صراع الأقلام

[fhdkw]

كثيرة هي الأقلام التي تكتب وتخوض في شتى المجالات .. كثيرة هي فيما تخطه من آراء وأفكار وحلول حول ما يدور أمامها من أطروحات مختلفة .. السياسي منها والإقتصادي والديني والإجتماعي .. وغيرها من المواضيع الهامة والحساسة والتي تشكل عند معظم الفئات القاعدة الأساسية لقيام المجتمعات الحضارية والمتقدمة .. ولكن هذه الأقلام تختلف في عدة أشياء ، فهي تختلف في نظرتها لتلك الأطروحات وتختلف أيضا في أهدافها من الخوض في مثل هذه المواضيع الهامة .

ولعل أهم ما يجب الانتباه إليه هنا هو .. معرفة أهداف الكتاب فيما يكتبونه من آراء حول تلك القضايا ، ولعلنا نستطيع ان نصنف هذه الأقلام متمثلة فيما تكتبه من آراء حول أي موضوع من هذه المواضيع الهامة إلى صنفين .. صنف يكتب لمصلحة خاصة .. وصنف يكتب لمصلحة عامة .

فأما الصنف الأول .. فهو الصنف الجشع الذي لاتهمه مصلحة غيره ، فهو عندما يكتب إنما يكتب بفكر ماكر مخادع وتجد كلماته تفوح منها رائحة الجشع والطمع والخيانة .. تلك الأقلام يمكن ان تجرف بتيارات أفكارها كثير من الهائمين على وجوههم لايعرفون طريق الحق أو الحقيقة ، وربما تسببت تلك الأقلام في هلاك المجتمعات وضياعها وتشتتها وتفرقها وخصوصا في المجتمعات المتخلفة ثقافيا ، فهي ربما تكون ضحية لتلك الأقلام الشرسة التي تفتك بالمجتمعات بآرائها الفاسدة .

وأما الصنف الثاني .. فهو الصنف الذي يراعي فيما يكتبه المصلحة العامة لذلك فإنك تراه عندما يكتب منفعلا أمام ما يواجهه من مواضيع وآراء هامة وحساسة وتراه يكتب بأمانة وإخلاص محاربا بقلمه كل ما يراه من آراء فاسدة .. يحاربها بصدق وإخلاص ونفس تثور غيرة وحبا في المصلحة العامة .. فهو كالمجاهد الذي يخوض الحروب واضعا الحق نصب عينيه يدافع عنه لآخر قطرة من ( حبره ) لايرجو ثناءا او مدحا من الناس ولا ينتظر اجرا على ما يكتبه وإنما يتمنى فقط ان يكون مصيبا في آرائه وأن يحقق ما يرجوه من المصلحة العامة بأن يرى الناس قد سلكوا طريق الحق منتهجين آراءه التي أنارت لهم طريق الخير والحق ... فبوركت تلك الأقلام ( المجاهدة ) التي ظلت كلماتها سراجا يسير على نوره الناس في مختلف العصور .

==================

دع الأيــــام تفعل ما تشــــاء ** وطب نفسا إذا حكم القضاء

ولا تجـــزع لحادثة الليـالــــي ** فما لحوادث الدنيــــا بقــــاء

وكن رجلا على الأهوال جلدا ** وشيمتك السماحة والوفاء