سلاف عفواً

[خريف]

سلاف عفواً

أسلافُ عفواً إننا إخوانُ
........................... الهمُّ شـرقٌ ، والأسى عنوانُ
حزني عظيمٌ والجراحُ عميقةٌ
........................... والقلبُ بين جوانـحي حيرانُ
الحرف يبكي والسطور حزينةٌ
........................... والشعـرُ بين بحورنا سكرانُ
جفَّ الربيعُ فلا فراشٌ راقصٌ
........................... فوق الزهور ، ولا الشذا رَيْحانُ
ذهب الحمامُ مع الهديلِ وأقفرتْ
........................... تلك الربوعُ فسـادتِ الغربانُ
دهرٌ لئيمٌ قد أناخ جِرَانَهُ
........................... فوق الصدورِ فضجّت الأبدانُ
سيّان نبكي أو نمـزق أضلعاً
........................... ذابتْ على جدرانها الأحـزانُ
فالصوت يبقى في الحناجر خنجراً
........................... وتموت فوق ظُبَاتِهِ الأشجـان
سقط القناعُ فلا صديقٌ صادقٌ
........................... والكـلّ فوقَ رمالِـنا ثُعبـانُ
نهبوا البلادَ ودنّسوا حرماتِها
........................... وتزاحمـوا وكأنـهم ثيـرانُ
وتنازعوا وتقاسمـوا خيراتنـا
........................... وزعيمهم في أرضنا طمعانُ
والعُرْبُ تعقد كلّ يوم مجلساً
........................... شجبوا بـها وتصوّر الفرسانُ
ماذا تبقّى في العروبة بعدما
........................... فقدتْ معالمَ وجهِها الأوطـان ُ
مات الضميرُ وليس نرجو بعده
........................... عطفاً ، ومات بموتـه الإنسانُ
ذرني فإني - لا عدمتكَ - شاعرٌ
........................... شَرِقَتْ بماء دموعـهِ الأجفانُ
يبكي على قَومٍٍ تناثرَ شملُهم
........................... وجميعهم في رِبْقِـهِم أقـرانُ
ناموا ولكنْ بعد أن يستيقظوا
........................... تُحْنى الرؤوسُ كأنهم خرفـانُ
لا تُشْعل الأحداثُ جمرَ قلوبهم
........................... أبداً فقد خمدت بها النيـرانُ
لا أحسب الأشعار تشحذُ همِّةً
........................... لكنـها تتوقّـد الأذهـانُ