أراد تكحيلها ففقأ عينها
روت جدتي عن جدتها، عن عمتها، عن ضرتها الثانية قالت: كانت تعيش في قريتنا امرأة ترملت في مقتبل العمر، وبحكم التقاليد عافت الزواج ثانية لتربي ابنها اليتيم. الذي كبر وصار فتىً قوياً، اشتغل راعياً لقطيع القرية لسنوات. في نهاية كل موسم يدفع له أصحاب المواشي عدداً من النعاج، بموجب اتفاق مسبق وحسب تعداد قطيع كل منهم حتى صار أحد ملاكي أكبر قطعان القرية. تحسنت أحواله المادية وبنى داراً تنقصها فقط عروس، لكن بنات القرية يرفضنه .. الراعي ابن الأرملة!
نصحته أمه الداهية بأن يصنع عملاً مثيراً يجلب انتباه سكان القرية إليه ليتحدثون عنه في مجالسهم، وقتها ستتمناه كل الفتيات. قرر العمل بنصيحة أمه، فذهب إلى النبع الذي تشرب منه القرية وتسقي مواشيها وسلح مفرغاً بطنه على مصطبة النبع، فذاع صيت ابن الأرملة، وسمعت بحادثته حتى بنات القرى المجاورة.
وسيلة صاحبنا هذه… يمكنني تشبيهها بما روته جدة جارتنا نقلاً عن زوجة عمها التي ذكرت سبب تسمية أمها بالعوراء. قيل أنه بالرغم من جمالها وحسنها الطبيعي أرادت أمها مبالغة بدهنها بالعطور والمضمخات التجميلية كي تبدو ابنتها في غاية الجمال يوم خطوبتها لتبهر العريس المرشح ومن معه، لكن من شدة فرحها بالمناسبة كانت مرتبكة ويداها ترتعشان فبدل أن تكحلها فقأت عينها.
|