مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 07-06-2002, 06:08 AM
samar samar غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2002
المشاركات: 16
Post الهروب الى القدر(الفصل الثاني)

الفصل الثاني :-
حقاً .. قد عرف أهل القبيلة أن يختاروا لناهد ذلك الاسم المناسب ، فكانت اسماً على مسمى، فكلما كانت تكبر كلما زادت بهجة و جمالاً و بهاء .
سرعان ما كبرت الفتاة و أصبح عمرها يؤهلها للزواج ، تسارع الشبان لخطبتها ، لكنها كانت مدللة ، و لها حرية رأي ، ولا يستطيع أحد إرغامها على بالقبول بما لا تريد ..
فرفضتهم جميعاً ؛ و ذلك لأنها لم تشعر تجاه أحد منهم بعاطفة مميزة .
وفي أحد الأيام و بينما كانت الفتاة تملأ جرار الماء من النهر ، كان قد اقترب شاباً يبلغ من العمر حوالي الثانية و العشرين عاماً من النهر ، فأخذ يتأملها و يتأمل جمالها من بعيد و هي تملأ الجرار بالماء ، و يسمع صوتها و هي تغني ، فأحس بانجذاب إليها لم يستطع معرفة سببه أو تفسيره ..
و بعدها اقترب منها و تنحنح ، ففزعت جميلة ، و حاولت الهرب ، إلا أن جميع محاولاتها قد باءت بالفشل ، فالشاب أحكم قبضته على ذراعها ، و أخبرها بأنه لن يتركها قبل أن يتعرف عليها ، فسألها : ما اسمك أيتها الجميلة البهية الطلعة ؟
فاحمر وجهها و أجابت : أنا لا أقول اسمي للغرباء ، فهذا من شيم الفتاة المحترمة .
فرد عليها : اعلمي أنني لن أتركك قبل أن تُعرفي عن نفسك و عن أهلك !
فلم تجد جميلة مفراً إلا أن تخبره بأن اسمها جميلة ، و أنها من قبيلة الشيخ مكرم .
فقال لها : اسم على مسمى و مؤصل النسب .
فخجلت و حاولت الهرب ، إلا أنه قال لها : ألا تودين التعرف علي ؟
فأجابت : هذا ليس مهماً ..
فقال : بلى هذا مهم ، أنا اسمي أحمد ، و أريد أن أخبرك بأنك سارقة كبيرة !
فدهشت الفتاة و قالت : أنا !!!!
فرد عليها و أجابها : نعم أنت ، و لكنك سارقة من نوع آخر ، و أستطيع أن أقول عنك أنك سارقة شريفة ؛ لأنك سرقت قلبي ، و اختطفت مشاعري من أول نظرة ، وقعت عيني عليك ، و أخبرك أني سأقابل أهلك و أخطبك ومن ثم سأحضر أمي ..
الفتى قال ذلك و الفتاة وقفت متصلبة في مكانها لا تعرف ماذا ستفعل ، رغم ذلك استطاعت أن تفلت من قبضته هذه المرة و الهرب منه .. فلم يستطع إيقافها لسرعة تلك اللحظة الحاسمة ..
انطلقت جميلة تعدو و تسابق الريح إلى أن وصلت إلى منزلها ..
و عندما دخلت سألتها أمها التي ربتها عن سبب اضطرابها ، و قالت لها : ماذا حدث لك يا ابنتي ؟ و ما هو سبب اضطرابك ؟
فأجابت : إنني أشعر بصداع بسيط فقط ، و سأحاول الخلود للنوم قليلاً ؛ لعلني أستعيد نشاطي مجدداً .
فقالت لها أمها : حسناً ، اذهبي لتستريحي يا ابنتي ……
و بعدها جلست جميلة عند الزاوية المخصصة لها في الخيمة ، و راحت تفكر في الذي حدث معها، و تعاود سرد الأحداث في مخيلتها ، و تبحث عن تفسير لذلك ، و عن سبب انجذابها لذلك الشاب الغريب ، الذي سلبها عقلها و كيانها ..
و في مساء اليوم نفسه جاء الشاب إلى منزلهم ،و استأذن بالدخول ، و عرف عن نفسه ، و عن نيته في طلب يد جميلة ، و أخبرهم أنه بمجرد أخذ موافقتهم على طلبه سيعود إلى مدينته كي يحضر أمه لخطبتها رسمياً .
تعجب الشيخ من طلبه و قال له : من أين لك تعرف جميلة ما دمت غريباً عن هذه المدينة؟
فتلعثم الشاب بالإجابة و خاف أن يظن الشيخ به و بجميلة سوءاً ، فيرفض أن يزوجه إياها ، و لكنه حاول لملمة كلماته و رد على الشيخ و قال له : لا تنسى أيها الشيخ الكريم أن ابنتك هي أجمل بنات القبيلة ، و جميع الشباب يتمنوها لحسن أخلاقها و لجمالها الأخاذ و حسنها، و عندما وصلت تحدثت مع أصدقائي هنا فأخبروني أنك شيخ القبيلة ، و من بين الحديث عرفت أن لك ابنة فاضلة ، يحترمها الجميع ، الصغير قبل الكبير ، و من كثرة ما سمعت عنها تمنيت خطبتها ، و التشرف بهذا النسب الأصيل ..
فهز الشيخ برأسه ؛ استحساناً لكلامه و قال له الشيخ : زين ، هذه نعم الأصول و التربية ، و لكنك تعرف أن من الأصول أيضاً أن آخذ رأي جميلة ، و أن نقوم بالسؤال عنك و عن أهلك ، فأرجوك أن تمهلنا أسبوعاً ، و من ثم تعود لأخذ الرد منا .
فقال له الشاب : كما تريد يا عماه ، خذ ما تشاء من الوقت ، و سأعود في الوقت المحدد لآخذ الرد منكم إن شاء الله . ثم استأذن الشاب بالانصراف و انصرف .
بعدما خرج الشاب أحست جميلة أن قلبها قد خرج معه ، و أخذت تشيعه بنظراتها ، فلاحظ والدها ذلك ، و ربت على كتفها ، و قال لها : إنه ظريف ، أليس كذلك ؟
فردت عليه بتجاهل : من ؟
فقال لها والدها : من سيكون غير أحمد ؟ أتعلمين قد جاء لخطبتك مني ، فهل توافقين عليه؟
فخجلت هذه المرة جميلة و لم تتفوه بكلمة واحدة .
فنظر إليها والدها بحنان و قال لها : السكوت علامة الرضا .
فهزت برأسها بخجل ، و حاولت الانصراف من أمام والدها ، و لكنها لم تنجح بذلك ، لأن أمها أمسكت بيدها ، و من ثم احتضنتها ، و قالت لها : و أخيراً سأراك عروساً يا ابنتي الحبيبة ..
كانت الفرحة لا تسع أهلها ، و هم لا يصدقون أن تلك الطفلة الصغيرة التائهة قد كبرت الآن و ستتزوج …
قطع الأب ذلك الصمت و نادى شباب العائلة ، و أمرهم أن يشدوا الرحال ، ليسألوا عن أحمد و عن أهله و فصله و أصله .. و فعلاً ذهب الشباب لينفذوا مهمتهم .
أحس أحمد تلك الأيام كدهر طويل ، فقد سهر الليالي و أخذ يتساءل هل ستطول هذه المهلة؟
و هل سيوافق الشيخ على تزويجه ابنته ؟ تساؤلات عديدة جالت في خاطره .. إلى أن جاء ذلك اليوم الموعود ، فأرسل الشيخ بطلبه ، بعدما عاد له الشباب بالأخبار الطيبة عنه و عن أهله .
سرعان ما لبى أحمد نداء الشيخ و حضر فاستقبله الشيخ أطيب استقبال ، و دعاه للجلوس إلى جانبه.
جلس أحمد إلى جانب الشيخ و هو مرتعب ؛لأنه أحس أن تلك هي اللحظة الحاسمة في تاريخه، و هي التي ستحدد مصيره ..
لاحظ الشيخ بوادر القلق على وجهه ، فسارع بالقول له : مالك شارد الذهن يا صهري ؟
ما أن سمع أحمد تلك الكلمة حتى أصيب بالذهول ، و لم يصدق نفسه ، و بقي أحمد صامتاً ، فكرر عليه الشيخ سؤاله ، فتأكد أحمد أنه لا يحلم ، وأيقن أن طلبه قد قوبل بالموافقة ، فأخذ يقبل الشيخ من الفرحة ، حتى قال له الشيخ : كفى .. كفاك تقبيلاً ، لا تدعني أغير رأيي .
فقال له أحمد : لا . لن أزعجك ثانية ..
فقال الشيخ في نفسه : كم يتمتع هؤلاء الشباب بالحماس …
قاطع أحمد تفكيره و قال له : سأذهب الآن إلى بلدتي ، لأحضر أمي ، و لتبارك زواجي من جميلة ..
فقال له الشيخ : توكل و على بركة الله يا بني ..
و بسرعة امتطى احمد جواده ، و انطلق إلى بلدته على ظهر جواده وكأنه البيجاز الطائر*.
و بعد يومين أحضر أحمد أمه ، و المهر و المصاريف اللازمة لزفافه ، و أوصى صديقه خالد بأن يلحق به بعد ثلاث أيام و يعد الموكب الذي ستنقل به العروس إلى بيت الزوجية ..
في القبيلة بدأت التجهيزات للزفاف الموعود ، و في ليلة الحناء أعد حمام العروس ، و لكن كانت هناك مفاجأة لم يتوقعها أحد ، و ذلك عندما رأت أم العريس العلامة التي كانت على كتف الفتاة ، فأخذتها الدهشة ، و تذكرت أنها شاهدت نفس العلامة على كتف ناهد الأيمن، و من هول الصدمة أغمي على الأم ، فحملوها إلى ركن من الخيمة ،و التف الجميع حولها ، و بينما كانت غائبة عن الوعي كانت تتمتم بكلام غير واضح ، و كأنها كانت تقول :" ناهد .. ناهد .. ناهد .."
و لما استيقظت مباشرة سألت عن ناهد و قالت : أين ناهد ؟
فدهش الجميع و قالوا : ناهد .. من ناهد ..؟
فقالت لهم : أظن أنها جميلة .. أرجوكم أخبروني أليست هي ناهد ابنتنا التائهة ؟ أنا متأكدة من ذلك ، لقد شاهدت العلامة التي على كتفها ، لقد كانت ناهد تملك نفس العلامة .. أرجوكم أخبروني من هي؟؟؟ و ما هو أصلها ؟؟ أهي ابنتكم الحقيقية أم لا ؟؟!!
أطرق الشيخ رأسه و قال : نعم . لقد عثرنا على جميلة و هي طفلة و فعلاً قد كان اسمها ناهد ، و لكنا غيرنا لها اسمها ؛لأنه غريب علينا ، و لم نسمع يوماً به ، و أنت تعلمين يا أم أحمد أنها كانت أصغر من أن تعرف أين هم أهلها ، أو تستطيع أن تدلنا عليهم ..
كان أحمد يسمع ذلك الشيء الغريب و هو مذهول لا يعرف ماذا يقول .. و أخذ يقول في نفسه لا يعقل أن تكون جميلة هي أختي ناهد.. و هي المخلوقة الوحيدة التي أحببتها بصدق على هذه البسيطة ..
و لكن للأسف كانت هذه هي الحقيقة المرة التي واجهت الجميع .. و لا أحد في الكون يستطيع تغيير القدر أو النصيب ..
و كانت مشيئة القدر أن يمنح ناهد القدرة لتقبل ذلك ، بل بالعكس استطاعت ناهد الآن أن تفسر ذلك الحب الذي كان يربطها بأحمد ..
أما أحمد المسكين فقد بات لا يصدق نفسه ، و لا يتقبل ذلك الواقع المرير ، و كان كثيراً ما يهيم على وجهه في أراضي القبيلة ، و كانت قدماه تسوقانه إلى ذلك النهر ، حيث التقى ناهد أول مرة ، و تمنى لو أن تلك اللحظة تطول إلى بقية عمره .. و لكن ما باليد حيلة ..
و بينما كان أحمد جالساً هناك ، أقبل عليه صديقه خالد الذي كان يحمل معه ما أوصاه عليه أحمد ، فوجده حزيناً كئيباً ، فسأله عن ذلك التجهم و العبوس ؟ ، و لم يكن من بد إلا أن يخبر أحمد صديقه العزيز عن ذلك ؛ لعله يستطيع أن يخفف عنه شيئاً ..
حزن خالد أشد الحزن لما سمع الحقيقة ، و قال : حقاً إن الدنيا الغادرة ، لا تترك ابن آدم يحيا بسلام كما يريد ، و لكنها تتعمد أن تحرك أصابعها في الأقدار .. فهيا يا أحمد لنعود إلى القبيلة ، و إن شاء الله سيعوض صبرك خيراً..
و في اللحظة التي عادا فيها إلى القبيلة لمح خالد فتاة تحمل جرة ماء ، فأعجب بها ..
و عندما لمحت الفتاة أخاها أحمد قادماً ، أرادت أن تذهب إليه لأمر ما، ولكنها رأت أن معه شاباً فلم تشأ أن تكلمه ومعه شخص غريب ، فابتعدت عنهما ، لكن… هيهات ،فجمالها الفتان كان كشمس يشع نوراً مما لفت انتباه خالد ليشاهد أجمل ما رأت عينه ، وإذا بصورتها تنطبع في مخيلته على الفور ليرسلها، على بريد قلبه ولتستقر في أعماق أعماقه .
وبعدها التفت خالد إلى أحمد وهو شارد الذهن وأشار على ناهد المبتعدة عنه شيئا فشيئا ، وقال له : يا إلهي ، ما أجمل هذه الفتاة وما أبهاها !
فرد أحمد وفي عينيه كل الأسى ولماذا تظن أنني قد فقدت حبي لكل شيء ، أتظن من يرى ناهد يستطيع أن يتجاهل جمالها ورقتها؟!.
هنا أدرك خالد أن هذه الفتاة هي أخت أحمد ، صدم هو الآخر ؛ لأنه لم يكن يريد أن يقع في هذا المأزق مع صديقه أحمد ، فالفتاة التي سلبته عقله و أحاسيسه هي نفسها التي أحبها صديقه ، و حدث نفسه أن أحمد سيعتقد أن صديقه قد غدر به ، واختطف الفرصة السانحة ، لكي يسلبه من أحب ، فما عساه يستطيع أن يفعل ؟؟!!
تلك التساؤلات جميعا راودت فكر خالد ..
ولكن دعونا نرى ماذا راود فكر ناهد بالمقابل .. فبمجرد ما لمحت خالد ، والتقت عيناها بعيني ذلك الشاب الذي لفت انتباها بنظراته إليها، فأحست بشيء يجذبها إليه ، و هذا الشعور مغاير تماماً لما شعرت به تجاه أحمد ، و أحست بالفعل أن خالد هو الإنسان الوحيد الذي أحبته و تتمنى أن تتزوج به .. و لكن ما الذي ستفعله هي أيضاً ؟؟
أتبوح له بحبها و هي لم تعرف حقيقة شعوره تجاهها ؟؟! و في العادة لا تخبر الفتاة بحبها أولاً ، بل الرجل الذي يبدأ أولاً إذا كان بالفعل يحب ..
و لكن يا ترى هل سيستطيع ذلك الحب الرضيع كسر حواجز العادات و التقاليد ؟ بل ويتغذى منها ليغدو فتيا يستطيع تحطيم كل الموانع و العقبات ؟؟ أم سيكسر من أول مشكلة ستواجهه، و سيصبح في محط النسيان ؟؟!!

يتبع............
__________________
Samar
الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م