كلامكِ في سمعي

[سلاف]

كلامك في سمعي وإسْمُك في فمي
................وحبّك يجري في فؤادي وفي دمي
ولست وأَيْمُ الله أنساك لحظةً
........................فإنك إيماني الذي هو مُلْهمي
فما إن تغزلت بقد مليحةٍ
...................بِشِعْرٍ له من حسنها طِيبُ مبسمِ
وغنيت ليلى والرباب وزينبا
.....................فعنكِ أكنّي يا فديتُكِ فاسلمي
عليهنّ صبغٌ من بلادِ غريبةٍ
.....................وطيبك من شامٍ ومن أرض جرهمِ
لسانك بالضاد الجليّة ناطقٌ
......................وليسَ سواهُ غير خلْطٍ و(طَوْطم)
يحرّفن حتى الآي عند تلفّظٍ
....................كما لُفظ القرآن من (أنكلٍ سَمِ)
وينطقْن لا يتلين قد قلت عامداً
.......................أيتلو الذي بالغرب منطقُه عمِ
لأدري بأن الهجر سورٌ ودونه
..........................على جانبية كلّ قلبٍ متيّمِ
أديمي نُدِمْ نظراتنا فيه إنه
......................من النظَرات إن ندمها يُهَدّمِ
وليس يصد قاصفات عيوننا
......................له حرسٌ قد ركبوا كل لهذمِ
سيهوي عليهم ثم يحطم جمعهم
....................على باطلٍ من يجتمع يتحطَمِ
وقد لاح – رغم النأي – إرهاص فجرنا
.......................يبدّد بالأنوارِ ديجورَ مُظلِمِ
سأبقى لذاك اليوم أرقب فجره
....................وإن طال قرنا لست بالمتبرّمِ
همُ زعموا أني كرهتك والذي
........................براك لأنت الحقّ لم يتصرّمِ
من النفس حبّاً والفؤادِ لذاذةً
..............وفي العقل من فكرٍ -فديتُكِ – ملهِمِ
بلاكِ بلا معنى أنا أو هويّةٍ
....................ومن لسواك إذ تغيبين أنتمي ؟
فإنك تاريخي ومجدي وموطني
...................وموئل أحلامي وللجرح مرهمي
وأنت بهذي الدار عنوان عزّتي
..................وللفوز بالأخرى فنورك مَعْلمي
ومذ غبتِ لي بالطيف عنك استعاضةٌ
.....................يتيحُ غيابُ الماءِ فرضَ التيمّمِ
يبوء بإثمٍ من يمت دون نظرةٍ
......................إليهِ ولو بالقلبِِ قبل التلعثمِ
فحبّك تكفيرٌ لِحوبٍ وزلّةٍ
...................ومن يتخذْه جُنّةَ البعث يسلمِ
فإنك للتوحيدِ صنوٌ ومنعةٌ
..................بدونِكِ أصحابٌ له محضُ يُتّمِ
كأنهم زاد اللئام بقصعةٍ
...................لغيرهم فيها غدوا سهلَ مطعمِ
بدونك عين الشمس تبدو كئيبةً
....................وحتى تعودي علقمٌ ماءُ زمزمِ
وسيّان عندي صادح قبلَ عودةٍ
...................وفي فلوات البيد تصفار قشعم
سواي لثغر بالشفاه مقبِّلٌ
.................وكلك لي بالروح والفكر مَلْثمي
ولست لوحدي عاشقا يا حبيبتي
........................ألا إنما العشاق بليون مسلم