# أي العبادات أفـضـل ؟
تزدحم على الإنسان المسلم صور العبادات والطاعات وتنازعه نفسه في تحقيق أكبر قدر من أعمال الخير والبر والتقوى ليكون من السابقين إلى الخيرات ومن الفائزين برضا الله في الدنيا والآخرة ومن الذين كتب الله لهم السعادة في الدارين .
ولكثرة أنواع الطاعات والأعمال الصالحة .. يحتار البعض في أهمية بعضها على الآخر وفي تقديم طاعة على طاعة وعمل على عمل فهناك عمل الدعوة إلى الله وما فيه من الأجر العظيم وهناك طلب العلم وما فيه من الثواب الجزيل وهناك السعي لتحصيل المال وإنفاقه في سبيل الله وهناك الجهاد باالنفس وما فيه من الدرجات العالية وهناك حياة الزهد والورع وطلب العبادة وكثرة التنفل وهناك تربية الأهل والأبناء .. وهناك العمل الخيري وكفالة الفقراء والأيتام والمحتاجين .. الخ .
هنا وفي ظل هذا الكم الهائل من الطاعات والعبادات يدعو علماء الإسلام إلى المجاهدة ببلوغ الكمال تناسق وتوازن بين جميع الطاعات فلا يقبل على جانب واحد أو عدة جوانب فيضخمها ويهمل جوانب أخرى .. فاالإسلام دين الشمول ويريد من المسلم أن يبلغ الكمال ما استطاع إلى ذلك لينال الحظ الوافر من السعادة ، وهذا ما دعا إليه الإمام ابن القيـم ورجحه فقال:
• "
إن أفضل العبادة : العمل على مرضاة الرب في كل وقت بما هو مقتضى ذلك الوقت ووظيفته .
•
فأفضل العبادات في وقت الجهاد : الجهاد وإن أدى إلى ترك الأوراد من صلاة الليل وصيام النهار بل ومن إتمام صلاة الفرض كما في حالة الأمن .
•
والأفضل في وقت حضور الضيف : مثلاً القيام بحقه والإشتغال به عن الورد المستحب وكذلك في أداء حقوق الزوجة والأهل . فإنه يقدم على غيره إذا زاحمته بعض المستحبات والرغبات .
•
والأفضل في وقت السحر : الإشتغال باالصلاة والقرآن والدعاء والذكر والإستغفـار.
•
والأفضل في حق الجاهل : هو إجابته على سؤاله ، والإقبال على تعليمه والإشتغال به.
•
والأفضل في أوقات الصلوات الخمس : الجـد ، والنصح في أدائها في وقتها والخروج إليها .
•
والأفضل في أوقات ضرورة المحتاج : إلى المساعدة باالجاه أو البدن أو المال: الإشتغال بمساعدته وإغاثة لهفته .
•
والأفضل في وقت قراءة القرآن : جمع القلب والهمة على تدبره وتفهمه حتى كأن الله يخاطبك به .
•
والأفضل في وقت الوقوف بعرفة : الإجتهاد في التضرع والدعاء والذكر دون الصوم المضعف لذلك .
•
والأفضل في أيام عشر ذي الحجة : الإكثار من التعبد لا سيما التكبير والتهليل والتحميد فهو أفضل من الجهاد غير المتعين .
إلى أن قال رحمه الله تعالى ، فاالأفضل في كل وقت وحال:
(
إيثار مرضاة الله في ذلك الوقت والحال والإشتغال بواجب ذلك الوقت ووظيفته ومقتضاه ) .