اعتقال النساء كرهائن سياسة أمريكية متبعة في تعقب رجال المقاومة
لم تدخر قوات الاحتلال ومواليها من الحرس الوطني والشرطة العراقية سبيلاً إلا وسلكته في النيل من إرادة وصلابة العراقيين الرافضين لسياسة القهر والتركيع
فبعد أن ملأت السجون والمعتقلات بمئات الآلاف من الأبرياء من الرجال تفتقت عبقرية الإجرام بالإقدام على اعتقال النساء لإجبار ذويهن على تسليم أنفسهم اثر وشايات مغرضة، هذا ما أفاد به المواطن (أركان مخلف البطاوي) الذي اعتقلت والدته المسنة والبالغة من العمر (65) عاماً شقيقته البالغة من العمر (35) عاماً واللتان أفرج عنهما بعد عدة أيام وذلك بعد مداهمة منزله وأخذهما كرهائن لإرغامه وإخوته على تسليم أنفسهم.
وقالت منظمة العفو الدولية انه إذا صحت الرواية فان قوات الاحتلال الأمريكي تكون بذلك قد خالفت القانون الدولي باحتجازها رهائن. فضلا عن عدم مراعاة الحساسيات المحلية الخاصة بمعاملة النساء.
وقال البطاوي (29 عاماً) : إن جنود الاحتلال الأمريكيين فتشوا منزله وعندما لم يجدوه شقيقيه الموضوعين أيضا على قائمة المطلوبين قاموا باعتقال أمه وشقيقته.
وترك الجنود على باب المنزل رسالة تطالب الأشقاء الثلاثة بالاستسلام وفيها رقم هاتف محمول. وبالاتصال بالرقم رد جندي أمريكي بدا على علم باتهامات البطاوي. لكنه امتنع عن التعقيب.
وقال البطاوي (حوالي 20 سيارة همر ترافقها عدد من سيارات الشرطة العراقية قاموا في الساعة السادسة من صباح يوم السبت الماضي بمحاصرة منزلي والمنازل القريبة منا...وقامت باعتقال أمي وأختي بعد أن فشلت في إلقاء القبض علينا).
وكان البطاوي وأخواه قد أمضوا أكثر من سنة في سجن أبي غريب سيئ السمعة قبل إطلاق سراحهم في آب الماضي.
وفي منزله الذي بدا خاويا وتناثرت محتوياته في كل مكان قامت قوات الاحتلال الأمريكي بتعليق ورقة على البوابة الرئيسية كتب بخط اليد رسالة موجهة إلى شقيقه الأكبر محمد تحمل توقيع بانديت 6 . وهو فيما يبدو اسم شفري يرمز لقائد وحدة أمريكية.
تقول الرسالة التي كتبت بالعربية (كن رجلا يا محمد مخلف وسلم نفسك وعندها سنطلق سراح أمك وأختك وإلا سوف يقضون وقتا طويلا في الاعتقال).
ووضع أسفل الرسالة رقم هاتف.
وعند الاتصال برقم الهاتف المدون قال متحدث باللغة الانجليزية لمراسل وكالة رويترز العالمية انه من الجيش الأمريكي وانه لا يستطيع الآن التعليق وإعطاء أية تفاصيل عن الموضوع ووعد بأن يقوم الضابط المسؤول بالاتصال ثانية وإعطاء التفاصيل.
ورفض أكثر من مسؤول في جيش الاحتلال الأمريكي التعليق على الموضوع عندما تم الاتصال بهم أكثر من مرة في وقت لاحق.
واستهجن عدد من جيران البطاوي ماقامت به قوات الاحتلال الأمريكي من مداهمة لمنزل البطاوي واعتقال أمه البالغة من العمر 65 عاما وتعاني من مرض السكري وأخته البالغة من العمر 35 عاما.
وقال أحد الجيران ويدعى كامل عباس : إن قوات الاحتلال الأمريكي التي داهمت منزل البطاوي (قامت باعتقال النسوة لأنهم لم يجدوا الرجال).
وأضاف عباس : إن قوات الاحتلال الأمريكي)أخبرونا من خلال المترجم الذي كان معهم أنهم سيقومون بإطلاق سراح النسوة عندما يسلم الرجال أنفسهم).
وقال البطاوي انه وأخويه أمضوا أكثر من سنة (متنقلين بين أكثر من سجن من السجون الأمريكية المنتشرة في البلاد بتهمة مهاجمة قوات الاحتلال الأمريكي والتخطيط لشن عمليات ضد هذه القوات وحيازة أسلحة).
وأضاف (تعرضت إلى أبشع أنواع التعذيب طوال هذه الفترة وأرغموني على شرب القاصر (مادة كيمياوية تستعمل لتنظيف الملابس) في محاولة منهم لإرغامي على الاعتراف بهذه التهم وتعرضت كتفاي للخلع نتيجة التعذيب وكسر انفي عندما قام جندي أمريكي بركلي أثناء الاستجواب).
ويتهم العديد من العراقيين قوات الاحتلال الأمريكي بإتباع أساليب مبالغ فيها أثارت حفيظة الكثيرين.
وكانت هناك تقارير عن اعتراف قادة أمريكيين باعتقال نسوة من أقارب مطلوبين. وينظر إلى استجواب الأقارب كإجراء متعارف عليه لدى قوات الأمن بأنحاء العالم على حد زعم التقارير الأمريكية.
وقالت نيكول الشعيري المتحدثة باسم منظمة العفو الدولية في الشرق الأوسط :إنها لا تظن أن هذه أول مرة يحدث فيها ما رواه البطاوي.
وقال البطاوي انه وأخويه ورغم العذاب الجسدي والنفسي الذي لاقوه من الأمريكيين عندما كانوا في السجن (على استعداد لتسليم أنفسنا إذا ما أعطى الأمريكان ضمانات بأنهم سيقومون بإطلاق سراح أمي وأختي).
ومضى يقول انه وأخويه لم يقوموا أبداً بمهاجمة قوات الاحتلال الأمريكية.
(لكن إذا لم يطلق الأمريكان أمي وأختي فإنني والله سأقوم بمهاجمتهم في أي مكان أجدهم فيه).
يذكر أن السيدتين البطاوي قد أفرج عنهما قبل يومين ولم يتسنَ لنا الاتصال بهما وسنوافيكم بتقرير مفصل عن ظروف اعتقالهما في عدد قادم.
المصدر/ صحيفة الهيئة - البصائر
|