" فـين يـكثروا فـين يـخسروا "
			 
			 
			
		
		
		
		السياسة في بلادي كريمة خصبة معطاء ، أكثر من حقول الخشخاش في تورا بورا ، لذلك فهي تحتاج "خميسة" أو "حجاب" على عنقها ، يحفظها من العين الحاسدة ( إن كان لها عنق طبعا ) ..  
 
في وقت قريب سنحتاج إلى إجراء احصاء وطني حتى نعرف العدد الحقيقي للاحزاب ، و ربما سنتبنى التقريب فقط ، فنقول ان عدد الاحزاب في المغرب "يتراوح" ما بين (رقم كذا) و (رقم كذا) .  
 
الاحزاب في المغرب أكثر من فرق كرة القدم في البطولة الاولى ، لذلك دوري واحد لا يكفيها ، لابد من بطولة للقسم الاول ، و أخرى للقسم الثاني ، و أخرى للهواة ، لابد من ارضاء الجميع .  
 
لو طرح سؤال لامتحان التلاميذ أو الطلبة ، حول عدد الاحزاب في المغرب ، لن ينجح أحد ، ربما تنتبه وزارة التعليم إلى هذا الامر فتدرج السؤال لتحد من جيش حملة الشهادات العاطلين ، و تتوقف اضراباتهم المحرجة أمام البرلمان .  
 
ثلاثون حزبا في المغرب ، و ربما أكثر ، بمعدل حزب لكل مليون مواطن ، نحتاج جهدا أكبر حتى يصبح لكل مواطن حزبا ، لابد من تيسير شروط انشاء المقاولات الحزبية ، الصغيرة و المتوسطة و الكبرى ايضا ، لربح هذا الرهان في افق سنة 2010 ، مثلما سنربح رهان الطفرة السياحية و نستقبل في أفق 2010 عشرة مليون سائح ، رقم لا يمكن أن تتنبأ به سوى عرافة مرتشية . 
 
أحد الاصدقاء الظرفاء قال أن تناسل الاحزاب ليس الا نتيجة للغيرة ، الولد يقول لأبيه ان والد زميله في المدرسة أسس حزبا ، يبكي فيرضيه أبوه بكتابة طلب الى وزير الداخلية للترخيص له بالتأسيس .و قد تطلب الزوجة من بعلها تأسيس حزب ، و تصر على اقناعه بأن جارتها ، زوجة رئيس حزب ، ليست أحسن منها . 
لن يستدعي ذلك جهدا كبيرا ، يكفي الطرق على ابواب الجيران و طلب الانضمام الى لائحة المؤسسين ممن يفتح الباب . 
 
مجتهد آخر قال إن الزوجة التي ألفت انجاب الاناث يغريها زوجها و هي في فترة الحمل بتأسيس حزب ان هي انجبت ذكرا ، فيفعل ذلك بمجرد أن تخبره القابلة بالمولود الذكر .. 
 
قد يكون تأسيس حزب هدية تقدم في عيد الميلاد أيضا ، أو يقول الاب لابنته : إذا نجحت بمعدل جيد سأجعلك ابنة رئيس حزب سياسي . 
 
ليس الامر في غاية السوء كما يظن البعض ، قد يكون للاحزاب الفضل في جلب الاستثمار ، سيأتي الينا المستثمرون السياسيون من بلدان الحزب الوحيد حتى يفرغوا كبتهم السياسي ( ليست هذه الحالة الوحيدة التي يأتي فيها أصحاب الزيروات ) . 
 
سينتعش سوق العقارات ، و سيستفيذ أصحابها لأن أثمان كراء المقرات الحزبية سترتفع بفعل وفرة الطلب ، لكن سنحتاج الى "رموز" أخرى لتغطية احتياجات كل الاحزاب ، الكلب و القرد و الحمار تليق كرموز . في الانتخابات المقبلة سيكون عدد المترشحين أكبر من عدد المصوتين . 
 
لو كانت الدولة تمنح مناصب الشغل للعاطلين بمثل هذه البساطة التي تمنح بها تراخيص انشاء الاحزاب لكان المغرب جنة الدنيا ، لكن الواقع أن الحصول على نسخة من شهادة عقد الازدياء أصعب من تأسيس حزب . 
 
إذا ارادت الدولة الحد من توالد الاحزاب لها طريقة واحدة فقط ، هي أن تفرض عليها ضرائب . 
لا فرق بين مقاولة للنسيج و أخرى للسياسة . 
 
ثلاثون حزبا لا تكفي .. مزيدا من الاحزاب من فضلكم .. 
 
و صدق من قال : " فين يكثروا فين يخسروا " 
		
	
		
		
		
		
			
				__________________ 
				حـسـب الـواجـد إفـراد الـواحـد لـه ... 
حـسـب الـعاشـق تـلـمـيـح الـمـعـشـوق دلالا ... 
و أنـا حـسـبـي انـي ولـدتـنـي كـل نـسـاء الأرض و أن امـرأتـي لا تـلـد ... 
			 
		
		
		
		
	
		
			
			
			
			
			
			
			
		 
		
	
	
	 |