قصة تركي
+++++++++++++(اليك يا تركي)+++++++++++
.........................................
لست أدري لماذا أبوح بقصتنا؟.. ولماذا الان؟..
..لماذا امنت بكلمات أحلام* عندما قرئتها لاول مره وهي تقول:
(قبل اليوم, كنت أعتقد أننا لا يمكن أن نكتب عن حياتنا الا عندما نشفى منها..
..عندما يمكن أن نلمس جراحنا القديمه بقلم, دون أن نتألم مرة أخرى..
..عندما نقدر على النظر خلفنا دون حنين ولاألم..
..نحن لا نشفى من ذاكرتنا..)؟؟.
.. لكل ذلك قررت الكتابه ولذلك أيضا بدا لي قلمي وكأنه سكين أقطع بها أوراق الدنيا الاليمه..
.......................................
تتزاحم الافكار في ذهني .. وتختلط الصور في مخيلتي..
لست أدري من أين أبدأ..ولكني أعلم تماما أين سأنتهي.
وحدها كانت تقف جملة(مات..تركي)..هناك بعيدا عن باقي الجمل وكأنها تذكرني بك ..تذكرني بانك كنت وحيدا في هذا الزمان..وحيدا بطيبتك..أخلاقك..صداقتك..حبك..
وحيدا..وحيدا..وحيدا في كل شيء.
..........................................
بدئنا سويا طفلين لا هم لنا الا الضحك واللعب في تلك الشوارع الضيقه من مدينتنا الصغيرة الهادئه..
كبرنا والتحقنا بالمدرسة سويا..واستمر الضحك واستمرت المقالب البريئه في التلاميذ والمدرسين..وكبرنا فاصبح تركي يحدثني عن الحب وقصص الغرام..وانا أضحك كثيرا وأقول له انتهى زمن الحب يا صديقي؟..
.......................................
كبرنا وكبر الامل معنا واتسعت رقعة التفاؤل في قلوبنا..التفاؤل بان المستقبل ينتظرنا..ولم لا فها نحن اليوم نجتاز اخر امتحان في الثانوية العامه ولم يعد يفصل بيننا وبين الجامعة الا بضعة أيام.
......................................
كنا قلقين.. ليس من النتيجه بالطبع فقد اعتدنا على التفوق في دراستنا..ولكن القلق كان له مصدر اخر...
........................................
اتفقت انا وتركي على ان نلتحق بكلية الحاسب الالي في جامعة الملك سعود فقد كنا مولعين بالكمبيوتر كماأن الرياض كانت قريبة من مدينتنا..
كان عمه عبدالله الذي يسكن في الدمام يصر على ان يلتحق تركي بجامعة البترول ليكون بجانبه..
وكان تركي يابى ذلك ويقول يجب ان نبقى سويا.
..........................................
بعد عدة أيام قرأنا اسمينا في الصحف فقد نجحنا وبامتياز..
.........................................
قرر تركي السفر الى عمه ليقنعه ويؤكد له بانه سيكمل دراسته في الرياض..
.........................................
لم يبقى على تقديم اوراق القبول للجامعه الا ثلاثة ايام..
..........................................
سافر تركي..
..........................................
في اليوم التالي هاتفني وزف لي البشرى..أبشرك وافق عمي..اخيرا..سنبقى معا..فرحنا كثيرا..
ولم نكن نعلم ما يخبيء لنا القدر.
..........................................
اتفقنا ان نلتقي يوم السبت في بهو الجامعه..
...........................................
أتى السبت وحملت أوراقي أسابق الزمن لأرى صديق عمري..
وصلت للبهو وكان مزدحما بمئات الطلبه..أخذت أفتش في وجوههم..أفتش عن وجه تركي..ولكني لم أجده..وبقيت منتظرا..ومنتظرا..ولكن تركي لم ياتي..
ظننت بانه قد نام من تعب السفر وسياتي غدا..
عدت الى الفندق حيث أسكن..وقررت الاتصال بعمه لاتاكد انه قد غادر الدمام..
..........................................
..نعم..هكذا وصلني صوت عمه عبر الهاتف ولكن هذه النعم كانت محملة بالحزن ومخنوقة بالعبرات..
..بدأ قلبي يخفق بشده..
..تركي موجود؟..
..انهمر عمه بالبكاء..
..سقطت السماعة من يدي..
..واقبل الليل في النهار..
..وايقنت بان شمس تركي قد غابت..
..وان ليلي سيطوول..
..وبدأ سيل الدموع يجرفني الى بحور الذكريات..
..........................................
بعد أربعة أشهر على وفاة تركي في حادث السير المشؤؤم وهو قادم.. لنبقى سويا..
.........................................
احمل اوراقي التي رميتها بعد وفاة تركي..احملها في البهو..
ولكني لاانتظر احدا هذه المره..
فقد رحل تركي ورحلت الدنيا بأسرها من ناظري.
...........................................
احملها كي اكمل الطريق الذي حلمت به انا وتركي..
..........................................
أحملها ولكن هذه المره..ايضا..وحيدا.. من غير تركي..
صديقي تركي: يقال أن الكتابه مطفأة الذاكرة ولكني لا أؤمن بذلك أبدا فذكراك باقية الى الأبد....
...................................
+++++++++++++(النهايه)+++++++++++++
.......................................
هامش:
*أحلام:الجزائريه أحلام مستغانمي في روايتها(ذاكرة الجسد)*.
....................................
DAYEM:
أحبتي تلك كانت أولى محاولاتي في كتابة القصه..
قدمتها اليكم متواضعة..
امل أن تكون قد حازت ولو على جزء يسير من رضائكم..
..........................................
خاتمة:
لست ادري ان كنت ساكررها ثانية ام لا..؟.
>>>>>>>>>>>>&g t;>>>>>>>>>>>> >
dayem2000_sa@yahoo.com
|