بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني في الخيمة الأدبية:السلام عليكم ورحمة الله..
كنت ساريا في الصحراء..فلاح لي من بعيد نور أخاذ..
هززت ناقتي فأسرعت..وأنخت عند هذا النور..فإذا بها خيمة عامرة بصنوف اللغة والأدب..فعسى أن تقبلوني واحدا منكم..وأن تسمحوا لي بالجلوس إليكم تحت هذه الخيمة..
سأفتتح لقائي بكم بأحد أعمالي المتواضعة..
وهي عبارة عن ثلاثية مكونة من ثلاث مواقف مختلفة الزمان والمكان
ولكن هناك رابطا بينها.......
عسى أن ألقى منكم قبولا..وأتمنى أن تمنوا علي بالرد وتقييم هذا العمل..ولكم خالص الشكر.
( ثلاثية الرجوع )
(1)
" إلــى الله "
سرحت "ورقاء"بصرها في الأفق وحطت على أغصان شجرة سامقة..
أحبت الورقاء السماء والسحب والقمر والشجر..
حينما جاءت من عشها البعيد وأطلقتها أمها "ورقاء الكبيرة"،،قالت لها بهديلها الموجوع بأمومة الطير حينما يودع فراخه:
-" ذاك أفقك ..ولكن - يا ورقاء- للآفاق نهاية"..
هكذا هدلت الأم " ورقاء الكبيرة"، وودعت ورقاء الصغيرة سن الفراخ وحدقت في الهواء وغدت حمامة مكتملة ،ريشها الرمادي المموس بالبياض ينبي بقوتها كحمامة قادرة على الطيران والهديل..
ولكن ورقاء اليوم ،في قلق الوراق الأخرى وهديلها ممزوج بأحزان طير يفكر بآخر هديل سمعه من أمه:
- " للآفاق نهاية "..
(2)
"اعـــــتــــراف "
حملتها بين يدي وسرت الهوينا بخشوع كما لو أنني أشيع شهيدا ..نعم سرت بخشوع الشهداء ..لا..لم أكن أنا الشهيد إنما هي..
نعم قضت غابت رحلت ماتت...
شيعتها وا عزفت على قبرها لحن الرحيل...
لكنهم نصبوا بيوت العزاء ،ودفعني أحد الرجال الأقوياء دفعا إلى أول الصفوف وضغط على كتفي بغلظة طالبا إلي أن أتجلد...
هراء..هراء أن تملك جلدا في موقف كهذا !!
تهاويت - نعم - كما أقول لكم - تهاويت..
صرت أنقاضا موزعة بين أقدام المعزين ،،لملموني أكثر من مرة وفي المرة الأخيرة بحثوا عن أجزائي..فما وجدوا إلا تلك التي شيعتها في مثواها الأخير،، إنها ال.........
- كلا إنها شيء يشبه الفضيلة.
(3)
" صـــــــواب "
أول من غشي أمه ، توسل أليها وحثا تحت قدميها بعد أن مد إليها بأكثر سكاكين بيتهم مضاءً طالبا إليها أن تذبحه!!!
تمدد على الأرض وأرخى جسده ، مد عنقه وحز تحت ذقنه مشيراً عليها:
- "هكذا يا أم اذبحيني".
ولكن أم غريب أشاحت بوجهها عنه وأنكرت هاجساً في داخلها هتف بها بأن غريباً مجنون؛ فهزت برأسها:
- "لا..لا.. كل المسألة أنه مغرم بمسرحيات شكسبير وأساطير الغابرين ".
ثم صرخت في وجهه:
- " قم يا غريب ..كفاك حماقة " ..وتوالت الأيام وما عرفت أم غريب أن ابنها كان يعني ما قال ،إلا عندما وجدوا جثمانه على سطح المنزل ...
ولكن تقرير البحث الجنائي أثبت أنه مات قهراً..