قصائد دينية لشعراء ومشايخ ودعاة .
			 
			 
			
		
		
		
		صَلُحَ الفُؤَاد 
  
 
  
قصيدة د. الشيخ جمعة سهل (1) 
  
 
 (1)  
صلح الفؤاد فعاف كلَّ وشيجة *  إلا الأخوةَ في رحاب الباري 
فعلام أرضى بالدنية خاضعاً * للجاهلية أقتدي وأجاري 
أنا مسلم وعقيدتي جنسيتي * ورضاء ربي منتهى أوطاري 
والحب في ذات المهيمن ميسمي * والله أكبر مبدئي وشعاري 
وطَّنتُ نفسي أن أعيش لمبدئي * وأسير مقتفياً خطى المختارِ 
الله ربي لا ولاء لغيره * أبداً وذلك منطق الأحرارِ 
(2) 
يا سائلي عن موطني وعشيرتي * طوِّف بعقلك في دنا الأقطارِ 
فإذا مررتَ على المدائن والقرى * وبدا لعينك ساكنوا الأمصارِ 
ورأيتَ فوق سمائهم علم الهدى * فاعلم بأنك قد حللت دياري 
هاهم أولاء عشيرتي وأحبتي * ومحط آمالي وتاج فَخاري 
(3) 
أما اخوتي لأبي وأمي إن همو * سلكوا السبيل معي فهم أنصاري 
ولئن أبوا فليعذروني إن أنا * قابلتهم بقطيعتي ونِفاري 
أنا لا أحبذ أن أخلِّف ركبهم * متأرجحاً في ذلة وصغارِ 
كلا ولستُ بمالك من أمرهم * شيئاً لأفعله سوى التذكارِ 
إن الأخوةَ حيثما فقد الهدى * محفوفةٌ بجلائل الأخطارِ 
قد لا تدوم وقد يعكر صفوها * أمل رديء سيء الآثارِ 
ووشيجة الأرحام أكبرُ نعمةٍ * إذ ما تزان بصبغة الجبارِ 
إني تذوقتُ الحلاوة هانئاً * في ظلها مكسوة بوقارِ 
ولمستُ سَعدي إذ غرستُ بذورها * في أرضها ولقد جنيت ثماري 
(4) 
يا معجباً بقريحتي فيما مضى * أعدِ التفكر وانتقد أشعاري 
أنا شاعرٌ مَلَّكتُ نفسي للهوى * في الجاهلية فافتقدتُ مداري 
قد كنتُ في عهد الجهالة أختلي * متفرداً أَصِلُ الدجى بنهارِ 
لأصوغ من شعر المجون قوالباً * حَمْقى أرتلها على السمارِ 
وأظل أمطر جمعهم بقصائدي * وأخوض في دنيا الهوى وأماري 
حتى تداركني الإله بنفحةٍ * وبمحضِ رحمته أقال عثاري 
فبدا لعيني أنني فوق الشَّفا * وبصرتُ بالجُرُفِ السحيق الهاري 
ووجدتُّنِي أسعى بنفسي جاهداً * سعي المجِدِّ لشقوتي ودماري 
ربي تبارك لم يدعني للهوى * يجتاحني ويجرني للنارِ 
بل قادني لرحابه واختط لي * نـجْد الهداية مشرق الأنوارِ 
فنذرتُ مذ غشي الضياء بصيرتي * للذود عن دين الهدى أشعاري 
عَلِّي أُفيد النفس يوم ذهولها * محواً لما اقترفَتْ من الأوزارِ 
(5) 
فاعلم أخي أن الرباط مقدس * والعمرَ فانٍ والسنين جَوارِ 
والصدرَ رحبٌ للقاء على هدىً * فهلم نحيا في رحاب الباري 
علَّ الإله يخصُّنا متفضلاً * بولوجنا في زمرة الأبرارِ 
(6) 
لا هم سدد وَفق شرعك ألسناً * لهجت بذكرك أفضل الأذكارِ 
وتولَّنا واسلل سخائمنا التي * غزت الصدور بأخبث الأقذارِ 
أنزل سكينتك التي عُهِدتْ على * كل امرئ متخبط محتارِ 
واهدِ الجميع إلى رحابك واستجب * لندائنا يا سابل الأستارِ 
  
 
------------------------------ 
(1)  الأستاذ المشارك بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض ( سابقاً ) وعميد كلية الدعوة بجامعة أم درمان الإسلامية - السودان ( حالياً )  
  
		
	
		
		
		
		
			
				__________________ 
				السيد عبد الرازق
			 
		
		
		
		
	
		
		
	
	
	 |