خاطرة
تلفت صاحبنا مراراَ وتكراراَ ..تارة عن يمينه وتارة أخرى عن شماله،
ومع كل التفاتة..يهز صاحبنا أوتار حنجرته ؛فتصدر أصواتاَ بالغة في الاستكانة،طالبة من الغير الإعانة في قضاء حوائجه وإنفاذ أموره..فلا تلبث أن ترتد الأصوات بعد أن تصطك بحائط الصدود والجمود..حاملة في جعبتها قدراَ لا بأس به من أخفاف حنين وجوارب خيبة الأمل..فنزل بصاحبنا اليأس ..وأيقن أن السعد قد خالفه وحالفه البؤس ،فرفع صاحبنا رأسه عالياَ في محاولة لإراحة رقبته التي كادت أن تكل من كثرة الالتفات ،وايضَا لإراحة حنحرته التي أوشكت أن تمل من إصدار الأصوات ..وعندما رفع بصره إللى السماء
،تذكر أن له خالقاَ يقضي حوائج خلقه ويمطرهم بوابل رحمته ورزقه،
وندم على وقوفه أمام أبواب مؤصدة ..غافلاَ عن أعظم باب مفتوح..
ألا وهو الدعاء..فهز صاحبنا أوتار حنجرته هذه المرة ..لا ليستكين لمخلوق مثله ..ولكن ليقول :يــــــا رب .
|