الميكافيلية .. أو النظرية التي تقول ( أن الغاية تبرر الوسيلة ) !! او الجوع .. و الحاجة الى المال يبرران السرقة .
النفاق والتزلف تبررهما الرغبة في التقرب من أجل مصلحة خاصة
الإختلاف في الرأي مبرر للإضطهاد .. بل لما هو أبعد من الإضطهاد
الإختلاق المشين لسمة الغير تبرره المنافسة ..
بهذه الصورة المعتمة طرح ميكافيللي نظريته .. منطلقا من واقع منحرف أثبتته وقائع البشر في تعاملهم وصراعاتهم من منطلق إثبات الهدف حتى لو كان غير شريف بكل الأساليب والطرق الموصلة إليه والمحققة لأغراضه .
ولو أننا سلمنا بهذا الواقع الميكافيللي لكان معنى هذاان هنالك قفزات بالمجتمع الانساني من مجتمع تحكمه الضوابط .. والقوانين العادلة .. الى عالم آخر تسوده شريعة الغاب .. وشريعة الذئاب
" الميكافيلية" بكل المقاييس والأحكام خطوة إنتحارية إنهزامية إلى الوراء .. توثق العقل .. وتطلق العاطفة محررة من كل قيد لتلعب لعبتها على حساب الضوابط الأخلاقية للمجتمع .. وهذا يعني أن لاشئ في مسارها يمكن إيقافه .
ولاأعلم هل وجه النصيحة لك بشكل جيد ام لم يوجهها !!
لذلك فنصيحتي لك كمستشارة (إن رأيت أن لي رأيا صائبا ) هي كالتالي :
قراءة كتاب ( الأمير) لميكافيللي تتطلب منا أن نقرأه قراءة نقدية وتحليلية للأوضاع القائمة حاليا .. وأن لاتكون قراءتنا له قراءة إعجاب باعتبار أن ماكتبه من نظريات وفلسفات أمورا شرعية.. إضافة الى كتابه الآخر( فن الحرب ) والذي يعتبر جزء تكميلي لنظرياته وآراءه .. وهي الآراء التي يعتبرها الغرب منهجا لهم ومبررا لكل طغيانهم .
يجب أن تعرف ان هذا الكتاب كان منهجا لطغاة الغرب فهو موضوع رسالة الدكتوراة لموسوليني .. وكان هتلر يطلع على الكتاب بصفة شبه يومية وكان منهجا لكلا من لينين وستالين ..وفي عالمنا المعاصر تجد ان رؤساء أمريكا يطبقون منهجية الأفكار التي طرحها ميكافيللي حيث تؤكد على ضرورة ان تكون الغاية هي المحور لجميع سياساتهم ..بينما تجد الوسائل المؤدية إلى الغاية هذه غير مباحة وعدم إهتمامهم بشرعيتها وقبول العقل والمنطق لها .. بل أنهم يمارسون القوة والغطرسة والتحايل والمكر ، لأنها تساعد على تحقيقهم للمكاسب .
الم تسمع كلمة وزير خارجية سوريا اليوم في الامم المتحدة وهو يقول في كلمته عن امريكا انهاسياستها تمشي وفق القاعدة البغيضة ( الغاية تبرر الوسيلة )