أبو بكر الأحق بالخلافة 3

[عمرو على محمد]

بسم الله الرحمن الرحيم .
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره إنه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله ، ثم أما بعد ،
لا زلت فى إكمالى للدلائل ـ بعض الدلائل ـ على خلافة أبى بكر من السنة ، ولقد أوردت فى الحلقة السابقة ثلاثة أدلة وها أنا أكمل وسابدا بقصة الغار وهى واحدة من أهم الدلائل على أفضلية أبى بكر ـ رغم كل مايقوله الشيعة منذ زمن وإلى الآن ـ القصة رواياتها أكثر من أن تحصى لذا فقد أوردت القصة جمعا بين الروايات وفى النهاية أشير إلى مظانها جميعا من الكتب ، فأكون بذلك جمعت ووفقت :
4ـ قـصـة الـغـار
بسم الله الرحمان الرحيم
توجه رسول الله (ص) بصحبة أبي بكر الصديق إلى غار ثور و هو على بعد ثلاثة أميال من جنوب غربي مكة المكرمة. و لما انتهيا إلى الغار قال أبو بكر رضي الله عنه للنبي (ص): "مكانك يا رسول الله أستبرئ لك الغار."

و دخله أبو بكر و جعل يسد الأحجار كلها، فبقى منها جحر واحدة ألقمه كعب رجله، ثم نادى رسول الله (ص)، فدخل عليه الصلاة و السلام و وضع رأسه في حجر أبي بكر الصديق و نام لشدة ما اعتراه من تعب.

و لدغ أبو بكر رضي الله عنه من ذلك الجحر الذي وضع عليه رجله، فلم يتحرك لئلا يوقظ رسول الله (ص)، و لكن دموعه سقطت من شدة الألم على وجه رسول الله (ص) فانتبه عليه السلام، و قال لأبي بكر الصديق:

"مالك؟" قال : "لدغت فداك أبي و أمي"، فوضع عليها من ريقه الشريف فزال الألم.

و لما أصبحا قال النبي (ص) لأبي بكر الصديق : "أين ثوبك؟"، فأخبره أنه مزقه و وضعه في الحجار، فرفع النبي (ص) يديه و قال: "اللهم اجعل أبا بكر معي في درجتي في الجنة".

و لما علم المشركون بخروج رسول الله (ص) و أبي بكر الصديق، ذهبوا في طلبهما كل مطلب، و جعلوا لمن ردهما مائة من الإبل الذي هما فيه، و جعلوا يمرون من باب الغار و لا يرونهما، فلم يدخلوه إذ رأوا على بابه نسيج العنكبوت، كما رأوا حمامتين قد عششتا على بابه، و كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يرى القوم فيعتر الخوف على رسول الله (ص) و كان عليه الصلاة و السلام يطمئنه و يقول:"لا تحزن إن الله معنا."
والحديث رواه كل من ( تحفة الأحوذى شرح الترمذى 3198 و رياض الصالحين 81 و سنن الترمذى 5084 و البخارى 3453 و 3707 و 3453و 4386 و مسلم 2381 و فيض القدير شرح الجامع الصغير 7787 و مجمع الزوائد 9905 إلى آخر الروايات التى بالفعل فوق الحصر )
لا تزال الشيعة تؤول وتقول وهذا لا ينفى أن أبا بكر هو من آنس النبى وكان معه فى الغار وشهد له الله بالصحبة فقال ( إذ يقول لصاحبه ) ومنكر الصحبة كافر كما قال العلماء لأنه يكون قد رد على الله كلامه ومن قال أن الصحبة لا تعنى أنه صالح فالصحبة تطلق على التزاوج فقط حتى لو بين مؤمن وكافر فإن الله أوحى إلى نبيه أن يقول له ( إن الله معنا ) والله لا يكون مع الكافرين والفاسقين إجماعاً ، أين ذهب عقل الشيعة لعمر الله ؟ ويقول البعض أن قول الله تعالى ( لا تحزن ) يقدح فى أبى بكر على أنه جباناً ولكنهم نسوا أن الله تعالى قال لا تحزن ولم يقل لا تخف ، إن أبا بكر لم يخف بل حزن لأن المشكلة ليست فيه فهو فرد أما النبى إن أصيب بمكروه فستسقط الدعوة من أساسها ، لإنه إن خاف من أن ينظر أحدهم تحت قدميه لكان أولى أن يخاف من العقارب والحيات وهو يدخل الغار ليستكشفه للنبى ، وهو يسد الفرجة بكعبه الطاهر ، ألم يخش على نفسه من الموت ، سبحان الله لكم أحب ذلك الرجل ، اللهم أحشرنا معه وجميع الصحابة النجوم على قدم نبيك نبى الهدى محمداً صلى الله عليه وسلم .
اكتفى بهذا فى تلك المرة فى المرة القادمة أكمل بقية الأدلة من السنة على أحقية أبى بكر وعندما أنتهى فسوف أرد على أدلة الشيعة من السنة أيضا ثم أدخل فى الأدلة القرآنية للسنة وأرد على أدلة الشيعة من القرآن ، تلك خطتى التى عليها أسير ، فاللهم أعن ويسر يا كريم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
اللهم صل على محمد .