3- لماذا الأرقام، وبحور الشعر

خشان خشان · #1 27-11-2001, 08:40 PM

<HTML>
<HEAD>
<**** NAME="Generator" CONTENT="Microsoft Word 97">
<TITLE>لماذا الأرقام ؟</TITLE>
</HEAD>
<BODY>

لماذا الأرقام ؟
بعد بضع سنوات من التعامل مع العروض بالأرقام، لدرجة صار يصعب علي تناوله بدونها، فإن فيما أجده من تيسير في تناوله بها إضافة إلى اعتبارات أخرى سأذكرها لاحقا ما يكفي للإجابة على هذا السؤال، ولكن مقابلة في العدد 498 من مجلة العربي تحت عنوان (حكايات سندباد علمي) في مقابلة مع الدكتور مايكل عطية نبهتني إلى ما كنت أحس به دون أن أعيه بشكل متبلور واضح وجدت التعبير عنه واضحا جليا في بعض العبارات التي وردت في المقال والتي أرجو أن نقرأها -مستحضرين العروض الرقمي على أنه صورة مبسطة مما يشير إليه الكاتب- ومنها :
1-" حساب الوقت واليوم والشهور رياضيات، ورموز وأشكال الرياضيات تحيط بالناس حتى في أعماق الصحراء العربية، التي تتكون من أجمل مناظر الرياضيات في الطبيعة، سطوح ومضلعات التلال والكثبان الرملية، وانكسارات السفوح ودائرة الأفق، والحركة الهندسية لزحف الرمال، إذ تنساب كأمواج البحر بخطوط متوازية، أو تتقاطع بزوايا حادة أو تشكل منحنيات ومثلثات ومضلعات وأقماعا."
2-"والرياضيات ليست لغة واحدة بل لغات عدة، فالهندسة لغة المكان أو الحيّز والمثلثات كانت لغة الفلك الكلاسيكي، والجبر اللغة الملائمة لوصف القوانين بواسطة المعادلات، والحساب لغة تحليل الحركة."
3-"هب عالم رياضيات أصغر قاعدة وسيستخرج منها نتيجة عليك أن تهبها له أيضا ومنها سيستخرج أخرى"
4-" الرياضيات تمثل التكنولوجيا الذهنية للعلم وتقدم الأدوات الذهنية للعالم"
5-" الرياضيات تطور عن طريق عملية التجريد، ففي كل نموذج علمي يجري تبسيط الأشياء وتجاهل ما يؤمل بأن يكون غير ذي صلة أو يعتبر من العغوامل القليلة الشأن من أجل التركيز على الملامح الرئيسية، وتمضي الرياضيات بهذه العملية إلى نتائجها النهائية حيث يتم تجاهل هوية اللاعبين والاقتصار على علاقاتهم المشتركة . هذا التجريد هو الذي يجعل من الرياضيات اللغة الشاملة غير المرتبطة بتأويل محدد. وتقدم الموجة (وهي شيء يتذبذب ويهتز) على هذا التجريد والمفهوم الشامل.
ولعل هذه النقطة الأخيرة ألظّ النقاط بموضوع العروض الرقمي، ذلك أنني وكما سيكتشف القارئ بعد بضع مشاركات أطمح إلى تقديم قواعد عامة تنطبق على شتى البحور أو معظمها دون ضرورة التطرق إلى مصطلحات زحافات وعلل العروض المختلفة أو حتى إلى التفاعيل أو أسماء البحور، وإنما أتطرق إليها كضرورة للربط بين الطريقة التقليدية في تناول العروض والطريقة الجديدة، وأظن أنني قطعت شوطا كبيرا في هذا المجال ولعل آخرين يبلغون بالشوط نهايته.
وقبل أن أتعرض للعروض الرقمي بصورة واحدة تشمل أغلب البحور بودي أن أورد من الكتاب هذه الفقرات :
 إعتاد المسلمون في تآليفهم في شتى نواحي العلم الشرعي والمادي والإنساني والأدبي إلى أن يلفتوا الأنظار إلى ما في كلٍّ من تلك العلوم من آيات تدل على عظمة الخالق عز وجل وتنبه القلب إلى أنه هو المبدئ والمعيد والمبدع لكل ما تتضمنه تلك العلوم من حقائق، وإلى سنن الخلق التي تتناول كافة المجالات والآفاق، وترى في كل كشف آيةً من آياته عز وجل تحقق قوله تعالى (فصلت-53):"سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق من ربك أولم يكف بربك أنه على كل شيءٍ شهيد."وليس علم العروض بدعا من العلوم، بل لعل أداة التعبير الرقمي عن ظواهره تؤهله أكثر من غيره من علوم العربية في هذا الصدد.
قال تعالى (يس-36):"سبحن الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون0."وقال تعالى (الذاريات-49):"ومن كل شيءٍ خلقنا زوجين لعلكم تذكرون."من هذه الأزواج في كل خلق الله تتكون سائر الأنواع، ففي البشر من الذكر والأنثى تتكون الأسر والشعوب والقبائل والأمم، ومثلها في عالم النبات والحيوان، وهذا معلوم للجميع، ولكن ألا يحق لنا أن نعتبر المبدأ الذي يقوم عليه الحاسوب من استعمال ثنائية الواحد والصفر تجسيدا لهذه الزوجية، وبالتالي ألا يصح أن نعتبر الأزواج التالية في العروض من هذا القبيل
<OL>

<LI>زوجي الساكن والمتحرك الذين تتركب منهما سائر المقاطع والتفاعيل والبحور.</LI>
<LI>زوجي وزن السبب وجود الأوتاد في البحور، ووزن الخبب الذي يقتصر على الأسباب دون الأوتاد.</LI>
<LI>زوجي السبب الخفيف والسبب الثقيل</LI>
<LI>زوجي الوتد المحموع والوتد المفروق</LI></OL>

يستعمل الناس الأرقام في قياس كافة ظواهر الحياة المادية وسننها، ويشير انتظام هذه الظواهر كما تعبر عنه وتتنبأ به الأرقام إلى إحكام الخالق عز وجل، وهي بانطباقها في عالم الشهادة تشير إلى وجود عالم الغيب، فإذا ما ظن الإنسان أن أرقامه في علم الرياضيات تصلح للمنطقة التي تقترب من انبثاق المادة من عالم الغيب رأينا هذه الأرقام تقف عاجزة عن التعبير عن هذه المنطقة، ناهيك عن تجاوزها إلى ما وراءها. نرى ذلك في الأبحاث التي تتحدث عن المراحل الأولى لخلق الكون من نقطة أسموها الوحدانية SINGULARITY) ) وتمتد حساباتهم إلى أجزاء ضئيلة من الثانية الأولى للخلق تقترب من الوقت الصفر وتشير إليه، ولكنها لا تستوعبه ناهيك عن استيعاب ما قبله. ونفس الشيء يقال عن الثقوب السوداء، وعن تفسير تصرفات المادة أو ملابسات المادة في الدقائق الصغيرة وفي السرعات التي تقترب من سرعة الضوء، ولا تتصور إمكان وجود سرعة تتجاوز هذه السرعة، وثمة حديث عن وجود ستة عشر بعدا لهذا الكون نعلم منها أربعة فحسب والباقي كله من عالم الغيب الذي تشير الأرقام إلى وجوده، دون أن تكون صالحة لتناوله، حتى لقد راح العلماء يتحدثون عن نظم أخرى للأرقام يستعملونها في هذه المجالات، أرقام غير ذات طبيعة مادية ويصعب على العقل أن يتصور لها مدلولا، وأسموها الأرقام الخيالية ووحدتها الجذر التربيعي للعدد واحد السالب وقسمة رقم ما على صفر التي تعني اللانهاية، كل هذا لبحث المناطق التي تقع على تخوم عالم الشهادة، وكل ما قدموه إنما يقوم دليلا على وجود عالم الغيب ولكنه لا يصلح له، فالله سبحانه وتعالى آتى الإنسان الوسائل اللازمة للنظر في آفاق عالم الشهادة التي تثبت وجود عالم الغيب الذي تقتصر وسائلنا لمعرفة شيء عنه على الوحي الذي قامت الدلائل المادية مصدقة له ، وأخبرنا عما يريد لنا أن نعلمه منه.
وبعد هذه المقدمة الطويلة ولكني أظنها الضرورية إلى تقديم العروض العربي بأبسط صورة ممكنة شاملة لكافة الأوزان
<OL>

<LI>تتكون كافة البحور من تناوب (الأرقام الزوجية -الأسباب، السبب =2) و(الأوتاد، الوتد =3)</LI>
فالبسيط مثلا = 22 3 - 2 3 - 22 3 - 2 2 = 4 3 - 2 3 - 4 3 - 4
<LI>الأسباب إذا تتالت يجوز أن تجمع معا أو أن ينظر إليها كوحدة واحدة، بمعنى أن (2)، (22=4)، (222=6) ينظر إلى كل مجموعة منها على أنها وحدة واحدة سواء جمعت أم لم تجمع، بمعنى أن تجاور الأسباب لا يخل بمبدأ التناوب كما رأينا في المثال أعلاه</LI>
<LI>لا يتجاور وتدان أبدا أبدا أي أن الرقم (3) الذي يعتبر وتدا أصيلا لا يجاوره وتد أصيل أبدا، فإن جاوره رقم (3) آخر فذلك في إحدى حاتين لا ثالث لهما</LI></OL>

3أ- كما في البسيط عندما تأتي (مستفعلن= 2 2 3) على متفعلن (33)
وفي هذه الحالة فإن (3) الأصلية هي اليمنى وأمنا اليسرى فهي عبارة عن 
(1 2 3 = مُ -بعد حذف السين =1، تفْ=2، علن =3) ولو شئنا ان نميز بينهما بالألوان نكتب 3 اليمنى بالأزرق واليسرى بالأحمر كما هو في موقع الكتاب.
 3ب- كما في الكامل والوافر، وننظر حينئذ إلى الرقم (331) الغير متبوع برقم (3) فإنه (331= 11 2 3) حيث (11=2 بخط تحتها =سبب ثقيل =- رقم زوجي ) وفي هذه الحالة فإن (331= 11 2 3 = 2بخط تحتها +2+3 =4 بخط تحتها +3)
(متَفا)علن = 11 2 3 ، مفا (علَتن مفا) علتن = 3 (11 2 3) 11 2
4- لا يتجاور الرقمان (11) إلا في الحالتين التاليتين
4أ- في 331 = 11 2 3 كما ورد أعلاه ، ويدخل في هذا الجنس الخبب عندما تأتي تفعيلة فاعلُ 2 11 وهذا حديث يطول.
4ب- في مُتَعِلُنْ = 11 3 وهي شذوذ حيث يرمز فيها كل (1) إلى متحرك سبب مستقل
5- لدائرة المشتبه ذات الوتد المفروق خاصية خاضعة للنقاش بين من يرون وجود وتد مفروق ومن ينكرونه أصلا.
والآن إليك البحور بأوزانها الرقمية في حالتها التامة

البحر= وزن البحر بالتفاعيل المطابق للتفاعيل تناوب الفردي والزوجي
الكامل= متفاعلن متفاعلن متفاعلن= 3211 3211 3211= 34 34 34
الرمل= فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن= 232 232 232= 32 34 34 2
الخفيف= فاعلاتن مستفع لن فاعلاتن= 232 322 232=32 36 232
المديد= فاعلاتن فاعلن فاعلاتن = 232 32 232 = 32 34 232 
 المتدارك= فاعلن فاعلن فاعلن فاعلن= 32 32 32 32= 32 32 32 32
الوافر= مفاعلَتن مفاعلَتن مفاعلْ= 2113 2113 23 = 3 4 3 4 23
الطويل= فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن= 23 223 23 223= 3 2 3 4 3 2 3 4
المتقارب= فعولن فعولن فعولن فعولن= 23 23 23 23= 3 2 3 2 3 2 3 2
الهزج= مفاعيلن مفاعيلن = 223 223 223= 3 4 3 4 
المضارع= مفاعيلن فاع لاتن = 3 22 2212 223=63 23 
البسيط= مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن= 322 32 322 32= 34 32 34 32
الرجز= مستفعلن مستفعلن مستفعلن= 322 322 322= 34 34 34
السريع= مستفعلن مستفعلن مفعلا= 322 322 32= 34 34 32
اللاحق= مستفعلن فاعلن مسْتَلُنْ(فاعلن)= 322 32 32 = 34 32 32
المجتث= مستفع لن فاعلاتن = 2122 232 = 34 232
المنسرح= مستفعلن مفعولات مستفعلن= 322 1222 322 =34 36 32
المخلع= مستفعلن فاعلن متفلن=322 32 23= 34 32 32=234 233
مستفعلن مفعلات مُسْتَفْ= 322 1212 22=234 233
المقتضب= مفعولات مستفعلن 1222 322 = 36 32
أصل الأوزان في جدول وملونة بما يميز الأسباب والأوتاد المفروقة والمجموعة. وربما أستطيع تقديم مثال عليها بلغة (HTML) 
أعلم أن هذه المشاركة مكثفة وأنها ستثير أسئلة شتى، ولكن هذا كل ما هنالك عن أهم أسس العروض، وتبقى نقاط أخرى يصعب حصرها جميعا ولهذا أقترح أن بتفضل من يريد سؤالا محددا عن نقطة محددة أو عن تقطيع ومعرفة وزن بيت شعر معين، ومن خلال الأجوبة تغطى التفاصيل بإذن الله. ولتكن الأسئلة متسلسلة (فالمشاركة بالسؤال الأول مثلا تسمى - سؤال -1 والثانية سؤال -2) وهكذا وبمعدل سؤال أو اثنين يوميا حتى أتمكن من الإجابة بأقل قدر من التأخير.
سألحق هذه إن شاء الله بمشاركة عن التفاعيل.
آملا أن يجد أعزائي في ما تقدم فائدة.</BODY>
</HTML>