موت لاجئ فلسطيني اسمه محمود
موت لاجئ فلسطيني اسمه محمود
هو أبي
مات لأنه انتهى أجله بلا شك ولكن الصهاينة والعرب موتوه منذ عام 1948 ألف ألف مرة.
كان نادراً ما يشتم اليهود ولكنه كان يلعن زعماء العرب صباح مساء منذ 48 إلى الآن وربما منذ ما قبل 48.
كان يعيد ويكرر كيف طلبت منهم الجيوش العربية ترك بلدهم "خوفاً على حياتهم" من المعركة البطولية التي كانت ستقوم.
ثم كيف كانوا يسمون من يريد البقاء في أرضه"خائناً".
لم تشأ لي الحكومات "الصامدة" أن أراه منذ عقد ونصف من الزمان ومات ولم أره.
كانوا حدثوني أنه في السنتين الأخيرتين كان متفائلاً بالعودة إلى فلسطين: ولكنه فجأة فقع ومات.انتهى أجله بلا شك ولكن قد يكون تسبب في هذا الفقع أناس من طراز "الوطني" ابن السلطة "الوطنية" سري نسيبة الذي "بشر"اللاجئين أن مطلب العودة "غير واقعي" وكأن اللاجئين أعطوه توكيلاً بالتنازل عن حقوقهم.
أو لعله فقع لما رأى إخوانه لاجئي مخيم جنين يقبرون أحياء تحت سمع الأشقاء والحكومات التي "تساعدهم" بالإبقاء على علاقاتها مع شارون وبقتل المتظاهرين الذين يطالبونها بقطع العلاقات.
مات محمود ولم يعد وما عاد حتى أولاده المنفيون إلى المخيم فيا لها من هجرة في إثر هجرة..
بل الهجرة إلى الله أكرم وأرحم وهو أكرم الأكرمين وأرحم الأرحمين.
ورحمك الله يا أبي وجزاك خيراً على صبرك على دنيا ما كانت إلا جهنم المؤمن وجنة الكافر.
|