كأني بالظمأقدري
أكلما قلتُ هذي غيمة المطر
.............حالت سراباً كأنّي بالظّما قدري
وأعقبتها سموم البين حاقنةً
..............في الجلد والقلبِ أصنافا من الأبرِ
فها هُنا وطنٌ عنوانه رحلوا
....................وها هنا خيمةٌ عنوانُها وصلوا
بالله لا تصِلِيني يا مُؤَرِّقَتي
................مَوْتي بهجرِكِ أحنى من لظى سقرِ
هذا الذي شبّ من شعبٍ غدا ثَمِلاً
....................بالذلّ ينشده لحناً على وترِ
ترى سفارةَ إسرائيلَ خافقةً
...............أعلامُها فوق أرضِ العُرْبِ من مُضَرِ
كأنّما طمسَ الأَبصارَ خالقُها
................فليس فيها ولو شيءٌ من الشّزَرِ
أكلّما همَ مزروعٌ بثورته
.................قاد الجماهير بالتهريج كالبقرِ
ألا ترى ثورةً كوهين قائدها
.................شعارُها كان من بحرٍ إلى نَهَرِ
وبعد نهرِ دماء الشعبِ قيلَ لهُ
..................صارت مقاييسُها للأرضِ بالشّبِرِ
وبعد حيفا ويافا قالَ قائلهم
..................لا لم نفرّطْ بشيءٍ عندَ مؤتَمَرِ
نعلَ الحذاءِ الذي شارونُ يلبسُهُ
.................يحميه من عثراتِ الدربِ والخطرِ
ضجّت معاجمُ حرف الضادِ ما وسعتْ
.................وقاحةً عندكم فاقت مدى النظرِ
فيا جواسيس إسرائيلَ ويلكمُ
..................أبيعُ حيفا ويافا غاية الظّفرِ
(وما البديلُ لنا؟) أضحى شعارُكمُ
.............موتانِ: سحلٌ لكم أو مونُ منتحرِ
- - - - -
يفتي بأنّ من التطبيعِ موبقةً
.................من ذنبُ صلحٍ لديهم جِدّ مغتَفَرِ
هم العدوّ وإن طالت زوائدهم
.................خَلْقاً وزيّـا فكلّ الأمرِ بالدّلَرِ
- - - - -
يا أمّةً لطّخ الحكّامُ سمعتها
...............ألستِ تصحين ؟ أنت اليوم في خطرِ
هذي الحدود التي سَيْكيسُ أنشاها
..............أقفالُ تجزئةٍ يا أمّةُ انفجري
كوني براكين باسم الله هادرةً
.............جُبّي الطواغيت لا تبقي ولا تذري
كم مرّغوك وباسم الله كم فجروا
..............يفتي فجورهمُ شيخٌ من الغَفَرِ
أستغفر الفكرَ ما تحتاجًُ أمّتنا
...............سوء مئينَ لهم وعيٌ ذوي فِكَرِ
إن الحماسةَ بل والدينَ ما فَتِئا
.............بدونِ فكرٍ مطيا كلِّ مؤْتَمِرِ
هي الخلافةُ أصلٌ من عقيدتنا
...............حبلٌ من الله يهدينا إلى الظّفَرِ
|