مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 21-04-2006, 04:53 AM
محمدفاضل محمدفاضل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 95
إفتراضي كفى تخدماً لأعداءنا في تمزيق ألأمة

من أعظم صور خدمة ألعداء تأجيج نار الفرقة وتفخيم مسائل الخلاف
وجعل الأصابع في الآذان واستغشاء الثياب لكي لا نسمع لأخي معذرة
ولا شك أن التعاون مع وجود فجوات عميقة لا يمكن أن يتم قلب وقالباً
لكن قد يتم لمصالح دنيوية أما لرضى رب البرية فلن يتم ذلك إلا بتصحيح الرؤية وعلى هذا الطريق ورغبة فيما عند الله فإنني أرجو منك فضلاً وتكرماً أن تقرأ هذه الرسالة بإنصاف مع إيماني التام بأن رجالات العلم والدين لهم هم وحيد وهو إرضاء رب العالمين هذا إلى جانب معرفتي بوجود من يندس بين الصفوف لغرض تمزيق الأمة اسيراً للدنيا وشهواتها ولكم كما قال الإمام ابن قتيبة:

قال ابن قتيبة: وسيوافق قولي هذا من الناس ثلاثة:
رجلا منقاداً سمع قوما يقولون، فقال كما قالوا، لا يرعوي ولا يرجع، لأنه لم يعتقد الأمر بنظر فيرجع عنه بنظر.
ورجلاً تطمحُ به عزةُ الرياسة وطاعةُ الإخوان وحبُ الشهرةِ فليس يردُّ عزتَه ولا يثني عنَانه إلا الذي خلق، إن شاء، لأن في رجوعه إقرارُه بالغلط واعترافُه بالجهل، وتأبى عليه الأنفة، وفي ذلك أيضاً تشتتُ جمعٍ وانقطاعُ نظامٍ واختلافُ إخوانٍ عقدتهم له النحلة والنفوس لا تطيب بذلك إلا من عصمه الله ونجاه.
ورجلاً مسترشداً يريد الله بعمله لا تأخذه فيه لومة لائم ولا تدخُلُهُ مِنْ مُفارقٍ وحشة ولا تلفِتُه عن الحق أنفةٌ، فإلى هذا بالقول قصدنا وإياه أردنا
واسألكم بالله يا أخوتي أن ننصف من أنفسنا ونتقي الله فإنه الموعد.
حمل كامل الرسالة وتمعن بهدوء ولو خالفت الإلف والعادة
  #2  
قديم 21-04-2006, 05:06 AM
محمدفاضل محمدفاضل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 95
إفتراضي

مناقشات أخوية مع من يقبل الحق
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا واصلي وأسلم على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه................... أما بعد:
فهذه مسائل ترددت مدة في كتابتها لأسباب كثيرة ومثبطات جسيمة ومن أبرزها:
1ـ إقتناعي بعض الشيء بقلة من يطلب الحق للحق لا للتعصب .
2ـ كثرة من كتب في هذه المسائل قديماً وحديثاً .
ولكن طلباً للثواب من الكريم التواب وطلب لنصرة الحق وإعلاء كلمته وتفاؤل بأناس من طلبة العلم همهم طلب الحق وسعيهم في الانقياد إليه كتبت هذه السلسة عسى أن يكون فيها فائدة لمستفيد وإيقاظ لمن كان للحق مريد ولاحول ولا قوة لي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب :

المسألة الأولى :الخطأ في تقرير توحيد الربوبية .
لأن التوحيد هو أعظم مطلوب فأبدأ به
وأول أقسامه على الاصطلاح الدراسي في المناهج التعليمية توحيد الربوبية :
توحيد الربوبية : هو إفراد الله تعالى بأفعاله ومنها الخلق والرزق والتدبير .

طبعاً ليس المراد التوسع في ذلك ولكن المقصود بيان المسألة بحدها ( تعريفها) وتطبيقها ومايرد عليها ووجه الانتقاد هنا:
فالمتأمل في الحد المذكور بعاليه يجد أن توحيد الربوبية منصب على اعتقاد العبد انفراد الله بأفعاله سبحانه وتعالى ثم ضٌرب أمثلة على أفعال الرب سبحانه وتعالى بذكر الخلق والرزق والتدبير وليست أفعال الرب سبحانه وتعالى محصورة في ذلك بل إنما هي أمثلة لبعض أفعاله.
إذا كان الأمر كذلك فهل كفار قريش وحدوا الله في الربوبية ( أي إفراده بأفعاله ) أم أنهم كفار في هذه المسألة ؟!
تتابع أهل التدريس على مختلف المستويات على قولهم إن كفار قريش موحدون في الربوبية !بدليل قوله تعالى (( ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله))
{قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنْ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنْ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ}

، وَقَوْلَهُ تَعَالَى{قُلْ لِمَنِ الأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ، سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ ، قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ، سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ ، قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ، سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ}

فأفادت الآيات الكريمة أن كفار قريش قد وحدوا الله في الربوبية . هكذا يقال .!!
وهذا الكلام غير صحيح لأسباب :
1ـ أن افعال الرب ـ سبحانه وتعالى ـ غير محصورة في الخالقية أو الرزق أو التدبير بل المذكور في الآيات شيء من أفعال المولى سبحانه وتعالى وليست كل أفعاله فكيف نقول أنهم قد وحدوا الله في أفعاله ( أي في ربوبته ) وهم قد جحدوا أشياء من أفعاله منها البعث والنشور فيقول قائلهم ـ وقد أخذعظم قد أرم ـ : يا محمد أتزعم أن ربك يعيد هذا ؟!!والقائل هو العاص بن وائل القرشي
وقال تعالى (( زعم اللذين كفروا أن لن يبعثوا ..) فأين التوحيد في الربوبية ؟ ! فكونهم اعترفوا ببعض الأفعال لا يعني ذلك توحيدهم في بقية الربوبية .بل لو أقروا بالبعث والنشور وسائر أفعال الخالق سبحانه وتعالى ثم اسثنوا نملة من مخلوقاته أو ذرة من التراب وقالوا خلق الله جميع الخلق إلا هذه النملة أو هذه الذرة من التراب ،لكانوا بذلك كفاراً غير موحدين في الربوبية .فكيف وقد جحدوا البعث والنشور وزعموا أن اصنامهم شريكة لله في التصرف والتدبير وغير ذلك من ترهاتهم؟
2ـ كونهم يقرون لله ببعض أفعاله لايعني أنهم ينفون الشريك له فيها ولذا فنكمل الآية السابقة حتى يتبين الحق ولا تجتزيء النصوص ونبترها فيخفى الحق عن طالبه وسأسوق الآيات السابقات وما يتبعها من آيات حتى يتكامل المعنى لدى طالب الحق ((، قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ، سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ89 بل أتيناهم بالحق وإنهم لكاذبون 90 ما اتخذ الله من ولد وماكان معه من إله إذاً لذهب كل إله بماخلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون 91 عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون 92))
وهنا بارك الله بكم اكتملت الآيات واتضح المراد .
قال الإمام القرطبي في تفسيره: ((بل أتيناهم بالحق)) أي بالقول الصدق لا ما تقول الكفار من إثبات الشريك ونفي البعث . أ ـ هـ
وقد وضعت لك تحت كل شاهد على ما اسلفنا خطاً لتعلم أن الإقرار بالربوبية إنما هو إقرار ببعض الأفعال لا بكلها ودون نفي وجود الشريك من آلهة أخرى ولاحظ أخي رعاك الله قوله تعالى ((وماكان معه من إله إذاً لذهب كل إله بماخلق)
هل تتصور أن المولى عزوجل يخاطبهم بأمور لم تقع منهم بل ويدلل ببرهان التمانع على عقائد لم يعتقدوها !!سبحانه وتعالى عن ذلك .( معنى التمانع كون كل إله يذهب بماخلق)
فكفار قريش يعتقدون بوجود شركاء لله في الخالقية ويعتقدون أن الله الخالق سبحانه وتعالى والأمر جلي لمن تبصر ففيه ثلاث نقاط :
الأولى : اعترافهم أن الله مدبر متصرف رازق خالق فهم مقرون به : وهم بذلك يفترقون عن من ينكر ربوبية الله مطلقاً .
الثانية: اعتقاد وجود الشركاء لله ولو في بعض أفعاله ( ربوبيته ) .وهم بذلك يفارقون من يعتقد أنه لا شريك له في ذلك.
الثالثة : أن هذا الاعتراف منهم أو المعرفة لا يعني أنهم موحدون في الربوبية لأن التصديق والإذعان غير متوفر فيهم فكيف نقول أنهم موحدون ؟ وأي توحيد هذا؟
النتيجة : أن كفار قريش لم يوحدوا في الربوبية وعليه فالشهادة لهم بذلك خطأ واضح فكيف بتقرير ذلك و نشره والتقليد فيه أليس في هذا بعد عن الصواب شاب عليه الكهل من أهل العلم ونشأ عليه الشباب؟ !!
فنسأل الله أن يهدي من يقرر ذلك أويشهد به لهم وأن يتوب علينا وعليه .

ثانياً : تفرع على التقعيد الأول ـ وهو اعتقاد أن الكفار قد وحدوا في الربوبية ـ اعتقاد أخر وهو أن الرسل عليهم الصلاة والسلام لم يبعثهم الله لتوحيد الربوبية وإنما بعثهم لتوحيد العبادة لأن الناس على التوحيد الحق في الربوبية .!!
وهذا باطل بما سبق وأضيف تنبيه يسير مع سوق بعض الأدلة :
فأما التنبيه: فاعلم أخي الحبيب أن الحكم في مسألة من المسائل العقدية أو الفرعية لابد أن يكون مكتمل الشروط ومن تلك الشروط جمع جميع الأدلة في المسألة ، فلا يجوز الأخذ ببعضها وإهمال بعضها الأخر وهي نقطة أساسية لمعرفة أسباب الخطأ الذي وقع فيه كثير من المنظرين لمسألة الربوبية وغيرها من المسائل فأخذبعض النصوص كالتي تم سياقها وترك النصوص الأخرى في نفس المسألة ،تسبب في استدلال خاطىء وتصور غير صحيح نتج عنه حكم غير صحيح .
وقد وردت آيات كثيرة في شأن الربوبية فمنها:
قوله تعالى رب السموات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سمياً) .
فرتب العبادة على الربوبية ، ويقول تعالى : ( ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السموات والأرض ) يشير إلى أنه لا ينبغي السجود إلا لمن ثبت اقتداره التام ، ولا معنى لأن نسجد لغيره ، هذا هو المعقول ، ويدل عليه القرآن والسنة .
أما القرآن فقد قال : ( ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا ) ، فصرح بتعدد الأرباب عندهم ، فكيف نقول أنهم قد وحد الله في الربوبية وأن جميع الأنبياء لم يبعثوا لدعوة الناس لتحقيق الربوبية وإنما بعثوا لتوحيد الألوهية !! .
ويقول الله تعالى على لسان يوسف عليه السلام لصاحبي السجن وهو يدعوهما إلى التوحيد : ( أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار ) ، ويقول الله تعالى أيضا : (وهم يكفرون بالرحمن قل هو ربي)
ومثل ذلك قوله تعالى : ( لكّنا هو الله ربي ولا أشرك بربي أحداً) خطاباً لمن أنكر ربوبيته تعالى ، وانظر أخي الحبيب إلى قولهم يوم القيامة : ( تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين ) ، ـ وانظر إلى قوله تعالى : ( وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورا) * الفرقان : 60
.. ) ، فهل ترى صاحب هذا الكلام موحداً أو معترفاً ؟!.
، فإذن ليس عند هؤلاء الكفار توحيد الربوبية على حقيقته .
ويقول الله في أخذ الميثاق : ( ألست بربكم قالوا بلى)وجعله سبحانه حجة على من أشركوا به في العبادة حيث قال ((أن تقولوا يوم القيامة أنا كنا عن هذا غافلين.أو تقولوا انما أشرك أباؤنا من قبل )اليس هذا صريحا في أن أخذ العهد بتوحيد الربوبية هو أخذ للعهد بتوحيد العبادة؟
، فلو كان الإقرار بالربوبية غير كاف وكان متحقق عند المشركين ولكنه لا ينفعهم ـ كما يقول البعض ، ما صح أن يؤخذ عليهم الميثاق بهذا ، ولا صح أن يقولوا يوم القيامة : ( إنا كنا عن هذا غافلين ) ، وما كانت محاورة فرعون لموسى عليه الصلاة والسلام إلا في الربوبية وقد قال : ( أنا ربكم الأعلى ) ثم قال : ( لئن اتخذت إلهاً غيري لأجعلنك من المسجونين ).
((قال فرعون وما رب العالمين .قال رب السموات والأرض وما بينهما ان كنتم موقنين.قال لمن حوله ألا تستمعون,قال ربكم ورب ابائكم الأولين.قال ان رسولكم الذي أرسل اليكم لمجنون.قال رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون ))
وأما السنة فسؤال الملكين للميت عن ربه ، وكان الواجب على تقرير من يقول أنهم قد وحدوا في الربوبية أن يقولوا للميت : من إلهك لا من ربك !! أو يسألوه عن هذا وذاك بما أن الناس قد وحدوا في الربوبية ! والحق أن التلازم بينهما جلي فالإله هو الرب والرب هو الإله ومن أقر بأنه الله لا شريك له في أفعاله فلن يعبد غيره .
وإن شئت فانظر إلى قولهم لهود عليه الصلاة والسلام : ( إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء )
ثم انظر بعد ذلك في زرعهم وأنعامهم : (هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم ) ، فقدموا شركاءهم على الله تعالى في أصغر الأمور وأحقرها .
وقال تعالى في بيان اعتقادهم في الأصنام : ( وما نرى معكم من شفعائكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء ) ، فذكر أنهم يعتقدون أنهم شركاء فيهم ، ومن ذلك قول أبي سفيان يوم أحد : ( أعل هبل ) ، فأجابه صلى الله عليه وسلم بقوله : ( الله أعلى وأجل) ، فانظر إلى هذا ثم قل لي ماذا ترى في ذلك من التوحيد الذي ينسبه إليهم من ينسبه ويقول : إنهم فيه مثل المسلمين سواء بسواء وإنما افترقوا بتوحيد الألوهية ؟!.
وأدل من ذلك كله قوله تعالى : ( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم ) ، إلى غير ذلك مما يطول شرحه ، فهل ترى لهم توحيداً بعد ذلك يصح أن يقال فيه إنه عقيدة ؟!.
  #3  
قديم 21-04-2006, 05:10 AM
محمدفاضل محمدفاضل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 95
إفتراضي



المسألة الثانية : توحيد العبادة : هو إفراد الله تعالىبأفعال العبد من صلاة ودعاء وصيام وسائر أعمال التعبد .
وقبل أن نتكلم عن توحيد العبادة نتكلم عن الشرك الأكبر فبضدها تتميز الأشياء :
الشرك ينقسم إلى قسمين :شرك أكبر وهو مدار بحثنا وشرك أصغر .
فالشرك الأكبر له حد وتعريف ولما كان الشرك من أعظم الذنوب بينه الشرع أتم بيان بل ورد التصريح ببيان معناه :
1ـ تعريف الشرك الأكبر: عرفه من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم كماجاء في الصحيحين حين سأله بعض من يحتاج إلى تجلية وبيان حد أعظم الذنوب فقال يارسول الله أي الذنب أعظم ؟ قال: ((أن تجعل لله نداً وهو خلقك))
والنِّد : قال الأخفش: هو الضِد والشبيه ، فهو يشتمل على معنيين :ـ
الأول : الشبيه والنظير ، والثاني : الضد المخالف ، وهذا ما جزم به أهل اللغة وأهل فقه الحديث ، كابن الأثير في ( النهاية ) . إذن هو نظيرٌ لله ـ عز وجل ـ بزعم من يعبده ، ويخالف الله حقيقة في ذاته وأسمائه وصفاته .
ولذا قال تعالى (( ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله))
فمن اتخذ صنماً أو شيئاً من الأشياء كنظير مساوي لله أو يعتقد أنه أعظم من الله فقد كفر.
أخي الكريم تأمل الصور التالية حق التأمل:
الصورة الأولى : إنسان يدعواويصلي وظاهر صفة صلاته كصلاة المسلمين غير أن نيتة وقصده التعبد والتقرب للشمس .
الصورة الثانية : رجل يصلي ويدعوامع النبي صلى الله عليه وسلم ويجاهد معه ومع الصحب الكرام بيد أن نيته وقصده ليس العبادة وإنما للدنيا أو لجاه أو لخوف من المسلمين .فهو منافق نفاق عقدي. ( تنبيه هذا يخالف الشرك الأصغر لأن الرياء صاحبه يعبد الله ويزين هذه العبادة لأجل الناس ففرق بين الحالتين.
الصورة الثالثة : رجل يصلي ويدعوا ويصوم ونيته وقصده ابتغاء رضى الله .
كل هذه الصور السابقة متماثلة الظاهر ولم يميز بينها إلا النية والقصد.
فإذا كانت النية والقصد هي مدار العمل فهل هناك فرق بين فعل المسلمين في أغلب أنحاء الأرض وفعل المشركين من قريش وغيرها أم كلاهما كافر؟
نضرب أمثلة أخرى للإيضاح :
أنت رجل مسلم :
1ـ أتاك ضيوف من العلماء الصالحين فذبحت لهم مجاملة وجري على عادات وعرف الناس لا بنية التعبد بإكرام هؤلاء الضيوف من علماء الأمة.= فلا أجر لك ولا أثم عليك لأن ذلك مباح.
2ـ وجاء الأخر فذبح يرجو الأجر والمثوبة من عند الله بإكرامه الضيف فنوى بها التعبد لله بإكرام هؤلاء الصالحين وهذا مستحب .= فله الأجر بحسن قصده وتقربه لله.
3ـ وذبح أخر هدي بقصد التعبد لله بشعيرة من العبادات وهي الهدي .
4ـ وذبح أخر هدي رياء ومجاملة للناس .= فهو آثم وقد يحبط عمله على تفصيل في المذاهب.
5ـ وجاء الأخر فذبح للجن عبادة لهم من دون الله لكي يتعلم السحر .= فهو كافر لأن نيته عبادة غير الله تعالى .
لاحظ أخي الكريم أن الصور الظاهرة في كل تلك الأعمال لم يفرق بينها إلا النية .
مثال أخير : رجل مريض أخذ الدواء :
الصورة الأولى : أخذه ينوي أن هذا الدواء شريكاً لله في الشفاء .أو مستقلاً عن الله في ذلك
= فهو كافر خارج من ملة الإسلام.
الصورة الثانية : رجل أخذ الدواء وينوي أن هذا الدواء مجرد سبب من الأسباب وهو سبب عادي والشفاء حقيقة من الله .= فلا شيء عليه .
الصورة الثالثة : رجل أخذ الدواء وينوي أن هذا الدواء مجرد سبب من الأسباب وهو سبب عادي والشفاء حقيقة من الله ولكن الدواء لا يصلح للمرض الذي يعانيه فمرضه بالسرطان مثلاً أجارنا الله وإياكم من كل سوءوالدواء مسكن للحرارة فقط . = فهذا جاهل بالدواء ولا يقال إنه مشرك ولا أنه وقع في الشرك ولا أنه تعاطى محرم .
أخي اللبيب : الفرق بين الدواء المذكور في المثال وبين التوسل بالميت أن الدواء جماد لا روح فيه
بخلاف الميت وإلا فكلاهما سبب والتعامل معهما من باب تعاطي الأسباب .
وهؤلاء المتوسلون بالنبي صلى الله عليه وسلم يعتقدون أن الرسول مجردسبب والمعطي حقيقة هو الله تعالى .
فإن قلت أن الله قريب لا يحتاج لسبب
فجواب المنصف يقول للمريض : الشفاء من الله لا يحتاج إلى سبب والله قريب ((واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشي لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك))
وعلى الجملة يلزم سد باب الأسباب والمسببات والوسائل والوسائط ، وهو خلاف السنة الإلهية التي قام عليها بناء هذه العوالم كلها من أولها إلى آخرها .
فإن قلت :أن الأخذ بالأسباب لا ينافي التوكل ولا ينافي أن الأمر كله لله فأقول لكم فأنصف فإن هذا يجري في سائر الأسباب.
فإن قلت :أن الميت لا يسمع ولا عن نفسه يدفع : فأقول لك أخي هذا رأيك واجتهادك ولكن كثير من العلماء يقولون :أنه الميت يسمع وأن الله قد يعطينا إكرام له إن كان نبي أو ولي صالح.
ودليلهم في كونه يسمع أهل قليب بدر ) و ( سماع الميت لقرع النعال) ، ( والسلام على الأموات عند الزيارة ) وغيرها كثيرفلو لم يكن الميت يسمع لكان فعلنا وسلامنا عليه سفهاً .وراجع كتاب الروح لابن القيم وكتاب التذكرة للقرطبي فستعلم أكثر.
وأما استدلال من يستدل بقوله تعالى (( وما أنت بمسمع من في القبور ))على أنه نفي لسماع الأموات للأحياء فليس المقصود ذلك بل المقصود سمع إجابة وإيمان لا مجرد السمع الحسي فإن الكفار يسمعون سمعاً حسي ولكن لا إجابة وكذا الأموات وهذا فيه جمع بين النصوص الدالة على سمع الأموات للأحياء وانظر إلى تفاسير علماء الأمة في ذلك و نسوق الأية بسياقها وسباقها حتى يكتمل المعنى: قال الله تعالى (( ولا يستوي الأعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور وما يستوي الأحيآء ولا الأموات إن الله يسمع من يشآء ومآ أنت بمسمع من في القبور إن أنت إلا نذير )) فالكلام كله كان في هل الكافر يستجيب لدعوة الإسلام أما لا يستجيب كمثل الميت الذي لا يستطيع إجابة دعوة الإسلام.
وأما كون دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ينفع كسبب فقد ثبت ذلك بالتجربة كما ثبت نفع الدواء في إزالة المرض بالتجربة .
ولا يلزم أن يطرد في النتيجة مع كل إنسان وفي كل حال كما لا يلزم أن يحصل الشفاء باستعمال الدواء مع كل إنسان وفي كل حال .
وأيضاً ثبت عندهم بآحاديث صحيحة ليس هذا مكان ذكرها ولكن فيها كتب ككتاب إعلاء المنارة في تخريج احاديث التوسل والزيارة فليراجع أو تجده على شبكة النت .
ثم لو سلموا لنا بأن الميت ليس بسبب ينفع أو يضر فغاية ما نقول: إنه كمن يأخذ الدواء في غير ما صنع له كما في المثال السابق.فهل نقول أنه مشرل شركاً أصغر أو أكبر لأنه أخذ بسبب لا نفع فيه.فلم يقل أحد من سلف العلماء ومن اتبعهم أن من تعاطى سبب لا ينفع فهو مشرك شركاً اصغر ولم نسمع به إلا في غربة العلم .
وعليه فللمسألة جهتان:
1ـ أن يدعوالميت ويناديه على أنه متصرف بالأمر استقلالاً أو أنه شريك وند لله تعالى فهذا كفر وشرك أكبر لا خلاف هنا .
2ـ أن يدعوالميت ويناديه على أنه سبب فقط لا متصرف بالأمر استقلالاً ولاشريك لله تعالى فهذا جائز .
فإن كان سبب حقيقي فلماذا ننكر عليه وإن كان سبب لا طائل تحته فلماذا التبديع والتكفير ؟!
  #4  
قديم 21-04-2006, 05:13 AM
محمدفاضل محمدفاضل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 95
إفتراضي

تنبيه : لماذا نفرق في الاستغاثة بين الحي والميت فنقول يجوز أن يستغيث المضطر بحي حاضر قادر ولا يجوز بالميت بل هو كفر .؟
أخي الحبيب : إن نوى المستغيث بالحي القادر الحاضر أنه شريك لله تعالى أو مستقل بالاقتدار فهو شرك أكبر بلا ريب .
وإن نوى أنه سبب فقط والمعطي والنافع حقيقة هو الله فهو جائز .
إيرادات على قيود الجواز :
كونه قادراً : وهو قيد خرج به غير القادر . إذن لو كنت تستغيث وأنت معلق على حافة بئر فمر ولد صغير لا يجاوز الثامنة ووزنك مائة كيلغ فهل يجوز لك أن تقول له أدركني أغثني يا فلان؟ هذا يا أحبتي ليس فيه شيء من الأثم غاية ما في الأمر أنه استغاث بسبب يرجو أن يستفيد منه .
أخي لا أريد أن أطيل عليك ولكن تأمل في الأسباب التي يجوز التوسل بها :ولنضرب مثال على ذلك :بالعمل الصالح فهو سبب متفق على جواز التوسل به.
العمل الصالح مخلوق من مخلوقات الله ثبت كونه نافع كسبب من الأسباب النافعة فلو توسلت بهذا العمل المخلوق على أنه مستقل بالنفع أو شريك لله فهو شرك أكبر .
والعمل مخلوق و الرسول صلى الله عليه وسلم مخلوق فهل الرسول أفضل وأعظم أم عملك أخي الحبيب أجب ولا تستحي ؟
إن قلت أن الرسول بل و علماءالأمة أفضل مني ومن عملي فقلي بربك ما الفرق بين التوسل بعملنا الأقل شأناً وبين جواز التوسل بالرسول صلى الله عليه وسلم ؟مع أن كلاهما سبب ولكن سبب أقوى من سبب ولو كان عبادة أو شبه عبادة لم يجز بالحي ولا بالميت .
( قال تعالى (( والله خلقكم وما تعملون))
أخي الكريم :لا يفوتني أن أقول: ان التفرقة بين الحي والميت في هذا المقام لا معنى لها ، فإن المتوسل لم يطلب شيئا من الميت أصلاً ، وانما طلب من الله متوسلاً إليه بكرامة هذا الميت عنده أو محبته له أو نحو ذلك ، فهل في هذا كله تأليه للميت أو عبادة له ، أم هو حق لا مرية فيه ، أحبتي الكرام لقد أكثرنا من التبديع والتفسيق لإخواننا المسلمين ولا معنى لأن نستطيل في ذلك إلا الظلم والبغي .
فتلخص مما سبق نقاط لمن أراد الحق وأنصف من نفسه :
1ـ أن المسلمين اللذين يتوسلون بالصالحين لا يعبدونهم قطعاً وأنهم لا يعبدون إلا الله وحده لا شريك له.
2ـ أن دعاء كفار قريش ونحوهم هو دعاء تعبد أي يعتقدون أنهم آلهة مع الله هذه نيتهم وقصدهم .
3ـ أن كفار قريش ونحوهم يعتقدون أن الأصنام آلهة مع الله شركاء له قال تعالى (( أجعل الألهة إلهاً واحدا)).وقال تعالى: ( تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين ) ،
4ـ أن الأخذ بالسبب على أنه سبب وليس مستقل بالتأثير عن الله ولا شريك لله جائز .
5ـ إذا عرفت هذا فتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي ((يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا ))
تنبيه: إن قال قائل وكيف أعلم أن الذي يدعوا الأموات ويستغيث بهم أن نيته أنهم أسباب وليسوا شركاء لله أو ليس قصدهم عبادتهم تقرباً إلى الله؟
فجوابه بجوابين :
1ـ أن الأصل في المسلم السلامة وهم يصرحون وعلماءهم يصرخون باليل والنهار أننا لا نعبدهم وإنما هم أسباب كسائر الأسباب وأن المعطي حقيقة و المانع هو الله وأنظر رسالة الشوكاني الدر النضيد ورسالة الدجوي وغيرها مئات الرسائل والكتب .
2ـ إذا رأيت مريضاً يأخذ الدواء فكيف تعرف أنه ينوي كونه سبباً أو شريكاً لله وكذا لو رأيت غريقاً يستنجد ويقول أغيثوني فكيف تعرف أنه ينوي كونه سبباً أو شريكاً لله أو عبادة لمن يستغيث به ؟فإن قلت الأصل السلامة في المسلم فأقول لك أخي الكريم : كذا قل في المستغيثين فالعاقل خصيم نفسه.
تنبيه : الاستغاثة والتوسل عندهم بمعنى واحد فقول قائلهم : يانبي الله ادركني ( استغاثة ) .
هي كقوله يارب أسألك بجاه محمد أن تغيثني .
وهي كقول الحي: يا طبيب أدركني .
وقوله اللهم إني أسألك بصلاتي في جوف الليل أن تدركني .
لأن كل الصور المذكورة وإن اختلفت ألفاظها فقد اتحدت في كونها من باب السبب لا من باب الاستقلال ولا بنية عبادتهم .
فمن اعتقد أن الطبيب مستقل أو شريك لله غير من ينوي أنه مجرد سبب والأمر لله.
وكذا قل في الرسول فمن نوى أنه مجرد سبب فالأمر سيان سواء قال يارسول الله ادركني
أوقال :أسأل الله بجاهك أن يدركني .لأن الرسول والدواء والطبيب والوظيفة وكل ذلك مخلوق وكلها اسباب.
يتبع
  #5  
قديم 21-04-2006, 05:17 AM
محمدفاضل محمدفاضل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 95
إفتراضي

تنبيه أخير : كل ما تجد من الآيات والأحاديث التي يستدل بها من يكفر المسلمين كفر وصفي أو معين فاحملها على معنى التعبد أي أنهم يعبدون اصنامهم بهذه الأدعية كشركاء لله أو استقلالاً عن الله .
﴿فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً﴾ قال القرطبي : في تفسيرها فلا تشركوا فيها صنماً وغيره مما يعبد.أ ـ هـ أنظر تفسير القرطبي لسورة الجن .
والحاصل أن الآيات والأحاديث في الباب كثيرة وهي لا تخرج عن نوعين:
الأولى: عبادة لغير الله وهذا كفر بالإجماع لأن اعتقاد شريك لله أو إلهاً للعالم غير الله فهو كفر.
الثاني: أن يكون دعاءه لغير الله على وجه التعبد لذلك الصنم أو النبي أو أي مخلوق ولو كان بقصد التقرب لله فإنه كفر أيضاً لأن صرف أي عبادة لغير الله كفر لأن العبادة نهاية التعظيم ونهاية التعظيم لا تكون إلا لله .( لكن تذكر أن الدعي ناوياً بدعاءه عبادة ذلك الغير ).وهذا كطلب بني اسرائيل من موسى أن يجعل لهم إلهاً كآلهة الكفار وطلب الصحابة حدثاء العهد بالكفر أن يجعلهم لهم شجرة ذات أنواط كالشجرة التي يعظمها الكفار .
لاحظ أخي [ عن أبي واقد الَّليثي قال: [ خرجنا مع رسول الله  إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر وللمشركين سِدرة يعكفون عليها وينوطون بها أسلحتهم يقال لها : ذات أنواط فقلنا يار سول الله اجعل لنا ذات أنواط ، كما لهم ذات أنواط فقال رسول الله  : ( الله أكبر إنها السُنَن قلتم ، والذي نفسي بيده كما قالت بنو اسرائيل لموسى : { اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة } تنبه أخي الكريم مشكوراً إلى عدة نقاط :
أولها : أنهم حدثاء عهد بكفر و المنتقل من الباطل الذي اعتاده قلبه ؛ لا يأمن أن يكون في قلبه بقية من تلك العبادة .
ثانيهما: فيه تشبيه لمقالة أصحابه  بمقالة بني اسرائيل لموسى ، بجامع أن كُلاً طلب أن يجعل له ما يألهه ويعبده من دون الله ، وإن اختلف اللفظان فالمعنى واحد . وفي هذا دلالة على أن اعتقاد ذلك شرك أكبر ، أما مقالة بني اسرائيل فواضحة ، وأما مقالة أصحابه فلتسويته  بين مقالتهم ومقالة بني اسرائيل مؤكداً ذلك بالقسم .
ففي الحديث تصريح بأنهم كانوا يريدون عبادته مع الله تعالى كما فعل قوم موسى.
فإنزال حديث أناس حدثاء عهد بكفر على أناس قد استقر في قلوبهم الإسلام أعوام مديدة في دول إسلامية عديدة خطأ بين وظلم لإخواننا المسلمين ولذا فإن من تقدم اسلامه من الصحابة لا يجهل هذا ، وكذلك قوم موسى فيهم سبعون رجل لا يجهلون أن ذلك أن ذلك من الكفر كما قال اصحاب التفاسير ومنهم . قال ابن جريج :كانت تلك الأصنام تماثيل بقر وذلك أول بيان قصة العجل .أنظر تفسير الرازي 138من الأعراف.وتفسير القرطبي نفس الآية .


مثاله (أن منافق كان يؤذي المؤمنين فقال أبو بكر قوموا بنا نستغيث برسول الله من هذا المنافق : فقال : (( إنه لا يستغاث بي وإنما يستغاث بالله )) هذا الحديث ضعيف ولكن على فرض ثبوته فيستفاد منه التالي:
1ـ أنه بقصد تعليم الصحابة حتى لا يغلوا فيه كغلوالنصارى في المسيح وغلوهم فيه هو عبادته واعتقاد كونه ولد لله وأنه إلهاً مع الله قال تعالى (( لقد كفر اللذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة )) فخشي الرسول صلى الله عليه وسلم أن يعبدوه وهم حدثاء عهد بكفر.وهو كقوله (( وإذا استعنت فاستعن بالله)) فلا يعني ذلك عدم جواز الأخذ بالأسباب وطلب العون من الناس ولا يعني عدم جواز الاستغاثة بالمخلوق.
2ـ أن في الحديث استغاثة بحي حاضر قادر صلى الله عليه وسلم ويلزم على هذا إجراء ذلك في الحي والميت.لأنهم استغاثوا به في حياته وحضوره فمادام أننا لا نقول بذلك لأنه بعيد فحمله على الميت أبعد عن الصواب فلم يبق إلا أن نقول : إنه خشي أن يظنوا أنه مستقل بالقدرة والتأثير فنهاهم أو أن من بينهم من هم حدثاء عهد بكفر فبين لهم حتى لا يفعلوا ما فعل قوم عيسى من غلوهم فيه وذلك بعبادتهم له عليه السلام.
نموذج أخر: حديث عبدالله ابن الشخير قال انطلقت في وفد بني عامر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقلنا : أنت سيدنا فقال (السيد الله تبارك وتعالى ) قلنا: وأعظمنا طولاً وأفضلنا فضلاً فقال ((قولوا بقولكم أو بعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان ))
فلاحظ أنهم حدثاء عهد بكفر أتوا لمبايعته على الإسلام .ولا حظ أنه خشي أن يستجرينهم الشيطان إلى شيء أعظم.
بينما تراه مع اصحابه اللذين رسخ الإسلام في أذهانهم مع الزمن يقولون له ما رواه الإمام أحمد وأبو داود والحاكم وصححه من حديث سهل بن حنيف رضي الله عنه أنه قال : "مررنا بسيل فدخلت فاغتسلت فيه، فخرجتُ محمولاً فَنَمى ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : مروا أبا ثابت يتعوذ . قال : فقلت يا سيدي والرقى الصالحة ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : "لا رقى إلا في نفس أو حمة أو لدغة" . وتسويد الرسول صلى الله عليه وسلم في الخطاب داخل ضمن عموم قول الله تعالى : (لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً) قال قتادة ـ كما في "تفسير ابن كثير": ـ "أمر الله أن يُهاب نبيُّه صلى الله عليه وسلم، وأن يُبَجَّل، وأن يُعَظَّم، وأن يُسًّود" .
فانظر إلى الفرق بين الموقفين موقف مع حدثاء عهد بكفر وموقف بعد استقرار الدين .
فالنتيجة تتلخص في الآتي:
1ـ أن كفار قريش غير موحدين لله في جميع الربوبية أي جميع أفعاله .
2ـأن كفار قريش وإن أقروا لله ببعض أفعاله لكن لم ينفوا وجود الشريك له بدليل قوله تعالى ((بل أتيناهم بالحق وإنهم لكاذبون 90 ما اتخذ الله من ولد وماكان معه من إله إذاً لذهب كل إله بماخلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون 91 عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون 92))
3ـ أن كفار قريش كانوا يعبدون الأصنام فدعاءهم لها وحجهم لها وصلاتهم كان بنية عبادتها كشركاء لله تعالى وفي ذلك ادلة كثيرة منهاقال تعالى ((قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلا نَفْعاً وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ فأخبر سبحانه وتعالى أنهم يعبدونهم من دون الله.
ومنها((﴿وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهَؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ  قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ﴾ فبين أنهم كانوا يعبدونهم .
وقال تعالى : ﴿ ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قل أتنبئون الله بما لايعلم في السماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون﴾ يونس 18 ففي الآية عدة أشياء متلازمة :
[أنهم يعبدونهم من دون الله ]،[ويكذبون على الله فيدعون أنهم شفعاء لهم عنده،] [ثم بين أنهم مشركون بالله ]فقال ((سبحانه وتعالى عما يشركون)) فهذه ثلاثة أشياء.
قال أهل التفسير ومنهم الإمام القرطبي ((قل أتنبئون الله بما لايعلم في السماوات ولا في الأرض)) أي أتخبرون الله أن له شريك في ملكه أو شفيع بغير إذنه والله لا يعلم لنفسه شريكا في السماوات ولا في الأرض لأنه لا شريك له فلذلك لا يعلمه. أ ـ هـ
إيقاظ : هذه الآية تساق في التدريس غالباً مجتزئة عن سياقها وسباقها فيورد منها ((وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ)) ولا يذكر ما قبل ذلك ولا ما بعده فتنبه أخي.
4ـ أن المسلمين اللذين يكفرهم ويظن بعض طلاب العلم والمشايخ أنهم مثل كفار قريش لايعبدون الأنبياء ولا الأولياء وإنما هو من باب الأخذ بالأسباب مع اعتقادهم أنهم غير مستقلين بشيء ولا شركاء لله سبحانه وتعالى ففارقوا أهل الإشراك في التالي :
1ـ إقرارهم وإيمانهم بأن الله لا إله غيره ولا رب سواه .فبيننا وبينهم حرمة لا إله إلا الله فأين أنت منها يوم القيامة .
2ـ أنهم لا يعبدون الأنبياء ولا الأولياء بخلاف المشركين فإن الله أخبرنا في كتابه وفي سنة رسوله أنهم يعبدون اصنامهم.
3ـ أن التوسل عندهم إنما هو من باب الأخذ بالأسباب كما تتوسل أنت بالعمل الصالح وكما يستغيث المسلم المضطر بالحي الحاضر القادر.وليس هذا بشرك ولا الأخر بشرك لأنه ليس فيه عبادة أصلاً ولا اعتقاد من المسلم أن هذا المستغاث به سواء كان حياً أو ميتاً مستقل بالأمر من دون الله ولا أنه شريك لله وإنما هو مجرد سبب.بخلاف المشركين فإنهم يعبدونهم ويعتقدون أنهم شركاء لله وهذا صريح في الآيات.
4ـ لا معنى لأن نجيز الاستغاثة بالحي الحاضر القادر ونجعل الاستغاثة بالميت شرك أكبر مخرج من الملة لأن الشرك هو الشرك سواء استغاث بالحي أو بالميت .
فإن كان في الحي من باب الأخذ بالسبب فقط فكذا في الميت .
أما لو اعتقد أنه معبود له أو أنه مستقل بذلك أو شريك لله فهو شرك أكبر سواء كان استغاثة بحي أم بميت.

يتبع إن شاء الله
  #6  
قديم 21-04-2006, 05:22 AM
محمدفاضل محمدفاضل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 95
إفتراضي

نقطة مهمة لابد من الكلام عنها : إن قال قائل إن كفار قريش واصحاب التوسل سواء في كونهم يعبدون غير الله وما كانت عبادة قريش لأصنامها إلا بدعاءهم و(الدعاء هو العبادة )كما قال النبي صلى الله عليه وسلم؟
الجواب: رغم أن ما مضى في البحث يكفي في ذلك ولكن طلباً للبيان فأقول ولاحول ولا قوة إلا بالله عليه توكلت وهو رب العرش العظيم : أن (الدعاء هو العبادة )كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم والدعاء عمل من أعمال التعبد يفتقر إلى النية وذلك
لقوله صلى الله عليه وسلم ((إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل أمرىء مانوى )) وأقرب لك الصورة أكثر بمثالين :
1ـ رجل مضطر قد حاصره العدو من كل مكان فاستغاث بحي حاضر قادر ينقذه منه وكان هذا الحي الحاضر القادر ولي من الأولياء فقال : يا فلان ادركني فكيف أعلم أن دعاءه هنا لهذا الولي يريد به دعاء عبادة أو وليس بعباده ؟الجواب أن مرد ذلك إلى نيته وقصده فإن كان يريد أن يعبد هذا الولي فهو مشرك وإن كان مراده أنه سبب لإنقاذه فقط والأمر لله وحده فهو جائز .
فتحصل عندنا نوعان من الدعاء :
أحدهما :دعاء بقصد العبادة فهذا لا يجوز إلا لله تعالى وحده كسائر العبادات .
ثانيهما: دعاء بدون قصد العبادة فهذا جائز لأنه ليس بعبادة أصلاً .فليس المراد أن كل دعاء هو عبادة بل قد يكون عبادة أو غير عبادة والضابط في ذلك هو النية .
أمثلة لبيان اختلاف الدعاء :
1ـ (( كهيعص ،ذكر رحمة ربك عبده زكريا إذ ناداربه نداءً خفيا ، قال ربي إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيباً ولم أكن بدعائك ربي شقيا .. ))
2ـ (وادعوا شهداءكم).
3ـ و قوله تعالى : (لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا)
4ـ ويأتي الدعاء بمعنى العبادة ((والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير)) أي والذين تعبدون من دونه ، وكقوله تعالى أيضا : (ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك) أي ولا تعبد من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك .
فاتضح بأن ليس كل دعاء عبادة فتنبه .


مسألة : فإن قلت بأن المتوسل ينادي الولي والنبي بتذلل وخضوع ؟
فجوابه بجوابين :

الأول: قد سبق ضابط تعرف به كون العمل يراد به عبادة أو غير عبادة ألا وهي النية،
والنية ايضاً تضبط كون العبادة لله أو يريد بها غير الله ،فماذكرت من تذلل وخضوع فهو عمل كسائر الأعمال يشترط له النية فإن نوى به العبادة فيشترط فيه أن يكون خالصاً لله فالنية يا أخي تميز العبادة عن غير العبادة وتميز كونها عبادة لله أو لغير الله .
ولذا فقد بخضع الإنسان ويتذلل لوالديه محبة وإجلالاً أو للرسول صلى الله عليه وسلم تعظيماً وإكراماً أو يخضع لعدو أو حاكم جائر ظالم فليس كل خضوع يكون عبادة .
وقد يخضع ويتذلل بنية عبادة ذلك المعبود فإما أن يكون تذلل وخضوع لله فهو حق أو يكون تذلل وخضوع عبادة لغير الله فهو شرك أكبر .
فالفرق هوبالنية لأنه عمل ظاهر ولكل إنسان مانوى .
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م