علمنا التاريخ منذ القدم ان غياب الرجال بمعنى الرجولة ليس الذكورة
ان ملئ فراغهم لايعوض الا بعد مدة ليست بالقصيرة
وهذا نتيجة السياسات المتردية من صناعة الاعلام لاشخاص معينين
وتاثير الاعلام على النفوس
فغياب رجل الدولة او السياسي او الاقتصادي او السينمائي او الرياضي
الى غير ذلك لايتم تعويضه بين الفينة والاخرى مقارنة بما
كان يرسمه الاعلام له
طلية سنوات
وتجد الانسان يريد ان يعرف ادق التفاصيل عن حياته وعن موته
واخر مفارقته للحياة
وماذا ترك في عائلته
وهل له اولادا
و
و
و
و
و
و
وهذه امور منها ماهو منطقي ومنها غير منطقي بحكم التعمد في صناعة الاشخاص
اعلاميا خاصة اذا كانوا من اهل الزيغ والانحلال
وافتح قوسا هنا لاقول
ان الانسان بطبعه عندما يالف شيئا ما
فعند غياه
حتما
يسبب له ذلك احباطا ويسبب له تضايقا وليس من السهل تجاوزتلك المرحة
الا بعد فترة
ولولا ان خلق الله سبحانه وتعالى لنا النسيان
لما نسي احد منا
الى غير ذلك من الامور النفسية التي لايعلمها الى الخالق والمصور
سبحانه وتعالى
نرى مثلا صاحب السيجارة عندماتنتهي له علبته
في الليل او عندما يصوم
تجده كانه غير عادي نتيجة ذلك الادمان المفرط على ذلك الشيء
و تجد اشخاصا مثلا مولعين بحب القطط
فعندما تغادره قطته تجد ان احساسه
كانه افتقد انسانا من اقاربه او اصدقائه
وربما من تجده يقول ان ذلك الحيوان اكبر مكانة
من انسان
صدقوني
واذكر يوما ان لي صديق يعمل في احد مقرات الرئاسة في بلد ما
وقد استظافني برفقة احد الاخوة
فوجدت انه محبط وعيناه مغرورقتين بالدموع
وكان وجهه شاحبا مصفرا
مما اضطرني لاطلب من صديقي الاخر
معرفة السبب
فلعله فاتني خبر مهم حدث لاقدر الله لصديقي
من دون علمي
واذا به يفاجئني
ان له قطة توفيت لكبر سنها
فقلت لصديقي مااجمله من احساس نبيل
وما اجمله من عطف وحنان على الحيوان
وعندما كنا نتبادل اطراف الحديث هنا وهناك
كان من حين لاخر دوي الرصاص
يعلوا
فرايته غير مهتم تماما بمايحدث من مجازر
يتمنى فقط متى يغادر البلد ليعيش العيشة الهنيئة
ماوراء البحر
فعرفت ان الرجل مصاب بلوثة فكرية وثقافية
فقررت مغادرته ومغادرة صحبته
لانه تافه لايصلح حتى للمداعبة
ورايت هناك رجال لايستطيع الانسان
تعويضهم من حيث المكانة العلمية
او الفقهية
او السياسية
او الجهادية
او
او
او
او
يموتون في صمت رهيب وكانهم قدموا العار والخزي
لهذه الامة
وراينا كيف تقام الدنيا ولاتقعد بمقتل احد اليهود
او الامريكان
سواء كان ذلك في مجال الرياضة او السينما
او
او
او
او
وتذكرت حديثا للرسول صلى الله عليه وسلم
عند غياب العلماء
فعرفت ان الجهل والضلال هما السائدين
وان الرجال من اهل العلم لامكانة لهم في الجتمعات الاسلامية
الا اذا كانوا يسبحون بحمد السلطان عشية وضحاها
ولو راينا في المقابل موت احد المغنيين او من اهل السينما
في بلادنا العربية والاسلامية
لعرفنا وتاكدنا مما نقول
اه اه من اناس لايعرفون قيمة الرجال
رجال لانعرف قدرهم الا بعد ان يغيبوا
تاركين لنا عبئا ثقيلا من الامانة
للمحافظة على شرف هذه الامة والوصول بها الى الرقي والسؤدد
والى المكانة التي نرجوها
تركوا لنا علما وتركوا لنا ابحاثا ودراسات بل وبطولات تذكرنا دائما
فالى الله مرجعنا جميعا
اليه يصعد الكلم الطيب
واليه المصير
فياسعادة من ترك تاريخا يذكره
فيترحم الناس عليه
ويقيمون من اجله الندوات والمؤتمرات
ويايوح من ترك الناس يتضايقون حتى من
ذكره