مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 06-04-2003, 02:58 AM
القوس القوس غير متصل
وما رميت إذ رميت
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2002
المشاركات: 2,350
إفتراضي ينتصر الله للطيب ضد الخبيث، فأين الطيب؟!

خطبة الجمعة 23/10/1423 هـ الموافق 27/12/2002م


ينتصر الله للطيب ضد الخبيث، فأين الطيب؟!

الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده، ياربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك، سبحانك اللهم لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وصفيه وخليله، خير نبيٍ أرسله، أرسله الله إلى العالم كله بشيراً ونذيراً، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد؛ صلاة وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين، وأوصيكم ـ أيها المسلمون ـ ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى.

أما بعد، فيا عباد الله:

كنت الساعةَ أتأمل في قول الله سبحانه وتعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فسَيُنْفِقُونَها ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ} [الأنفال: 8/36].

تأمَّلْتُ في هذا الكلام الرباني فرأيت في تضاعيفه بشرى، وأَيَّ بُشرى، عظيمة تنطق بحال المسلمين اليوم وتنطق بمآل أعدائهم الذين يتربصون الدوائر. ها هم الكفرة الفجرة الطغاة، الذين أعلنوا الحرب على دبن الله سبحانه وتعالى، يَرْصُدون الأموال الطائلة ليصدوا المسلمين عن التعامل مع دينهم وعن الإقبال إلى ربهم. وليصدوا عن سبيل الله سبحانه وتعالى. ما لا يَقِلّ عن مئتي مليار رُصِد لهذه الحرب التي تهدف إلى اجتثاث شأفة الإسلام في ديار الإسلام. وها هو بيان الله عز وجل يُبَشِّر بأنهم سينفقون هذه الأموال ثم إنها ستكون حسرة عليهم، ستذهب وستتبدَّد هذه الأموال، ثم يُغْلَبون. ثم إنهم يوم القيامة إلى جهنم يُحشرون أيضاً.

ولكني تابعت فقرأت الآية التي تليها، وهي قول الله سبحانه: {لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ} [الأنفال: 8/37]. إذن هنالك خبيث وهنالك طيب، وحديث البيان الإلهي إنما يتضمن انتصار الله سبحانه وتعالى للطيب ضد الخبيث الذي يتربص به. وما الطيب إلا الجماعة المؤمنة بربها التي صدقت ما عاهدت الله سبحانه وتعالى عليه؛ اتجهت بصدق إلى مولاها وخالقها في باطنها وظاهرها. تَوَلَّتِ الله سبحانه وتعالى واتخذته من دون الناس جميعاً ولياً لها. خضعت لسلطان الله عز وجل فيما أمر، وخضعت لسلطان الله سبحانه وتعالى في الانتهاء عما نهى. واعتزت بدين الله، ورفعت رأسها به عالياً. تلك هي الجماعة التي وَسَمَها بيان الله سبحانه وتعالى بالطيب، وما الخبيث إلا أمم البغي والطغيان؛ تلك التي استكبرت على الله عز وجل، وتلك التي ناصبت عباد الله المؤمنين العداء.

إذن فالآية تتحدث عن الحال التي يتلاقى فيها خبيث مع طيب، لابدَّ أن يغار الله سبحانه وتعالى على دينه، وعلى حرماته، ولابدَّ أن يحمي الطيب، وأن يركم الخبيث بعضه على بعض - كما قال - فيجعله في جهنم بعد أن يبوء بالخسران، وبعد أن يبوء بالاضمحلال، وبعد أن يبوء بالذل والهوان في دار الدنيا.

وقفت عند هذا البيان الآخر أتأمل، أين هو الطيب في مجتمعاتنا التي يتربصُ بها الخبيث؟ بيان الله عز وجل يتحدث عن حال يتلاقى فيها الطيب مع الخبيث؛ ليميز الله الخبيث عن الطيب ويجعل الخبث بعضه على بعض فيركمه جميعاً فيجعله في جهنم. تساءلت: أين هو الطَّيِّب؟ وأين يتجلى الطِّيْب في مجتمعاتنا العربية والإسلامية كلها؟

نظرتُ كما ينظر أيُّ إنسان آخر إلى واقع الأمة الإسلامية اليوم، فلم أجد إلا جماعات تُشِيْحُ بوجهها عن هدي الله عز وجل وسلطانه وأمره، وتتجه بالولاء ظاهراً وباطناً أم باطناً لا ظاهراً، تتجه بالولاء إلى هذا الخبيث، إلى أعداء الله سبحانه وتعالى. تأملت في جمهرة المسلمين وحالهم؛ وإذا هم يتقدمون بالولاء إلى الخبيث الذي يتهدَّدُه الله عز وجل بالخسران بدلاً من أن يتجهوا بالولاء إلى مولاهم وخالقهم الأوحد سبحانه وتعالى. يعلن الخبيث حربه اللاهبة ضد وجود الإسلام والمسلمين مُقَنَّعاً بالأسباب الشكلية التي يتحدث عنها؛ وأنظرُ إلى جمهرة المسلمين وإذا بهم يُقَدِّمون لهذا الخبيث الأرض ليستخدمها لعدوانه. يُقَدِّمون له المال ليستخدموه لعدوانه. يتسابقون ليقدِّموا إليه الإمكانات؛ في سبيل أن يَشُنَّ الخبيث حرباً على جيرانهم، على إخوانهم، ومن ثم ليجتث هذا الخبيث شأفة الكل، وليقضي على المسلمين جميعاً، وليتحقق حلم الصهيونية الذي كان إلى الأمس القريب سراً وغدا اليوم أمراً مُعْلَناً مفضوحاً.

تساءلت: أين هو الطيب الذي سينتصر له الله سبحانه وتعالى كما قال في محكم تبيانه؟ وبحثتُ فلم أجد إلا قلة من الأفراد مبعثَرين هنا وهناك يوجد منهم في كل صُقْع، والأرض لا تخلو من الطِّيب وأهله، ولله الحمد. ولكن أنظر إلى الكثرة الكاثرة، أنظر إلى الجمهرة الكبرى، انظر إلى القادة، فلا أجد إلا خبيثاً أو تابعاً لخبيث، لا أجد إلا خبيثاً أو ذيلاً لخبيث.

وأعود إلى بيان الله عز وجل فأجدني غريباً عنه، بل أجد مجتمعاتنا اليوم غريبة عنه {لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ}
[الأنفال: 8/37]. عندما تكون حال هذه الأمة كما قد وصفت لكم، ولَتَمَنَّيْتُ أن لو كنتُ مخطئاً أو مبالغاً. عندما تكون الجمهرة الكبرى من المسلمين في بلاد الإسلام على اختلافها ذيولاً تَبّعاً لهذا العدو المتربص. عندما تشيح هذه الجماهير بوجهها عن الولاء لله، عن الإقبال على الله، عن الاستجابة لأمر الله سبحانه وتعالى؛ ثم تَمُدّ ولاءها إلى العدو الذي نعته الله عز وجل بالخُبْث، كيف يكون حال هذه الأمة؟ وأين هو الخبيث من الطيب حتى يُمَيِّز الله عز وجل هذا عن ذاك أيها الإخوة؟

لا أريد أن أفتح ملف الحديث التفصيلي الذي يبرهن على تَبَرُّم الأمة الإسلامية من إسلامها، وعلى إعراضها عن دينها، وعلى تَعَلُّقِها بما يسمى الحداثة، وعلى تعلقها بما يتباهى به العدو الذي يخطط لحربنا. لا أريد أن أفيض الحديث في الأدلة التفصيلية التي يقرؤها كل منكم ولا يحتاج أيٌّ منكم إلى تذكرة لها أو بيان للبرهان أو البراهين عليها.

لذا أعود فأقول: ماذا عسى أن تصنع القلة التي لا تزال على العهد، والتي لا تزال تعتز بولائها لمولاها وخالقها سبحانه وتعالى؟ إذا كانت هذه القلة قد غدت غريبة في أرضها الإسلامية، إذا كانت غدت غريبة بين مجتمعاتها الإسلامية، إذا كانت غدت كالتِّبْر النادر بين التراب الأغبر. ماذا عسى أن تصنع القلة؟ وقد علمتم أن المصطفى صلى الله عليه وسلم قال لزينب رضي الله عنها أم المؤمنين؛ أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: ((نعم إذا كَثُر الخبث)). وها هو ذا الخبث قد كَثُر، وكما قلت لكم لستُ بمعرض الدليل على هذا الذي أقول، فكلكم يعلم الدليل. الإسلام في المجتمعات الإسلامية غدا في حقيقته غريباً. والارتباط بالإسلام غدا شارة يُرَدِّدها لسان أو تُعَلَّق على صدر، أو مظهراً من المظاهر التي تنطق بانتساب، تدل على انتماء تاريخي. هذا هو واقع المسلمين اليوم أيها الإخوة.

وأنظرُ إلى العدو الكافر الذي تَوَعَّده الله عز وجل بما قلت، انظر إليهم وإذا بهم ينقادون لهذا الكيد الذي يخططون له بدافع ديني، بدافع من باطل دينهم، بتنبؤات دينية - لا أقول يحلمون بها - بل يستيقنون بها. وأنظر إلى المسلمين الذين يعتزون بالحق والذين تَوَّج الله عز وجل حياتهم بدين ينهض على دعائم العلم ليست فيه شائبة خرافة، ليست فيه شائبة دَجَل، انظر إليهم وإذا هم مُعْرِضُون عن هذا الدين. إن تحركوا فيتحركون بعيداً عن وحي هذا الدين، بعيداً عما يمليه عليهم هذا الدين. حتى ولو أحبوا أن يرتبطوا به فإنهم يخجلون أن يعلنوا عن تحركهم باسمه، وعن توجهاتهم بوحي منه، وهذا شيء تعرفونه جيداً.

في أمريكا في كل يوم ترتبط هذه الخِطة التي تُطْبَخ - ولعلها نضجت اليوم - ترتبط برُؤىً دينية، بأحلام وتنبؤات دينية التقى فيها اليهودي مع المسيحي، إذا تَهَوَّد المسيحي واختلط الحابل بالنابل بينهما. فهذه الخِطة التي يتربص بها عدوُّ الله بنا إنما تتحقق فوق نار من الرُّؤى الدينية، وتسير قُدُماً بدافع من معتقدات خرافية دينية. ونحن المسلمين، الذين نعلم أن ديننا ينهض على الحقائق مُبَرَّأة عن الباطل وشوائبه، بعيدون عن ديننا. إن تكلمنا نحاول أن نُصَفِّي كلامنا عن الوحي الديني. وإن قَرَّرنا نحاول أن نُصَفِّي قراراتنا عما يمكن أن يَشَمَّه العدو من ارتباطات بالدين. ألا ترون إلى مصداق ما أقول؟

كيف يمكن - أيها الإخوة - أن نعود فنستبشر بهذا البيان الإلهي الذي يقول: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فسَيُنْفِقُونَها ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ} [الأنفال: 8/36]؟ لابدُ في الساحة من غالب ومغلوب. أين هو الغالب الطيب؟ مفقود. ومن ثم ففيمَ ينتصر الله سبحانه وتعالى للوهم من العدو؟ أين هو الطيب؟ إنه وَهْمٌ غير موجود. هذه الحقيقة - أيها الإخوة - وَدِدْت لو أن المسلمين قادة وشعوباً تَمَثَّلوها، استيقظت عقولهم لها.

أيها الإخوة! خَاطِرٌ عَنَّ في بالي أن أتوجه بحديث إلى حاكم بغداد، أُذَكِّرُه بهذه الحقيقة، أطلب منه أن يعود فيصطلح مع ربه من جديد، وأن يتقدم بباطنه قبل ظاهره بولاء لله سبحانه وتعالى حقيقي، وأن يتجلبب بجلبات العبودية الحقة لله سبحانه وتعالى، يقيناً واعتقاداً في قلبه، وسلوكاً وتطبيقاً في حياته، ثم يدعو بطانته وشعبه إلى هذا القرار ويستعلنها فوق هذه الأرض؛ فوق أرضه الإسلامية التي كم وكم مَجَّدَها التاريخ. وأنا الضامن، وأنا الضامن فوق هذا المكان أن يحقق الله سبحانه وتعالى له النصر المؤزَّر، وأن يتجسد هذا النصر بكلام الله القائل: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فسَيُنْفِقُونَها ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ} [الأنفال: 8/36].

لا أعني بالتوجه إلى الله: المظاهر. لا أعني بالتوجه إلى الله: الكلمات النورانية البليغة التي تُلقى في المناسبات والحفلات والمواسم الدينية التي تَمُر. لا لا. لا أعني بالارتباط الديني: الأُطُر والمظاهر، فهذه الأُطُر موجودة وكم وكم شبعنا منها. وإن هذه الأُطر التي نتقلب اليوم فيها لتدل على النفاق أكثر من أن تدل على الارتباط الحقيقي بدين الله سبحانه وتعالى. إنما أقصِد: الرجوع الحقيقي إلى الله بالقلب ثم باللسان ثم بالسلوك. أَقْصِد بالرجوع: الوازع الذي ينبغي أن يستيقظ في كيان القادة، ثم ينبغي أن يقود القادة إلى سَوْقِ شعوبهم وبطاناتهم إلى دين الله سبحانه وتعالى مُعْتَزِّين بحقائقه. معتزين بمبادئه في كل المرافق وعلى كل المستويات، في المعسكرات، في أندية الموظفين، وفي مرافق الحكام، وفي الأسواق، وفي سائر الأحوال والظروف والتقلبات. تماماً كما كان المسلمون من قبل. وَدِدْت لو أني توجهت بتذكرة إلى حاكم بغداد لعله يستيقظ. ولعله يُنَفِّذ. وإذن لعل تنفيذه تكون تذكرة للأمة الإسلامية التي من حوله. ولعلها تكون أسباب يقظة لسائر المسلمين الذين رقدوا رَقْدَة الموت، ونَسُوا قول الله سبحانه: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ} [البقرة: 2/257].

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يوقظ أمتنا الإسلامية إلى الاصطلاح مع الله من جديد، وأن يجعل من هذه الأمة التي تدنو إلينا ثم تدنو إلينا لتأخذ منا بالخِنَاق، أسأل الله عز وجل أن يجعل منها عصا تأديب نجد ثمراته رجوعاً إلى الله، وصدقاً مع الله، وإقبالاً إلى الله سبحانه وتعالى.

أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم.
__________________
وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) (المائدة:83)



  #2  
قديم 06-04-2003, 02:59 AM
القوس القوس غير متصل
وما رميت إذ رميت
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2002
المشاركات: 2,350
إفتراضي

دعاء الخطبة الثانية:

اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، وألِّف بين قلوبهم يارب العالمين.

اللهم ارحم أمة سيدنا محمد، اللهم أصلح أمة سيدنا محمد، اللهم انصر أمة سيدنا محمد، اللهم فرج عن أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فَرَجاً قريباً.

اللهم إنك تعلم أن طغاة أمريكا قد أقبلوا بخيلائهم وكبريائهم وطغيانهم يَتَحدَّون دينك، يعلنون الحرب على إسلامك وقرآنك، اللهم فأَحْنِهم الغداة يارب العالمين، اللهم أهلكهم يا رب العالمين، اللهم اِبعث عليهم جنداً من جنودك يجعلهم أثراً بعد عين يا مولانا يا رب العالمين.

نسألك اللهم بغيرتك على دينك، نسألك اللهم بعبادك الشُّعْث الغُبْر الذين لو أقسم عليك أحد منهم لأبررت قَسَمه، نسألك اللهم بالبقية الباقية من عبادك الصالحين الذين لا يزالون على العهد يا رب العالمين أن تحطم شوكة هؤلاء الطغاة من أعدائك.

اللهم إن الكبرياء كبرياؤك، وإنك تعلم أنهم ينازعون اليوم كبرياءَك. اللهم يا من أهلك عاداً الأولى، اللهم يا من أهلك قارون، اللهم يا من أهلك النمرود، اللهم يا من أهلك فرعون، اللهم يا من أهلك أصحاب الفيل وجعل كيدهم في تضليل، أَهْلِكِ اللهم اليوم أعداء دينك فإنهم ليسوا خيراً من أولئك الذين أهلكتهم بالأمس، يا ذا الجلال والإكرام يا ذا الطَّوْل والإنعام.

اللهم إنا لا نملك إلا ذلك عبوديتنا لك، ولا نملك إلا عظيم افتقارنا إليك، نطرق باب رحمتك، باب استجابتك بذلنا هذا فنسال اللهم أن تفتح لنا باب رحمتك، اللهم يا جبار السماوات والأرض أَرِهم جبروتك بإهلاكهم يا ذا الجلال والإكرام، أَرْسلِ عليهم جنداً من جنودك يا ذا الجلال والإكرام، ياذا الطَّوْل والإنعام.

اللهم إنا عبيدك وأنت الذي وعدت عبادك المؤمنين بالاستجابة، أنت القائل: {وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدّاعِ إِذا دَعانِ} [البقرة: 2/186] ونحن عبادك المؤمنون بك، نسألك اللهم يا ذا الجلال والإكرام بأنك مولانا القريب غيرُ البعيد، الذي يعلم السر وأخفى، الذي يعلم ما نُعلن وما نُخْفِي، الإله الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، استجب اللهم دعاءنا، حطِّم اللهم شوكة الطغاة من عبادك الذين أعلنوا الحرب على إسلامك وقرآنك يا رب العالمين، واشف اللهم بذلك صدور قوم مؤمنين.

هَبِ اللهم طالحنا وإن كانوا كُثُراً بصالحينا وإن كانوا قلة، يا من هو الغني عنا ونحن الفقراء إليه.

اللهم استجب..

اللهم إنا نسألك بحبك لعبادك الصالحين وحبهم لك أن تستجيب دعاءنا، وألا تردنا الساعة عن بابك خائبين، يا من يسمع نجوانا، يا من يرى نبضات قلوبنا، لا تردنا الساعة عن بابك خائبين يا رب العالمين.

اللهم صلِّ على سيدنا محمد النبي الأمي الحبيب العالي القدر العظيم الجاه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
__________________
وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) (المائدة:83)



 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م