خلقٌ جديد
خلق جديد
"من يمسح الخدّ الشريدْ؟"
قد قلتها والدمع يجري كالقيودِ في يَدَيْ
قد قلتها والصوتُ عمري لا يعودْ
حتماً سأمضي من جديدْ
حتماً سأحيا دمعتي
فقصتي عَزْفٌ وماءْ
عزفُ الرياحِ بقبضتي
والدمعُ، والخلُّ الذي
يمشي بقلبي كالدماءْ
سيسيلُ من ثغرِ القلمْ
فوقَ الورقْ
قُلْ: بالدماءِ سيولدُ
قُلْ: بالدماءِ سيخلقُ
والخاقُ ماءْ!
"برجا"* ورائي قد دفنتُ كلَّ أوهامِ الشتاءْ
بيروتُ أحلى من تجارةِ راهبٍ
يعيشُ من مالِ اليتامى والإماءْ
بيروتُ أحلى فالهوى فيها رنا نحو السماءْ
بيروتُ أحلى ولأصيلُ لم يعدْ
فوقَ الروابي الخضرِِ يزفُّ أعراسَ المساءْ
بيروتُ أنقى والرغيفُ هنا هناكْ
بالقهرِ يُجنى والدماءْ!
بيروتُ أنثاكِ التي تغفو بقلبي كالرحيلْ
برجا دموعي كلها حُمِّلتُها جيلاً فجيلْ
اِسمي وشعري والضميرْ
جدّي كذا كان اسمهُ*
لم يتركِ المالَ الذي يشري الضمائرَ والنساءْ
ترك القوافي كي تنادي لا خضوعَ ولا انحناءْ...
إلاّ لحقْ!
بيروتُ عفواً إنني أطلتُ شرحاً
لم أكنْ أبغي الإساءْ*
فتقبَّلي عذرَ الذي لكِ معَ الأمطارِ جاءْ
فلربَّما تنمو الزهورُ مثلما برجا نمتْ
ومثلما عمَّ الضياءُ مساءها
فتعطَّلَ القمرُ الذي قد كان يهدينا بها
كي نشكرَ نعمَ السماءْ!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
*ضيعتي التي تحوّل البشر والحجر
فيها، فصارت أسوأ من مدينة!
*كان جدي شاعراً وكان من كبار
الملاكين وقد باع أراضيه فداءَ
مبادئه الاشتراكية، وبعد اكتشافه
زيف ما آمن به من مبادئ وأشخاص
ثار عليهم وجسّد ذلك شعرا، وهذا
كلّفه الكثير...(قد أمرّر أشعاره
يوما)!
*الإساء: الإساءة، وهذا يجيزه
نظام العربية كما في قوله تعالى
(إقام الصلاة وإيتاء الزكاة)
فاستفدْ!
برجا3\1\2002
__________________
بالدم أوقّع
آخر تعديل بواسطة عبد السلام البراج ، 07-01-2002 الساعة 01:25 AM.
|