعد فإني قد أُشـْــرِكْــتُ في الأمر معك، وإنّ لنا نصف الأرض ولقريشٍ نصف الأرض، ولكنّ قريشاً قومُ يعتدون". فأجابه عليه الصلاة والســلام: "باسم اللــه الرحمن الرحيم. من محمد رسـول اللــه إلى مســيلمة الكذّاب، الســلام على من اتّبع الهدى. أما بعد، فإن الأرض للــه يورثها من يشــاء من عباده، والعاقبة للمتقين". وقد طغى عليه اســم "مســـيلمة الكذّاب" منذ ذلك التاريخ.
عَـظُــم أمْره رغم هرمه، وقاد بني حنيفة لقتال المســلمين بقيادة عِكـرمة فتمكّن منهم بادىء ذي بدء. ولما تولّى أبوبكر رضي اللــه عنه الخلافة انتدب لقتاله خالد بن الوليد، فهزمه شــر هزيمــة في معركة "عقرباء" التي عُـرفَــت بـ "حديقة الموت" حيث قُتل الكذّاب ســنة 12 هـ، وقد اســتشــهد من المســلمين في هذه المعركة ألفٌ ومائتا رجل منهم أربعمائةٍ وخمســون من خيار الصحابة الحُـفّـاظ رضوان اللــه عليهم. ولاتزال إلى اليوم آثار قبورهم على ســفح الوادي في الجبيلة.
(28) ضـمّن ضمير الأمّة هذا البيت من المرثيّة البليغة الشـهيرة التي بكى فيها شـاعر الأندلس أبوالطيّب صالح بن شـريف الـرُّنــدي ســقوط مدن الأندلس واحدة تلو الأخرى بيد الإســبان. وُلد رحمه اللــه في رُندَه ســنة 601هـ (1204م)، وتُوفي ســنة 684هـ (1285م). تُــرى ماذا كان ســيقول هذا الشــاعر لو عاش حتى أدرك الوابل المروّع من الأحداث والمحن التي ختم بها أبوعبدالله الصــغير وجود الإسـلام والمسـلمين في الأندلس، ثم ما جرى في هذا القرن من هدم دولة الخلافة على يد إنجلترا وعملائها من القوميين العرب بقيادة حسين الهاشمي والقوميين الأتراك بقيادة مصطفى كمال، واحتلال دول أوروبا العالم الإسـلامي و تجزئته، وحكمه من قبلها مباشــرة بأنظمة الكفر ثم عن طريق عملائهم تحت موجات عارمة من التضليل ســمَّــوْها "الاســـتقـــلال".
(10)

تحطُّ عند حـذاءِ الوغْـــــــــدِ(29) هــامَتـَه فَتَرْتَوِي البولَ للأوباشِ سـيـقــــــــــانُ
لكـلِّ من يتولّـى الكفــرَ خــالـــــــــدُهُ(30) وكـلُّ بــــــــاغٍ لـه يـومٌ وسَـرْحــــــــانُ (31)
لآخرِ الحَشْر(32)ِ إخوانُ القُرُودِ أَتَــــــوْا
تَتْبِيرُهُـم في سورةِ الإسراءِ بُرهـــــانُ
وحَـبْلُ وَصْلِهِمُو بالنــاسِ مُنْقَطِــــــــــعٌ فِـي يومِ قـيــظٍ وسيفُ الثأرِ ظمــــــآنُ

(29) ربما كان مقصـود الشاعر "أنور السادات"، أوّل حاكم من أولياء الكفار يوقّع اتفاق سـلام مع دولة يهود متحدياً بذلك مشـاعر المسلمين في الدنيا كلّها. لقيَ جزاءه قتلاً في يوم زينته، حين كان يمارس ما يَتَوَهَّمُ أنه مجدٌ في أعلى قمته، تدعمه أجهزة الكفر في الدنيا كلها تحت حراسة مشــدَّدة للغاية وبحضور رهطٍ كبيرٍ من المنافقين. لكن البيت ينسحب على كل من ســار ســيرته فيما بعد مثل كبير اليعامير وحســين الهاشــمي الآن، ثم صــدام العراق غداً، ومن يدري فربما حافظ الشــام أيضاً.
(30) هو المرحوم "خالد الإسلامبولي"، الذي أُعدم شــنقاً في القاهرة في 15/4/1982 لقيامه بالعمل الفدائي البطولي حين صوّب الرصاص على أنور الســادات فأرداه قتيلاً في تشــرين أول 1981.
(31) هو "ســرحان بشــارة ســرحان"، شـاب مولود في فلســطين محكومٌ بالســجن مدى الحياة في الولايات المتحدة الأمريكية لإدانـتـه باغتيال السـناتور روبرت كندي ، شــقيق رئيس الولايات المتحدة جون كندي، وذلك في لوس أنجلس في 6 حزيران 1968 أثناء قيامه بحملة لترشــيح نفســـه لانتخابات الرئاســـة.
(32) آخــر الحشـــر: نــظيــر العبارة القرآنية "أول الحشر" التي وردت في مطلع سـورة الحشـر المدنيّة. ومعلوم أن هذه السورة نزل بها الرُّوح الأمين على قلب محمد صلى الله عليه وسـلم عقب طرده عليه السلام يهود بني النَّضـير من المدينة المنورة إلى مشارف بلاد الشام، وذلك في السنة الرابعة من الهجرة. وقد شـكّلت عملية الطرد تلك بداية حشر اليهود إلى بلاد الشـام.وهذه العملية بلغت ذِروتها في نهاية القرن العشــرين الحالي. إنّ تسـارع عملية تجميع اليهود وحشــرهم في بلاد الشام من كلّ أرجاء الدنيا، حتى يهود الحبشــة جِــيء بهم عن طريق الخرطوم، ليدلّ على اقتراب موعد "آخـرالحشر"، وبالتالي حلول هلاكهم على يد دولة الخلافة الراشدة إن شــاء الله، حين يدخل المسـلمون الصادقون الواعون المســجد الأقصــى مهـلّلين مــســتبشــرين ظــافــرين، تماماً كما دخله أصحاب رســول الّلــه صلى الله عليه وسـلم أوَّل مرة. والمعنى نفــســه تُورده الآية 104 من ســورة الإســراء " فإذا جاء وعدُ الآخرة جئنا بكم لفيفاً" أي في جماعات مختلطة، وهذا هو الواقع القائم الآن بعينه، واللــه أعلم.
(11)


وليس تَحْمِيهُمُو رِيحَا وغَرْقَدُهــــــــا(33) سمـاســـرٌ ويعـــاميرٌ(34) وخــُــــــــوّانُ
للجَنْحِ لِلسَّلْمِ(35) معنىً في شــريعتنــــــا (م) إستسلامُهُمْ عن يــدٍ منًّا وإِذْعَـــــــانُ

(33) الغـرقــد: شــجيــرة تســمو من متر إلى ثلاثة من الفصيلة الباذنجانية، ساقها وفروعها بيض تشــبه العوسج في أوراقها اللحميّة وفروعها الشّائكة، وأزهارها الطويلة العنق عَبـِـقة الريح بيضاء مخضرّة، أما ثمرتها فمخروطيةٌ تُؤكل. وقد كانت هذه الشــجرة معروفةً في المدينة المنورة على عهد رســول الله صلى الله عليه وسـلم، حتى أن مقبرة المدينة المنورة المشـهورة منذ عهد النبوة حتى الآن كانت تُســمّى بقيع الغرقـد، لكثرة ما كان ينبت فيها شــجر الغرقد قبل أن يقطع. وقد روى مسلم عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسـلم قال:" لاتقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبىء اليهودي من وراء الحجر والشـجر فيقول الحجر والشجر يا مسـلم يا عبدالله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله إلاّ الغرقد فإنّه من شجر اليهود". قال النووي المتوفّى في 24 رجب 676هـ(1277م) في شـرحه صحيح مسلم": والغرقد نوع من شجر الشـوك معروف ببلاد بيت المقدس. ومن أسماء هذه الشـجيرة بالإنجليزية Jerusalem Thorn، أي شوكة بيت المقدس. أمّا نُطْقُ الشجر والحجر الوارد في الحديث، فقد يكون حقيقياً لأن اللــه تعالى قادر على كل شــيء، غـالب على أمره، فعّال لما يريد. وقد يكون مجازياً بمعنى أن جميع من في المنطقة سـيقفون مع المسلمين في القتال المرتقب إلاّ الغرقد، وهي كناية عن عملاء اليهود والكفار من حكام العرب والمسلمين وأذنابهم الذين يتسابقون الآن إلى دعم دولة يهود وتخويف الشـعب العربي في بلدانهم بها تسـابقاً مثيراً لا نظير له في تاريخ الشــعــوب والأمم قديماً وحديثاً. ومما يُـقوّي هذه المجازية في الغرقد أنه شــجر يُسـتعمل في أعمال الوشـائع، أي التســييج بالأشجار والشـجيرات وذلك على نطاق واسع في عموم أنحاء ما يُـسمـى بإسـرائيل الآن. فكأنّ عملاء يهود وأولياءهم يحيطون بهم إحاطة الســـوار بالمعصم ليحموهم من المســلمين الصادقين الواعين القادمين.
(34) يعامــيــر: جمْـع "يـعْـمـور" وهو الجدي، والمقصود بهم مُرتَـزِقة هذا المكنّى بأبي عمار، الذي أسّـس عصابة "حَــتْــف" الإنجليزية فيما بين قطر والكويت وظل يُمســك بخيوطها حتى الآن بالرغم من تلبّســـه ثـــوب منظمة التحرير التي أسّسَتها مخابرات أمريكا أســاساً. قـلبوا اســم هذه العصــابة إلى "فــتح" لتضــليل الجماهير، فـقد ظلت تعيث فســاداً في شـباب أهل فلســطين بــدعم من حـكام العرب حتى أوصــلتهـــم إلى ما هم عليه الآن، فلبست اسمها الحقيقي وجمعت كل كوادرها وتوجهت إلى فلسـطين حيث حماتها الحقيقيون، جيش إســـرائيل. ووجــه الشـــبه بين الــيـــعـــاميـــر ومُرتَـزِقة أبــي عمّـــار أن كليهما معـــدٌ للذبــح آجــلاً أم عــاجلاً، تمــاماً كما فُــعِــلَ بــمؤسِّــسِــي "حَــتْــفْ" الأوائل ثم بالكثــيــر من المنتســبين إليها فيما بعد، ســواءً منهم من كان غافلاً عن حقيقة مؤسس العصابة أو مغفلاً أصـلاً.
إنّ أعْظم ما يغيظ المؤمن الصادق الآن أنْ يرى الإخوة في "حماس" وقد تحوَّلوا إلى دعامةٍ غير مباشــرة من دعائم رجل يهود، رئيس "حَـتْـف"، الخاســر ياســـر، وذلك من خلال المعارضة الشّــكلية التي يمارســونها، التي هي في حقيقتها صِــراعٌ مع هذا الخاسر على السُّــلطة تحت حكم يــهــود ليس إلا. ألا تروْنَ أيُّها الإخوة المؤمنون أنّكم بعملكم هذا وباسـتعدادكم للمشـــاركة في مســرحية الانـتـخابات الحتفاوية اليهودية تكــونون قد دخــلتم مُـدْخَــلاً دونه بكثير مُـدْخَــل "المجلس الوطني" الذي حاول الخاســر ياســـر إدخالكم فيه، وأنكم إنما تمـدُّون لهذا الخاســر اللعــين في البلاد، وتمكِّنونه وجماعَتَـهُ من تحقيق أعظــم حُلْمٍ ظلَّ يراود رجال يهود طوال هذا القرن، فهاهم يحققونه الآن لأوّل مرة على يدِ عصــابة "حَــتْـــفْ": ألا وهو أنْ يكون لليهود من بين أهل فلســطين جماعةٌ تقبل بوجودهم دولةً على أرض فلسـطين، وتتصدَّر لِحمايتهم من المسلمين بصدور شــبابها.
(35) الجَـنْـح للسّلْــم: في الآية 61 من ســورة الأنفال وما في معناها من الآيــة 190 من ســورة البقرة والآية 39 من ســورة الحج تشــكل أحكام إبرام الهدنة في الإســلام، ولا علاقة لها بآيات الجهاد التي تبين أحكام القتال في الإســلام وهي كثيرة جداً أبرزها الآيات الخمس في ســورة التوبة: 29، 36، 73، 111، 123. وســورة التوبة من آخر ما نزل من القرآن الكريم، بعد الأنفال، وآياتها أدلة تفصـيلية عامــة مطلقة في قتال الكفار: تشــمل الحرب الدفاعية، وتشــمل مبادأة العدو بالقتال، وتشــمل الحرب المحدودة، والحرب غير المحدودة، والحرب الوقائية، وغيــر ذلــك. فهي عــامة لم تخصَّـص، ومطلقــة لم تقيـَّــد.
(12)

تـــابع (35) الجنـح للســـلم:
أما السّــلمْ أو الصــلح فهو حيثما ورد في الشــرع فيما يتعلق بالكفار لا يعني إلا وضع الحرب عنهم لأجل محدود لمصلحةٍ يراها وليّ أمر المســلمين تخصُّ الإســلام وأهله. أما عقد صــلح أو ســـلم دائم من غير تحديد أجل فهو أمــر غــير وارد إطلاقا في دين اللــه، لأنه يعني إقرار الكفار على كفرهم، وتعطيل فريضة الجهاد، وتوقّـفاً عن حمل الإســلام للعالمين كفكرة كلية عن الكون والإنســان والحياة وكطريقة معينة للعيش مرتبطة بها ومنـبـثـقة عنها يخضع لأحكامها الناس جميعا خضوعا حتميا ســواءً دخلوا في الإسـلام أم لم يدخـلوا. ولا يمكن أن يقول بذلك مســلم واحد مؤمن بما نزل على محمد صلى اللــه عليه وســلم في أي زمان أو مكان.

ألمْ يـَـأْنِ لـِـوُعَّــاظ السّــلاطين من مشـــائخ الـفـتوى السّــريعة التي تصــدر عنهم "بمجرّد لمْـسِ الزّر"، ومن علماء السُّــوء الذين يعرفون النُّــور ويرَوْنه ويـأبَـوْن إلا أن يبقَــوْا في الظلام، ومن فقهاء الحيض والنّـفاس في هذا الزمان، ألمْ يـَـأْنِ لهم جميعاً أنْ يُـبـيِّـنوا للناس حقيقة أنّه حتى لو أســلم جميع اليهود الذين جاءت بهم بريطانيا ثم أمريكا مـنْ أصْـقاع الدنيا، وأقامتا لهم كِـياناً شَــرِســاً في الجزء الجنوبيّ الغربيّ من بلاد الشــام، المســمَّـى فلســطيـــن، لِـيظـلَّ عصاً أنْـجلوسَـكْـســونية لتأديب المســلمين؛ نقول حتى لو أســلموا جميعاً عن بكرةِ أبيهم وطبَّقــوا عليهم شــرع اللــه، فإنّــه لا تُـوضعُ عنهم ســوى أحكام قتال أهل الحرب وأحكام الهـدنة، لكنهم يظلُّون خاضــعــين لأحكام الغصب في الإســلام، فلا يُـرْفع عنهم السّــيف حتى يردُّوا ما اغتصبــوه من أَرَضـــيــن، وديار، ومتاع، ونقود. ذلك أنّ الحرام لا يصــير حلالاً إلى يوم القيامة، حتى لو أفْـتَـتْ بذلك مجامع كرادلة المســـلمين وأحبارهم ورهبانهم في عصــر الرِّدَّة هـــذا.

(13)

والله أرْسَلَ دِينَ الحقِّ خــاتـمـــــــــــــةً كـيْما يســـــــــودَ فلا تعلوهُ أدْيـــــــــــانُ
إِنْ جَمَّعَـتْ أُمَــمــاً للكـفـرِ هَيْــأََتُـهــــــا فما لِـــيُــونَــا(36) على الإسلام سلطـــانُ
وما ابتغينا بغيرِ اللّــــــــهِ عِزَّتَنـــــــــــا إلاّ وحـــــاقَ بِنـَـا ذلٌ وخُســـــــــــــــرانُ
وشَـــطَّـــرتْنــا كِـيـانـاتٌ مُـفَــبْــــــرَكـــةٌ لـهـا حــــدودٌ37) وخِصــــيانٌ وتيجـــانُ

(36) يــونــا: هــي الإســم المختصر بالإنجليزية "UNA" لهيئة الظلم المسمّاة بهيئة الأمم المتحدة، التي أضحت أداة أمريكا الأولى في الســيطرة على العالم لذلك ســمــاها ضــمير الأمـة: هيئة الأمم الأمريكية بدلا من هيئة الأمم "UN". وأعظم أمرها أنها تجعل ظلم الدولة الأولى في العالم أمراً مشــروعاً. إنّ العضوية فيها حــرام، والاحتكام إلى شـِـرْعـَـتِهــا إحتكام مباشر إلى الطاغوت. ومنذ نهاية الحرب العامة الثانية حتى الآن ظلّت هيئة الظلم هذه الحارس الفعلي لتجزئــة العالم الإســلامي إلى دويْلات كرتونية، تلك التجْزئة البغيضة إلى اللــه والرســول والمؤمنين التي أقامها الإنجليز بعد أن قطعوا جذع شــجرة الإســلام بهدمِهم الخلافة. أما أمريكا وقد صارت الدولة الأولى في العالم بعد الحرب العامة الثانية، فهي القائمة الآن على تنفيذ شِـرْعة الطاغوت، شَـرْعة الأمم المتحدة، بقوة الســلاح، إذْ لا شُغْـلَ لها إلا ضرْبُ المسلمين والإمعانُ في إذْلالِهم وتجْـزِئَـتِـهِم واسْـتِنْـزافُ خيرات بلادهم في كافّة أرْجاء العالم.
(37) الحدود: وما أدراك ما الحدود. إنها أصنام هذا القرن، فَـبْـركَهَا (عرّب ضمير الأمّة كلمة fabricate*الإنجليزية هنا لـيـؤكد على الـزّيف والاصطناع الذي يـلـفّ الحدود الجغرافية القائمة في بلاد المســلمين الآن) لحكّام العرب والمســلمين أســيادهم من الإنجليز والفرنسيس ثم الأمريكيين، فصاروا لها عاكفين: يفْــدونها بالأرواح والمُـهـَــج وبأقوات الكادحين. اســتـنــفروا من أجل بقائها الجيوش من كل صــوب، وهدروا الأموال من كل جيب حتى عادوا مديونين لعشــرات الســنين. مَــنْ الــدّائـن؟ الأســياد أنفســهم الذين أقاموا هذه الأصنام، فجــعــلوا منها أســلاكاً شــائكــةً، وأعمدة من البيــتــون بارزةً، وخنادق عميقة، وحواجز ترابية هائلة، واحتفظوا لها بالخرائط المفصّــلة ليظـلّوا هم المحكَّمين في إعادة ترسـيم هذه الحدود بين دول الكرتون كلّما عَـفَـتْ بفعل العوامل الطبيعية، أو بكيد الحكام النواطير لبعضهم البعض.
· لم يســبق للمسلمين أن أعطوْا للفظ "الحدود" أيّ معنى لغوي أو اصطلاحي له أدنى صلة بالمعنى الصَّــنَـمِيّ المعاصر، أي: "علامات وهمية تُـغرز في الرمال وتُـنصــب على الجبال والهضاب وتركّز في بطون الأودية والأنهار بل عبْر البحار لتفصِل بين كِيانين سـياسيين". فقد وردت هذه اللفظة في القرآن الكريم في تســعة مواضع وفي مواضع عديدة من الحديث بمعنى: "منْـهـيّات الله ومحرّماتـه". أما في اصطلاح الفقهاء فهـي: عقوبة مقدرة تجب حَقّا لله تعالى سُـمّيت به لأنّها تمنع من المعاودة.
· في أواخر القرن الرابع الهجري ضـعُـفَـتْ دولة الخلافة في بغداد، مما أدّى إلى ظهور خلافة مُـفْتــراة في مصر ومثلها في الأندلس. وبالرّغم من هذا التمزّق في قيادة الدولة الإســلامية إلا أنه لم يظهر بين هذه الكيانات أدنى وجود لمفهوم الحدود المعاصر لا في أذهان الحكّام ولا عند جماهير الناس في واقع الحياة، مع أن رؤوس هذه الكيانات الثلاثة كانوا يناصبون بعضهم البعض العداء ويكيد بعضهم لبعض.
· لقد ظـلّــت الدولة الإسلامية، حتى مع وجود ذلك التّمزّق بين الحكام، دولة واحدة في صراعها مع الكفار المحاربين، وظـلـّـت الأرض بينها و بينهم في مـــدٍّ وجزر جغرافيين. وقد اعتاد المسلمون أن يختاروا من الجيش الإســلامي أفراداً من بين الأقوى شــكيمةً والأصلب عوداً، كي يـنـتـدبوهم لأقســى المهمّـات وأكثرها أهمية، ألا وهــي الرّباط في ســبيل اللــه، أي الإقامة الدّائمة في نقاط الـتّمـاس مع أخطر عدوٍّ لأمتنا: الروم ومَنْ وَرِثَـهُـمْ من الأوروبيين الآن. وقد أُطلقت في الفقه الإســلامي وفي الأحكام المتعلقة بالجهاد على نقاط الـتّمـاس تلك لفظة "الثّـغــور".
· قال في القاموس المحيط: الــثّــغــر: ما يلي دار الحرب، وقال الأزهري: أصل الــثّــغــر الكـسْـر والهـدْم، وثَـغَـرْتُ الجدار: هدمْـتـُــه، ومنه قيل للموضع الذي تخاف أن يأتيك العدوّ منه، في جبل أو حصن: ثـَـغْــر، لانــثـــلامـــه وإمكان دخول العدوّ منه.
* If you fabricate information, you invent it in order to deceive people, a formal word.

(14)

تـــابع (37) الحـــــدود:
· إن جمهور الناس في العالم الغربي وربّما في العالم الإســلامي لا يعلمون أن ما يســمّى بمفاوضات السلام في الشرق الأوسط التي أُطْـلِـقَـتْ في مدريد فـجـذبت أنظار وأســماع العالم كله لمتابعتها إنما جرت وتجري بين أربعة أو خمســة كيانات كرتونية كانت جميعها جزءاً من ولاية واحدة في الدولة الإســلامية قبل ســبعــين عاما، هــي بلاد الشــام، وظـلّت كذلك بدءاً من ســفوح جبال طورس شــمــالاً حتى تخوم صـحراء ســيناء جنوباً إلى أن ظفر بنا أعدى أعداء أمتنا المتربّـصــون بها منذ قرون: الإنجليز والفرنسيس، حين اتّـفـقـوا على هدْم دولة الخلافة
وإزالة نظام الإســلام من الحياة، ثم قـطّـعـوا بلاد الشــام فيما بينهم مُــزَقــاً ضمن اتّـفاقـيتهم الشــهيرة (سايكس - بيكو Sykes - Picot Agreement). لقد ســمّــوْا هذه المُــزَق بادىءَ ذي بَدء: منطقة أ، ومنطقة ب، ومنطقة جـ، والمنطقة الحمراء، والمنطقة الخضراء....إلخ ثم ما لبثوا أن حـوّلوا هذه المناطق إلى دولٍ كرتونية، وجعلوا لها دســاتير وأعلاماً وحكّـاماً وأجهزة جلاوزة وحدوداً جَغرافية حتى تكـرّســت كـأمرٍ واقعٍ الآن تحرســه أمريكا زعيمة العالم الرأسمـالي. إن ســياسة الخرائط هذه التي وضعــها الإنجليز والفرنسيس هي ســـرّ شــقاء المنطقة وعدم استقرارها ومصدر عذاب وبـُؤس دائـمــيْـن لأبناء المسلمين الذين ضاعوا بضياع دولتهم، ووهنوا بغربة دينهم عن الحياة،
وهانوا على الكفار بقـعــودهم عن الجهاد من وراء خليفة يرفع راية التوحيد. فـــهـــل مِـنْ مُــدّكِــــرْ؟
(15)
هي الخلافةُ(38) نَهْــجٌ مِنْ عقيدتنـا حــبــلٌ من اللّـــه فيه العـــزُّ والشـــانُ

"ضـمــــيـــــــــر الأمــــــــــــة"
27/5/1415هـ 1/11/1994
(38) الــخــلافــة: هــي شــكلُ الحكم في الإســلام الذي رســمه ربّ العالمين لـنبيّ الهــدى فطبّقه صـلّى اللــه عليه وســلم بنفسه عــشر ســنوات كاملة في المدينة المنوّره، وظلّ قائما من بعده إلى أنْ أُزِيلَ هذا النظام بالقوة بعد الحرب العامّة الأولى في مطلعِ القرنِ العشــرين الميلادي. ولم يختلف المسـلمون قطُّ في أنّ شــكل الحكم في الإسـلام هو نظام الخلافة. وقد تواتر ذلك عن الصحابة رضي اللــه عنهم منذ اجتماعهم الشـهير في سـقيفة بني ســاعدة تاركين جســد النّبي صـلّى اللــه عليه وســلم مُسـجّىً في بيت عائشــة. فإنّهم، وإن اختلفوا وعلا صــوتهم ابتداءً فيمن يكون خليفة لرسول اللــه صـلّى اللــه عليه وســلم في الحكم، إلاّ أنّهم لم يختلفوا قطُّ في وجوب نصب خليفة ومبايعته في مدةٍ أقصاها ثلاث ليالٍ من وفاته عليه الصّلاة والسّـلام، بل لم تَـرْتَـحْ نفوســهم رضوان اللــه عليهم حتى أدّوْا هذه الفريضة، التي هي أمّ الفرائض، كاملة غير منقوصة. وفعل الصحابة رضوان اللــه عليهم وإجماعهم مما تأْنس إليه نفوس المؤمنين في كل زمان.
وقد جعل اللــه تعالى نظام الخلافة الطريقة الوحيدة لتطبيق أحكام الإسلام في الأرض وحمل رسـالته إلى العالمين رسالة هدى ونور بالدعوة والجهاد. والخلافة هي التي تجعل الإسلام مجــسّــداً في الواقع تجــســيداً صحيحاً، وهي قوام حياة الإسـلام، فمن دونها يغيض الإســلام كنظام للحياة، وكطريقة معينة للعيش، ويبقى كما هو الآن إســلاماً نصــرانياً: أشــكال روحية وصفات خلقية مجرّدة من عِــزّة الإسـلام، بعيدة عن اســتعلاء الإيمان، لا رابط يربطها بواقع الحياة. إن نظام الخلافة يظل عَطِيَّةَ اللــه لإســعــاد البشــرية بالرغم مما قام به يــزيد بن معاوية من اغتصاب للســلطة وتحويل للخلافة إلى ملك عَضُــوضْ. ذلك أن أصحاب رســول اللــه الذين ائـتـمنهم اللــه ورســوله على هذا الدين فأوصـلوه إلينا كاملا غير منقوص قد عَلَّمونا كيف يكون الرد على هذه الفعلة النكراء، إذ هم رضوان اللــه عليهم قدوتنا في فهم الإســلام. فقد عرفنا ردهم من مذبحة كربلاء في محرم ســنة 61 هـ، ومن مذبحة الحرّة في محرم ســنة 64 هـ، ومن مذبحة الحرم وقصـف الكعبة وحرقها في ربيع الثاني سـنة 64هـ، كــل ذلك إنما كان لوقوفهم رضوان الله عليهم في وجهِ مغتصب السلطة، والله غالِـبٌ على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
ومنذ أن قضى الكافر المســتعمر على دولة الخلافة عام 1342هـ (1924م) على يد وليّه العميل الخائن مصطفى كمال أصبحت بلاد المسـلمين، بل العالم كله، دار كـــفــر. ثم عمــد الغرب الكافر، من خلال المؤسسات الثقافية والإعلامية التي أقامها في بلاد المســلمين بعد تقطيع أوصالها، إلى إقـصــاء فكرة الخلافة عن الأذهان، حتى صار المسلمون يتحرّجون من ذكرها، مع أنّه لا قيام لدينهم إلاّ بها.
إن مَثَلُ الإسلام في الوجود كمثل شـجرة ضخمة، قوية الفروع، وارفة الأغصان، تفيض حيوية ونضارة وجمالاً وتعطي بغزارة أشــهــى الثمـــرات:
فالعقيدة الإســلامية هي البذرة التي أنبتت الشــجرة.
وأفكار الإســلام عن الحياة وأحكامه التي تعالج مشــاكل الإنسان هي جذور الشــجرة.
أمّا الجذع الباســق من هذه الجذور فهو الحكم أو الســلطان أو الخلافة.
أمّا فروعها القويّـة وأغصـانها النّضـرة فـهي خــوض الأمّــه الإســلامية معارك الحياة وحملها الدعوة الإســلامية إلى الناس كافة.
فمــا هــي حال المســلمين اليوم وقد انســلخ ســبعون عاماً منذ أن قطع الطّاغوت مصطفى كمال جذع شــجرة الإســلام؟ لقد كانت أغصان الشــجرة وفروعها قد جفّ معظمها قبل قطع الجذع، أما الجذور فقد ذبل معظمها وانقطع اتصالها بالبذرة. حتى بذرة التوحيد لم تســلَم من الغشــاوات فافتقدت الصّفاء والنّقاء. والقول "إنّ المســلمين الآن أضــيَــع من الأيتام في مأدبة الّلئام" لا يصف إلاّ جانباً من الحقيقة. إنّهم، على كثرتهم أشــبه بالنفايات البشــرية، يأتــون في ذيل جميع الأمم والشــعوب: يســبقهم في الترتيب البوذيون والهندوس والكونفوشـيون وســائر الوثيين. فأجْمِعُوا أمركم أيها المســـلمون، وهُـبُّــوا هـبّة رجل واحد في وجْهِ الطواغيت الذين يحكمونكم، ونـصِّــبــوا من بينكم خليفةً يحكمكم بما أنزل اللــه، كي تجاهدوا من ورائه، وتحملوا دعوة الإســلام تحت مظلته. إلاّ تفـعــلوا فإنّكم وأموالكم ودياركم وأوطانكم وأعراضـكم نــهـْـبٌ لغيركم في الدنيا، والعذاب الشــديد ينتظركم في الآخـــرة. فهل أنتم فـــاعــــلون؟ وإن لم تفعلوا فَـِبــمَ ســتردُّون على نبيّ الهدى والرحمة يوم يقوم الناس لرب العالمين ويسْتشـهده اللــه تعالى عليكم ؟ فهل مِنْ مُـدَّكِـــرْ ؟‍

(16)
الأقصــى بيد يهـــود - بصـــيـــرة الشــاعر أبـــي الــطّــيّـــب

الشـــاعر عبدالرحيم محمود عبدالرحيم (أبو الطّـيّـب)، المولود في عـنـبـتـا من أعمال طولكرم ســنة 1313هـ (1913م)، الذي اســتشــــهد في معركة الشــجرة من أعمال طـبريّــة في 5 رمضان 1367هـ الموافق 13 تموز 1948م، كان قد تـنـبّـأ بوقوع الأقـصى قبل أكثر من ثلاثين عاماً من تســليم القدس ومعها ما يـســمّـى بالضّــفّــة الغربيّــة كلها لليهود دون قتال في ربيع الأول 1387هـ الموافق حزيران 1967م.فقد قال رحمه اللــه من قصيدة ألقاها في بلدته بين يدي ســعــود بن عبدالعزيز يوم زار الـقــدس، وهو وليّ العهد في 14/5/1354هـ الموافق 14/8/1935م:

يـــــا ذا الأميــرُ أمامَ عيْـنيـك شــــــاعــــرٌ ضُـمّــتْ على الشّكوى المريــــرةِ أضْلُــعـُـه
المسـجـــدَ الأقـــصــى أَجِئْـتَ تَـــــزُورُهُ أمْ َجِئْـتَ من قَـبْـلِ الضّــيَـاعِ تُــودِّعـُـــــــــه
حــرمٌ تُباح - لكلِّ أَوْكَـــــــعَ آبــقٍ ولكلِّ أفّـــــــاقٍ شــــريدٍ - أَرْبُـــــعُــــــــــــه
والـطّــاعِنــُـون - وبُـورِكَـــتْ جبيــنُـــه أبــنـــاؤه ـمْ بِــطَـــعْــنٍ يُــــوجِــعُــــه
وغــداً، ومـــاأدناه، لايــبقــى ســوى دَمْــــعٌ لنا يَــهْـــمِـــي وسِــنٌ نَــقْـــرُعُـــــــه

(17)


شــــــــــــــاهـــــــــت الوجـــــــــــــــــــوه

قادة الحلف الثلاثي ضــدّ أمتــنــا بُــعـيْــد اجتماعهم على أرض الكنانة بدعوة من كبير ســماســرة أمريكا شــرقيّ البحر الأبيض المتوسـّــــط: هــاهو يقف بينهم، يــزايد في التّــقـــرّب منهم باســـتمرار، محاولاً إحباط ما يُـبـيّـتون ضــدّ ســوريّة التي هــي بيضــة الــقبّــان لســـياســـة أمريكا في المنطقة، في صــراع محموم كأنّــه السُّـــعـــار بين عملاء انجلترا وعملاء أمريكا من المنـتـســبين لهذه الأمة. هـــاهـــي زُمـــرة وســتمنســـتر تهتبل الفرصة لإعادة ترتيب أوضــاعها في المنطقة، فتعمل بشـــتّى السُّـــبُل السّــرِّيّـــة والعـلنيّــة لإنجاح محاولات العراق الحثـيثــة الانضمام إلى الحلف الثّلاثي، كـيـما تكمل هـذه الزّمــرة إحـكام الطّــوْق حول ســوريّة، فـتضربَـــها الضّــربة القاضــية. كُــلُّ ذلك يجري في غفـــلة الإدارة الأمريكية الحاليّـة التي يديرها رئيسٌ يـفتـقر إلى مؤهّـلات الـزّعــامة الحقيقية، وهيـبـة القادة المؤثّــرين.
" وكـذلــك نُــولِّــي بَـعْـضَ الـظَّــالمين بعضاً بما كــانوا يكســـبون"
" إنّ المجرمين في ضَـــلالٍ وسُـــعُـــــر".

(18)


حليف يــهــود يــتـلذّذ بـتحــدّي مشــاعر المســلمين

" يـــاأيّها الَّذينَ آمــنـــوا لاتَـتّــخــذوا الْيَهودَ والنَّصـارى أَوْليـــاءَ، بَعْضُهُم أولياءُ بَعْض،
ومن يَتَوَلّهُمْ منكمْ فإنَّهُ منهمْ ،إنّ اللــــه لايهــدي القومَ الظَّـــالميـــن."
" وترى الَّذينَ في قُـلُوبِهِــمْ مَــرَضٌ يُــسَارِعُـــونَ فيهم، يَــقُــولُــونَ نَــخْشـَـى أَنْ تُــصِــيبَــنَا دائـِــرة...." المائدة 52-53

الجملة الفعلية "يــقـــولون" في محل نصــب حال، أي أنّ لســان حال أعداء اللــه من أولياء الكفّار يـظــلّ دائماً هــو هـــو : " إنّمــا نــتقرّب إليهم حرصاً على مصلحة الوطن، وحتّى يــظلّ للبلاد دور تقوم به، بعد أن عــزلها وقاطعها جيرانها العرب، فســـاءت أحوالنا الإقتصاديّة"
أمَّا لماذا قال تعالى ذِكْــرُهُ "يســـــارعون فيهم" ولم يَــقُـــلْ "يســــاعون إليهم"، فإنّ ذلك من أُســــلوب القرآن الكريم المُــعْــجِــز الذي لا يــأتيــه الباطل من بين يديه ولا من خلــفه، ففي الآية التي قبلها جعل اللـــه تعالى من يـــتــولّى الكفــار واحداً من رجــالهم: " ومن يَتَوَلّهُمْ منكمْ فإنَّهُ منهمْ"، وبالتّــالي فإنّ هذا الحكم منه تباركت أســماؤُه يســتوجب أنْ يكون وَليَّهم واحــداً منهم فلا يُســارع إليهم بل يُســـارع فيــهـــم. فهـلاّ تدبّــر المســلمون القرآن ليدركــوا أنّ أخطــر أعدائهــم الآن هم حــكّــامهم الذين يوالون الكفّار، وفي مقدّمتــهم هــذا العــربـــيّ الهــاشــميّ الذي نــشــأ وشــبّ وشـــاب في أحضــانهم حتّــى صــارت حاله معهــم: الـدّم الـدّم والهـدم الهـدم ‍‍ ، بل محياه محياهم ومماته مماتهم ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ ‍‍‍‍
(19)




لا حـــلّ إلاّ بــإقــامة الخــلافـــــة فــــي الأرض

· إن دعـــاء اللـــه تـــعـــالى واللجـــوء إليه لَــعــبادةٌ خــالصــةٌ، بل هو مخُّ العــبــادة كما ورد عن الصّــادق الأمين. وعبادة الدعاء تسْــمو بنفس المؤمن فـتُـطـهّرهــا وذلك عندما يمارســها في كلِّ أحــواله: في الرّخاء والشــدّة، في الصّحّة والمرض، في الغنى والفقر. أمّــا أن يـتّـخذ المســلمون الدّعــاء وســيلةً للهروب من القيام بالفروض والواجبات فهي الكارثة بعينها التي حلّـت بهم من جـرّاء الضّـعـف الذي طرأ على أذهــانهم في فهم الإســلام كطريقــة معينة في العيش، وكنظام حياة، وكرسـالة عالمية لإســعاد البشــر: أحـمـرهم وأبيضــهم وأســـودهم وأصـفــرهم.

· فإذا اكتســح اليهود المســاجد وقتلوا المصلّين لجأ المســلمون في كافّــة الأقطار إلى دعــاء القنوت في الصلوات ثمّ ينْســوْن المصـــيبة. وإذا ذبــح الصّــرب الرجال واســتباحوا النســاء دَعَـوْا اللــه أن يســـحق الكفّار وبـَــكَــوْا حتّى ابتلّت لحاهم ثمّ عادوا إلى رُقــادِهِم وتواكلهم.

يُـتـبــــع

(20)


يُـتـبــــع


· إن واقع المســلمين المرير يــلزمه تغيير انقلابــيٌّ شــامل، ما في ذلك شـــكٌ عند أحد. لكنّ التغيير ليس له من يقوم به إلاّ نحن معاشر المســلمين مســتعـيـنـيـن باللــه، متوكّلين عليه، بــاذلين في ســبيل ذلك أغلـى ما نملك، لأنّ اللــه تعالى أخبرنا بنصٍّ قـطـعـيّ الثبوت قـطـعـيّ الدّلالة أنّه تباركتْ أسْـماؤه لا يغيّر واقعنا السّــيء حتّى نغـيّر ما بأنفســنا من أفكار مُضــلّلَة، ومفاهيم مغلوطة، وقـناعـاتٍ زائفـة، وســلوكٍ يجافي ما جاء به محمد صـلّى الله عليه وســلم.

· وطريقة التغيير ليست خاضعـةً لابتكار العقل، لأنــهــا تشـــريعٌ إلـــهــيٌّ نزل به الرُّوح الأمين على قلب محمد صــلى الله عليه وســلم، فـطــبّقــها فعلا منذ بُــعــث نـبـيّـاً إلى أن فارقنا. والإســلام الذي نحن مــأمــورون بــتبــليــغــه للعالمين عقائد وأحكام. والأحكام إمَّــا معالجات مباشــرة لمشــاكل الإنــســان بوصــفه إنســان، و إمَّــا أحكام تُـبيّــن طريقة تنفيذ تلك المعالجات. إذن طريقة التغيير شــرعية وليست عقلية، ودور العقل فيها محصور في فهم النصوص وفي تطبيقها على الوقائع المتجــدِّدة بعد التــعــمِّــق في فهمها وسَـــبـْـرِ أغوارها. أمَّــا الإبداع والابتكار فإنَّــما يكونان في الإحســان باستخدام أنجع الأســاليبـ وأســرع الوســائل أثناء ســلوك طريقة النـّـبيّ صــلّى اللــه عليه وســلم في إحْـــداثِ التغيير.

· وفي السّــبعين ســنةً التى خلت منذ هُــدِمَت الخلافة صــعد المنابر الملايين من خُـطَبــاءِ الجُـمَــع في كلّ أرجاء الدّنيا يدعون الله تعالى أن يغيّر مـا بهم من هــوان، ويبالغون في الدّعاء حتّى يبْــكُــوْا و يُبْــكُــوْا غيرهم، لكنّ النتيجة كانت أنّ كلّ ســنةٍ مرّت بهم تـركتْهم في وضعٍ أســوأ من التي قبلها.

· على أنّ التّـأسّــي بأفعال رســول اللــه صــلى الله عليه وســلم يظل واجباً علينا. فقد قام عليه الصــلاة والســلام صباح يوم الجمعة 17 رمضـان 2 هـ الموافق 13 آذار 623 م يُـعـدّل صــفوف أصــحــابه يوم بَــدْر ويُــهـيّـئُــهُــم لبدء المعركة الكبرى، ثمّ دخل عريشــه ينــاشــد ربّــه ما وعده من النـّصــر قائلاً: الّلهمّ إن تهلكْ هذه العِصــابةُ اليومَ لا تُـعْـبدْ، ثم خرج من العريش يحــرّض الناس على القتال. فالدّعاء منه صــلى الله عليه وســلم لم يقم أبداً مقام فريضـة الجهاد التي هــي ذِرْوَةُ ســـنام الإســلام، وإنّما قرنه بالجهاد لأنّــه عِـبادَةٌ تُــقرّب المســلم من ربّه في كلّ الأحوال.

 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م