فى صالة الانتظار
وسط ضجيج المكان وخلال انفلات الزمان فى بهو رخامى كبير واسع يمتلىء بالناس والحقائب والأمتعة و قسمات حزن تعلو وجوه المغادرين وبسمات فرح تنطلق من وجوه القادمين شعور مختلط ومتشعب ومتلاحق حتى أنك لا تستطيع السيطرة على احساس داخلى جديد أهو فرح ؟؟ أهو حزن ؟؟ أهو وجوم ودهشة ؟؟!!!! كل ذلك كان يجتاح دواخلى وأنا أكتنف أقصى الصالة و أدفن يدى فى جيوبى وأقبع بلا حياة منتظرا صوت ينبعث من المايكرفون معلنا ميعاد طائرتى تختلط بداخلى هواجس غريبة وذكريات قديمة لا أعرف سببا لتذكرى اياها الأن وأنا بين الخروج والموت ان جاز التعبير .... كل مالدى حقيبة صغيرة وجريدة لا أعرف حتى اسمها لا أشعر بشىء الا طعم المرارة يجتاح حلقى ولسانى ويعلن الصوت رقم رحلة واتجاهها لترى سرب من البشر يهيم على وجهة متوجها لباب فى زاوية الصالة ثم لا يعودون سرب تلو سرب حتى خلت الصالة الا من مجموعة شباب مجتمعين فى كتلة واحدة ثم كثير من المقاعد الخاوية وممر طويل ثم أنا قابع وحدى ...لدى احساس بالبرد والثلج يدخل لجسدى وبدأت أفرك يدى مستشعرا بعضا من الحرارة ....واذا بامرأة تدخل مسرعة تجر حقيبة ذات عجلات وتسألنى فى توتر واضح وارتباك مقلق هل نادوا على رحلة رقم 774 طائرة أبو ظبى فأومئت مسرعا لا ليس بعد ... بقى 15 دقيقة واذا بها تتنفس مستريحة تقول فقط .... شكرا وبدأت تلملم شعث حقيبتها وملابسها وجلست بجانبى وبدأت أنا أشعر أن هذا الوجه ليس بغريب متحسسا فى ذاكرتى المتشعبة وتقترب الصورة ويقترب الحدث وتتجمع المشاهد والصور !!!!!!!! نعم هى هى رغم كل هذه الملابس الفاخرة رغم تلك البحة الجديدة فى صوتها رغم مظاهر النضوج والسمات المرأة الا اننى أرى خلف الايشارب تلك الضفيرة الصغيرة فى شعرها التى طالما جررتها منها أرى تحت هذا البالطوا أرى فستان وردى بحزام ستان عريض وسمات طفلة لم تتجاوز الثانية عشرة وأسهمت النظر فيها كثيرا حتى بدأت تشعر هى الأخرى بملامح ذكرى جميلة تخترق هذا الجو المليىء بالضطراب وااقتراب الغربة والبعد عن الوطن بدأت تدب فى أوصالى سمات حب طفولى وطفولة عشق ورعونة المراهقة الجميلة الذيذة وسرعان وا نادى المايكرفون معلنا نهاية كل شيىء معلنا بداية السفر ووجز الغربة الذى يخترق العظام واللحام وضاعت ذكرى مرت لمحة صيف فى برد الشتاء
__________________
[glint]حسب أيامى جراحا ونواحا ووعودا
وليالى ....ياضياعى.... وجحودا
ولقاء ......ووداعا يترك القلب وحيد [/GLINT]
|