(((( الحكم الأخير )))) قصة قصيرة ولكنها معبرة
الحكم الأخير
قصة قصيرة :سامية حسين علي محمد
خفتت أصوات الحضور وتعالت همساتهم عندما أشار الحاجب لهم بالوقوف إيذاناً بدخول القاضي إلى القاعة، كانت اللحظة الحاسمة، خيَّم السكون التام على المكان، أرهفوا الأسماع إنصاتاً لأنفاس القاضي، فتح فمه كي ينطق بالحكم، فإذا بالباب ينفتح بعنف، اندفعت معه الريح بشدَّة، اتخذت لها مسار القلب، موجهة عاصفتها إلى الميزان البرونزي الذي بدأ يتمايل.. يترنَّح.. ثمَّ سقط.
لا يزال أمامنا فرصة للاستئناف، ستكون الإصلاحات قد تمَّت وسيعود الميزان إلى صدارته، حينها ستغيب الريح بحلول الصيف، وتحسباً لهبوب نسمات صيفية سنتأكَّد من إحكام غلق الباب، وسوف نتأكَّد من ذلك حتماً.
للمرَّة الثانية ألاحظ هذا الميزان القابع على واجهة المبنى الخارجي، بدا لي مائلاً بعض الشيء وبرَّاقاً أيضاً، لعلّ العامل نفض عنه أكوام الغبار التي أثقلت كفتيه، فمال منه رغماً عنه، نفضت الأفكار السوداء عن رأسي وأنا أصعد درجات السلّم العالية.
هذه المرَّة لم نتكلَّم ولم نهمس طوال المرافعة، فقد أدركنا الحكم يقيناً، ترقَّبناه حرفاً حرفاً، تباريْنا في صياغته حتى دخل القاضي، حرص على أن يُحكم إغلاق الأبواب جميعاً بأقفال ضخمة. كتمنا أنفاسنا حائري النظر مابين القاضي والميزان. من الشباك الجانبي تدخل عصفورة صغيرة تحمل قشَّة.. حتماً أخطأت الطريق إلى عشها، أدركت الخطأ مؤخراً، فانتفضت من مهابة القاضي والحضور، سقطت قشّتها رغماً عنها لتستقر في إحدى كفتي الميزان.
__________________
<p aligin="center"><embed width="590" height="300" src="http://www.geocities.com/gareeb77/AJEEB7.swf" type="application/x-shockwave-flash"></p>
مع الشكر الجزيل للأخ qwqwasd
|