أطاب له المقام
أطاب له المقام؟
خرجت في يوم الجمعة: 24/10/1410هـ ـ 25/8/1989م إلى شرفة الغرفة في فندق مانيلا المطل على البحر في غرب عاصمة الفليبين، ولم يكن عندي في هذا اليوم مواعيد.
وتذكرت بلادي-أرض الحرمين-التي مضى لي على فراقها أكثر من ثلاثة شهور، وأنا مسافر في الغربة أنتقل من بلد إلى آخر، ومن مدينة إلى أخرى، ومن حارة إلى حي .
وأخذت أقارن بين الجو في مكة والمدينة وطبيعة البلاد الصحراوية القاحلة ذات الحرارة المرتفعة، والجبال الجرداء والأرض القاحلة لقلة الأمطار، وبين هذه البلدان التي زرتها، وفيها الجو المعتدل والغابات الكثيفة التي تغطي عامة أرضها، والأنهار الجارية، والفواكه المتنوعة.
ثم رجعت إلى بلادي لأتذكر أنها أفضل أرض الله على الإطلاق، ففيها المسجد الحرام والمسجد النبوي، وبها نزل الوحي السماوي في غار حراء.وفي وهاد الحجاز ونجودها.
وبها غزوات بدر وأحد والأحزاب وخيبر وحنين وتبوك، ومنها انطلقت جحافل الجيوش ومواكب الدعوة إلى الله، إلى أرض الله فاتحة قلوب أهلها بالعلم والإيمان، ومعاقل الطغاة بالرمح وبالسنان.
وهنا سجلت هذه المشاعر-وإن كنت غير شاعر- في هذه الأبيات:
نأيت عن الجبال العاريات ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، وعن تلك الصحارى القاحلات
غَلَتْ فيها رمال سافياتٌ ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، أحاطت بالصخور المحــــرقات
إلى أرض بها روض ونهر ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، وفاكـــــــــهة تــلــــذ لكل آت
حباها ربها الباري جمالاً ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، وقد ضمت قصوراً شـــاهقات
تحيط بها بحــــار عاتيات ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، فتتحفها بسحـــــب ممطرات
بها طلق الهواء يكاد يشفي ،،،،،،،،،،،،،،،، لجودته لديـــــــــــغ الناقعات
تُرى ماذا جرى لغريب دار ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، حوت نعم الإله الســـــابغات
أطاب له المقام بأي أرض ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، سوى تلك الربوع الطـاهرات
بلاد قد أتى فيها رسـول ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، بوحي الله أعلى المعجزات
فأحيا أمة كـــــانت مواتاً ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، وكم أحيت هنالك من موات
وفيه الكعبة الغراء تعـلو ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، على كل الحصون الشامخات
خليل الله شيدها امتثالاً ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ليحــــــظى بالعبادة كل آت
أتاها الأنبيا من كل فج ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، حجــــــــيجاً يبتغون الصالحات
بها عرف الخلائق أين ربعي ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، وإن كانوا بأقصى النائيات
فليس هناك من أرض سواها ،،،،،،،،،،،،،،،، إليها الناس تصمد بالصلاة
ثمار الأرض تأتيها جميعاً ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، وإن بعد المكان عن السعاة
وطيبة في بلادي وهي مأوى ،،،،،،،،،،،،،،،،رسول الله وقت المعضلات
وجبرائيـــــل كان له رفيقاً ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، بطيبة في السنين الباقيات
فسل عنه قريظة ثم بدراً ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، وأحزاباً تولت هــــــــــــاربات
وفيها المسجد الثاني إليه ،،،،،،،،،،،،،،،،،، تشد الرحل من كل الجهات
كذلك مرقد المختار فيها ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، فطابت بالحياة وبالمـــــــمات
وعاصمة الخلافة في علاها ،،،،،،،،،،،،،،،،،، ومنطلق الجيوش الفاتحات
وطينتها تروت من قـــديم ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، دم الشهداء أبطال الغــــزاة
أأرغب عن بلادي وهي أغلى ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، بلاد في جميع الكائنات
فلا والله لا يحــــــــلو مقام ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، بغيرك يا بلاد المكــــــرمات
وأسفاري وإن طالت بريـــــد ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، بهديك للقلوب الظامـــئات
وأرجو الله أن أبقى نزيلاً ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، بأرضك ما حييت إلى الممات
وأن ألقى إلهي وهو راض ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، بأعمالي ويغـــــفر سيئاتي
__________________
الأهدل
|