لا يا الفيصل, لماذا تقتطع الكلام؟
هو نص على أن الأشعري أول من صرح بهذا التفصيل, ليس بمعنى الابتداع الذي هو ضلال, كيف وهو أشعري؟ كيف وهو ينقل عن السلف أن الحروف مخلوقة بدليل قوله بعدها: قالت السلف لا يظُن الظان أننا نثبت القدم للحروف فنحن نعرفها بدايتها ونهايتها. انتهى
فالإمام الأشعري - والشهرستاني أشعري - صرح بالتفصيل الذي لم يتكلموا فيه وهو (مجازا لا حقيقة) وهذا صدق وحق, فإننا إذا سمعنا الآيات من فم المقرئ فهذا ليس ذات كلام الله الأزلي بل يقال عنه قرءان ولكنه ليس كلام الله الذاتي إنما هو عبارة عنه فإن جبريل عليه السلام أخذ القرءان نجوما من بيت العزة وتلاه جبريل على الرسول عليه الصلاة والسلام وتلاه الرسول على الناس وكتبوه في الصحف.
والقرءان يطلق على عدة أشياء: على الصلاة وعلى الآيات التي المكتوبة وعلى الآيات التي نتلفظ بها وغير ذلك, ولا يقول عاقل بأن الكلام الذي يكتبه المرء على الورقة أزلي أبدي.
ثم إن الله هو الذي خلق الحروف والأصوات - وقد نص الشهرستاني على نفي السلف لهذا - وكيف تكتب أنت الكلمة وتكون قديمة غير محدثة؟
فالذي نكتبه من الآيات يقال عنه كلام الله - وهذا مراد الإمام بأنه كلام الله مجازا - وهو تعبير عن كلام الله الأزلي الأبدي الذي ليس بحرف ولا صوت لأن الله خلق الحروف والأصوات.
وقد قال الإمام الشهرستاني قبلها بأن السلف قالوا بأن كلام الله قديم وقالت المعتزلة بأن كلام الله محدث ففصل الإمام الأشعري وهذا الذي قال عنه خرق الإجماع, وليس ذما وإلا ألا تعلم أن الإمام البخاري قال: لفظي بالقرءان مخلوق وأن البعض أنكروا عليه هذه العبارة خوف استغلال المشبهة لهذه العبارة, مع أن الذي قاله الإمام البخاري هو الحق, فكيف ينطق بالكلام الأزلي من يخرج الحرف من فمه ويتقطع الكلام.
فكلام الشهرستاني على تفصيل الأشعري بقوله مجازا وحقيقة وهو حق أما من كان قبله من السلف قالوا: القرءان كلام الله ليس مخلوقا. وعنوا بذلك الكلام الذاتي لله ليس الكلام الذي تطبعه المطابع.
|