سقط الحجاب غداة يوم العيد
عن لون غدر في الخصام شديد
لم يعدموه صباح حج أكبر
إلا لفصل في الشقاق جديد!
لِمَ لم يتيحوا للحقيقة فسحة
كي تستبين لشاهد وشهيد؟
لِمَ بادروا في صفقة مشبوهة
توحي بعجز مسود وعبيد؟
تطوى صحائف من دسائس لم نزل
نشقى بها من كائد ومكيد
لِمَ لم يخوضوا في التفاصيل التي
لم تخل من وعد وطول وعيد؟
في كل واقعة سؤال شارد
يسقي الشهود مرارة التهديد
عمن يقيمون المبادئ سلعة
في السوق بين مزايد ومزيد
ويطوعون الحق ما شاءت لهم
أهواؤهم بقذائف وحديد
أنى اتجهت رأيت نفعاً حاضراً
في كل شأن للغزاة مفيد
ومن الليالي السود ألف رواية
تحكي عن التنصير والتهويد
يسعى بها الكيد الخفي لغاية
تهوي بهام في الثرى وبجيد
وتذيق من غصص الندامة أمة
تحظى بذكر في الزمان مجيد
يروي لها التاريخ أنصع سيرة
عن منهج بين الأنام رشيد
قمم يعانقها الضياء فتنتشي
شغفاً لإنجاز الهداة الصيد
ومواكب من صفوة البشر اجتبت
خلقاً إلى خلق أغر حميد
لكنها ألقت زمام قيادها
لمغامر صعب المراس عنيد
تلهو به أهواؤه وظنونه
عن أمر رشد في الحياة سديد
لم ينج من بيداء كالحة السرى
إلا استظل من السراب ببيد
يبني ويهدم ما بناه بطيشه
طيش على قلق أصم شديد
ويظل يقتحم الحياة مخاطراً
بتراثه من طارف وتليد
فتناوشته حبالهم وعصيهم
في وهم سحار ورجس مريد
لا يستقيم على سبيل واضح
يسمو به في سلم التوحيد
أو يرعوي في غيه عن باطل
يزري بعزم الفارس الصنديد
ولربما أحيا شعور كرامة
في أهله وسعى إلى التصعيد
وأتاح أبواب العلوم فأثمرت
جيلاً يتوق لمتعة التجديد
لكنه أرخى عنان خياله
في مسرح لم يخلو من تحديد
ورأى الإشارة فاستجاب لوحيها
من غير بينة ولا توكيد
فغدا رواق العلم أكثر جرأة
في منظر زاهي السمات فريد
وأقام للأنثى مكاناً بارزاً
في مسلك يفضي إلى التسديد
وتجاوز الممنوع في أوهامه
في خانة التأليب والتجنيد
فأغار من منحوه أوسمة الرضا
من بعد ما رفعوا عصا التأييد
يغزون بغداد العريقة جهرة
ما بين مستلب وبين طريد
وجرت دماء في العراق وقطعت
أوصاله في زحمة التنديد
واليوم يختم سر فصل غائر
بجريمة الإعدام صبح العيد
د.سعد عطية الغامدي