زيارة الطيف

[مخلص النوايا]

اخي العزيز / محمد الشنقيطي

استاذي العزيز / سلاف

(( في فمي يا عراق ماء كثير ))

اني بكما من المعجبين فما اروع قرائحكم وما انبل معانيكم ..

لدي كلام كثير كثير ويردني عن ذلك مهابة حروفكم وتقفي آثار كلماتكم .. طامع في في ان تتسع صدوركم لحديثي راغب في عفو ضمائركم في ردّي القادم .. وهنا سوف اورد بأيجاز ...والاضافات سوف تكون في مواضيعكم القادمة..

يقوم النقد في العصر الجاهلي على ركيزة تسمى ( الاستحسان )

بما ان شعراء العصور الاوائل لا يقعون في زلل النحو والصرف وخلل الوزن وغريب الكلمات فأنهم يجنحون الى الاستحسان والتقدم مسافات في زمن القصيدة والاستغراق في سماء القافية..

قال الله تعالى ( واشتعل الراس شيب)

قال ابو تمام :

لا تسقني ماء الملام فأنني
...............................صبٌ قد استعذبت ماء بكائي

ان اشتعال الرأس شيبا وماء الملام وجناح الذل من الاستعارات الابداعية وما يزيدها روعة وجمالا ان لها خاصية التبادل بين الحسي والمعنوي وفي شعركما ندرة من هذا الاستعمال واستحسان وجودها في القصيدة ان تكون كالملح في الطعام فأن كثرتها تؤدي الى الطلاسم المبهمة وعدم وجودها نوع من جفاف خصبة الابيات ..

تحياتي