مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة بوح الخاطر
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 27-06-2002, 02:21 PM
rasha rasha غير متصل
مصـــ التي فى خاطري ــــر
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2001
المشاركات: 193
إفتراضي العزف المنفرد..( قصة قصيرة )

دائما أشعرأن الحياه أصعب من أن نعيشها بمفردنا , فدوما نحتاج لأخر نشاركه في المسرات أفراحنا ونقاسمه في الشدائد أحزاننا...
هذا الأخر يظهر في حياتنا فجأه .. وقد لايظهر ابدا ...
لكننا بالتأكيد نحتاجه .. حتى من يفضلون العزلة يحتاون في أعماقهم لمن يشاركهم وحدتهم بمنأى عن صخب المدنية..
لكن متى يجىء ذلك الأخر ..؟؟ّ! متى ؟؟ متى؟؟

أخذ صدى الكلمات يتردد في نفسها بعنف داخلى صامت , وأرتعش القلم بين أناملها الرقيقة .... دقات قلبها يكاد يسمعها من في الحجره المجاوره...
تردد بداخلها سؤال " هل ما تكتبين هو فقط مقال عادى مثل عشرات المقالات السابقة .. ام انه أسقاط لما بداخلك ..؟"
فهى كما ترى نفسها-وبشهاده كل من حولها- فتاه مميزه جدا, تحمل قلبا زنبقيا عطرا .. جمالها ليس من النوع اللافت للأنظار .. لايبهرك من النظره الأولى , لكنك كلما تمعنت فيه وجدت جمالا خفيا يتجلى برفق...
أساريرها منبسطة .. بسمتها حنون تشعرك أن العالم قط لم يتغير , تشعر معها من اللحظة الأولى انك ولدت الأن فقط.....
كانت تعرف كل ذلك عن نفسها وكان ذلك مدعاة رثاءها لحالها.....
فكل من حولها منذ أيام الدراسة وحتى العمل يشيدون بأخلاقها وتدينها ورقتها وعلمها ..
لكن أحدا لم يخترق حاجز صمتها ... لم يقترب منها أحد أبعد من حدود الزمالة والصداقة...
لكنها متعطشة للحب.. نوع من البشر يحب الحب ذاته ... تتمثل ذلك الحب في الأشخاص من حولها .. تسبغ عليهم وميضا ذهبيا من كوة قلبها النابض حبا... حتى لترى أحدهم مميز عن غيره بما يشغله فى قلبها من مكانه..
فكم مرة تمنت أن تستحق ذلك الشخص الذى تراه يوافقها في أشياء كثيره وتجد نفسها منسحقه في هواه.... لكن أحدا لم يشعر بها ..
كانت تحتاج لمن يقايض قلبها بحبه ... لمن يقتحمها ويخترق حصونها المهجوره ويقوض أركانها ... لمن يذيبها بكلمة واحده ... أحبك ...
كثيرا ما أشتاقت أن تسمعها من انسان يبادلها حبها الجارف للحب .
أغلقت دفتر مسودات مقالاتها لتمسح دمعة سقطت فوق حروف الحب فأذابت حبرها...
تلك المعة لا تعرف هويتها .. أهى دليل فرح وفرط سعاده .. ام أشفاق ورثاء..؟
أسندت رأسها لظهر مقعدها للحظات.. قامت للشرفة المطلة على حوض الورد الكبير بالحديقة الذى أصرت ان تزرعه كله بالزنبق الأبيض وأن يكون تحديدا تحت شرفة مكتبها.. لتراه دائما ...وتذكر حادثة الزنبق السعيده , تلك الحادثة التى أدخلت عنصرا جديدا لفرقتها .. ليعزفا معا على قيثاره الحب لحن العشق الأبدى...
لم تعد بعدها تعزف منفرده على أوتار القلب المشدوده.. لكن شاركتها أنامل رقيقة أدخلت على اللحن ايقاعات مبهجة فرحه..
انها تذكر تاريخ تلك الحادثة بالنسبة لهذه المقالة بالذات .. فبعد نشرها بعدة أيام كانت بمكتبها في المجلة التى تعمل بها تراجع بريدها وبعض أوراق.. وجدت بطاقة صغيره شديده الأناقة مدون عليها بخط منمق " قرأت نفسى بين سطور مقالتك
تحياتى لأنامل أبداعك "

لم يكن من المعتاد لها أن تتلقى مثل تلك البطاقات , ولم تكن تعرف أن أحدا يقرأ أو يهتم لما تكتب , لذا تحيرت من شخصية مرسل البطاقة .. أتراه قارىء عادى ام شخص يعرفها .؟
لم تكد تكمل تأملاتها .. وأنتبهت لباقة كبيره من الزنبق الأبيض فوق مكتبها ..
- " وجدت أن البطاقة غير كافية لتعبر عن شعورى .. فليت الزنبق يكون رسولى "
انه هو .. صاحب البطاقة يقف أمامها .. انها لم تخطىء السمع اذن ولم يشبه لها ..
ملامحه ليست غريبة .. كأنما رأته قبلا ..
قامت لتصافحه قائلة – " أهلا بك , شكرا على البطاقة والورد , لكنه كثير "
- " بل انه أقل تعبير "
- " تفضل بالجلوس , أعتقد اننى رأيتك من قبل لكننى لا أذكر أين بالتحديد "
- " معك حق , فقد كنا زملاء بنفس القسم في الكلية , وقد كنت مميزه دوما "
- " شكرا لك , الأن تذكرتك .. لكن ما الذى ذكرك بى بعد كل تلك السنوات لقد مر على تخرجنا خمسة أعوام "
- " أننى لم أنسك قط , وكل ماوصلت اليه ادين به لك ,... لاتتعجبى فمذ العام الأول لنا بالقسم وانا معجب بك بشده , لكنى لم أكن سوى طالب مستقبله غير واضح ولم أكن أطمح في التقدم لك طيله الأعوام الماضية .. كنت فقط أراقبك من بعيد ولا اجروء على الأقتراب منك , لذا كنت أعمل بلا هواده كى أستحقك .. فلم أكن لأسامح نفسى ابدا لو أشقيتك معى بشظف العيش , أعلم أن كلامى مفاجأه لك .. لكنى صادق وبشده فى كل مارويت ..."

أبتلعت ريقها الذى جففته مفاجأه الكلمات بصعوبه وسرحت بخاطرها .. أمنذ تلك السنوات وكان هناك فعلا من يحبنى وأنا لا أشعر ..
كان هناك من يعزف بجوارى منفردا لكنى لأنشغالى بعزفى لم أسمعه ...

- " أرجوك , ليس هناك الكثير من الوقت لنضيعه أجيبى بالكلمة التى عملت وتغربت من أجلها كثيرا , هل توافقين علي الزواج منى ؟ "
ياربى هل ما أسمعه حقيقة ؟ هل يتحقق كل ما تمنيته طيلة أيامى بهذه السرعة الحب...والزواج .
-" بماذا تفكرين ؟ هل توافقين ؟ "
أبتسمت فتفتحت وريدات الزنبق الصغيره من أكمامها , وأجابت بصوت يخرج من أعماقها .
-" نعم أوافق , لكم عليك أن تقابل أبى اولا "
-" بالتأكيد , سأتى وأسرتى الليله اليكم "
-" أهلا بكم "

تم كل شىء كحلم سريع .. خطبة .. كمقدمات الربيع العطريه .. ثم زواج أسطورى كربيع دائم ...
لذلك عشقت الزنبق وملأت به جنبات البيت والحديقة ..
أطفأت اضاءة حجره المكتب وأغلقتها خلفها .. وتوجهت لحجرة نومها حيث ينام زوجها .. تلمست يداه برقه كأنه وليدها وانحنت لتقبله على جبينه .. وأخذت تتامل وجهه وهى تهمس
" يازوجى .. ياحبيب عمرى أعدك ان تكون حياتنا معا ربيع دائم وأن أكون ابدا بجوارك ...
وأن أزرع فى كل عيد زواج لنا زهرة زنبق بيضاء جديده "
__________________
وطنى لوشغلت بالخلد عنه**** نازعتنى اليه في الخلد نفسى
الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م