شعر  : الشّوارع الخلفيّة...
			 
			 
			
		
		
		
		
الشوارع الخلفيّة 
 
 
 
مشيت في الشّوارع الخلفيّةْ 
بحثت عن دفاتري 
و عن بطاقة الهويةْ 
فما وجدت غير صفحة قديمةْ 
تعانق السّرابْ 
 تغازل القضيّة.ْ.. 
و بين كومة الدّمار و الخرابْ  
بحثت عن طفولتي  
و لعبة جديدة لطفلتي الصّبيّةْ 
فما وجدت غيرزهرة  
تطلّ من رفاة مزهريّةْ... 
و قال لي السّجّان في" شهامة الصّقورْ ": 
الأرض لي  
و الماء تحت الأرض لي 
و الطّير في السّماء لي 
و النّجمة السّنيّةْ... 
و دونك العراء و السّماءْ 
فارتع كما تشاءْ 
 و دونك السّلام و الأمانُ  
و الأخوّة ْ 
و دونك التّراب و الخرابْ 
فكل من الثمار ما تشاءْ 
لذيذة جنيّةْ... 
و خلفك الجدارْ 
يحميك من غوائل المنيّةْ... 
مشيت في شوارع الغضب 
و سرت ألعن الجرائد القديمةْ 
و ألعن الكتبْ 
و أقرأ الوجوه في مدينتي 
أخاطب الصّغير و الكبيرْ   
أخاطب الغنيّ و الفقير ْ 
أخاطب الأمير و الوزيرْ: 
سلمت يا أخا العرب 
أما انتهت مجالس الطّرب ْ   
من يخرج الشّيطان من مدينتي ؟ 
من يرجع السّلام و الأمان ؟ 
من يطفأ اللّهب؟ 
فصاح فيّ قائل: 
سلمت يا أخا العربْ 
دع الهراء و السّرابْ 
و دعك من سفاسف الخطبْ 
و هاك  كأس مذهب  
يزيل عن دماغك التّعبْ 
أو...خذ فذي لفافة  
تريك إن أخذتها " مسلسلا " عجبْ 
و سر معي  
ففي الجوار سهرة تفيض بالطّربْ... 
فقلت في قرارتي: 
" تبّت يدا أبي لهبْ " 
يا أمّة العرب... 
يا أمّة عجبْ 
 
محمد الصالح الغريسي 
 14/08/2004  
		
	
		
		
		
		
			
				__________________ 
				يا تونس الخضراء جئتك عاشقا 
................و على جبيني وردة و كتاب.
			 
		
		
		
		
	
		
		
	
	
	 |