نذكر فيه فضل نبينا صلى الله عليه وآله وسلم
في قوله تعالى (( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ))
نذكر فيه فضل نبينا صلى الله عليه وآله وسلم
لم يزل ذكر نبينا صلى الله عليه وآله وسلم منشورا وهو في طي العدم ، توسل به آدم ، وأخذ له ميثاق الأنبياء على تصديقه ، في بعض درسه علم إدريس ، في ضمن وجده حزن يعقوب ، في سر جِده صبر أيوب ، في طي خوفه بكاء داوود ، بعض غنى نفسه يزيد على ملك سليمان ، غير بعيد خل خلاله خلة الخليل ، ونال تكليم موسى ، واسترجع له النظر عند قاب قوسين ، فهو جملة الجمال ، وكل الكمال ، وواسطة العقد ، وزينة الدهر ، يزيد على الأنبياء زيادة الشمس على البدر ، والبحر على القطر ، فهو أصدرهم وبدرهم ، وعليه يدور أمرهم ، قطب فلكهم ، عين كتيبتهم ، واسطة قلادتهم ، نقش فصهم ، بيت قصيدتهم ، حاتمهم ، خاتمهم :
شمس ضحاها ، هلال ليلتها == در تقاصيرها زبرجدها
...
تحركت لتعظيمه السواكن ، فحن إليه الجذع ، وسبح الحصى ، وتزلزل الجبل ، وتكلم الذيب
...
ما صعد من بحور الأكوان أشرف من درة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم ، طرة غرته أحسن من جمال يوسف ، لعاب فيه أشفى من البرء ، شمس شرعه لا يدركها كسوف ناسخ ، قمر دينه لا يدخل في محاق .
كل الأنبياء تقول نفسي نفسي ، وهو يقول أمتي أمتي . فإذا سجد ، قيل ارفع رأسك .
[ من كتاب المدهش للحافظ ابن الجوزي ]
|