أبها: عايض النجيمي
عزا رئيس نادي النصر الأمير عبدالرحمن بن سعود أسباب هبوط مستوى الكرة السعودية لأسباب عديدة من بينها اللوائح وتنظيم المسابقات، والتحكيم والاحتراف وإمكانيات الأندية المادية، واتهم في حوار صريح مع "الوطن" الإعلام بعدم تسليط الضوء على واقع الأندية السعودية ومعاناتها المادية، وقال إذا لم يشارك الجميع من إعلام وإدارة وجماهير ومسؤولين في بناء الحركة الرياضية على أسس صحيحة، فلن نصل برياضتنا إلى القمة، وتطرق سمو الأمير إلى عدة موضوعات أخرى وذلك في الجزء الأول من الحوار التالي:
*سمو الأمير بصفتك خبيراً رياضياً كبيراً، كيف رأيت مشاركة منتخبنا الوطني في كأس العالم؟
أولا أتمنى أن أكون خبيرا رياضيا بالفعل، وبالنسبة لمشاركتنا في كأس العالم فأنا لا أحمل المسؤولية كاملة لطرف دون آخر، لا أحمل المسؤولية كاملة للمدرب ناصر الجوهر لكنه يتحمل الجزء الأكبر فهو الذي اختار اللاعبين، وكذلك لا أعفي المشرف على المنتخب سمو الأمير تركي بن خالد وكما نعرف فإن سموه لم يستلم المنتخب إلا في فترة بسيطة جدا لا يستطيع أن يعمل فيها أي شيء فهو أتى وكل شيء جاهز أمامه من مدرب وإداريين والاعبين، فهو أتى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وبالعكس فوجود الأمير تركي بن خالد حسّن من الوضع، وكذلك لا أحمل اللاعبين المسؤولية وأنا كتبت عن هذا الموضوع قبل أن يحدث بمدة لا تقل عن 7-10 سنوات، ولو يتلطف القراء الكرام والأخوان المسؤولون والإعلاميون والمسؤولون ويعودون بالذاكرة إلى كل مقالاتي وأحاديثي التي قلتها في السنين الماضية لوجدوا أن ما حدث أمر توقعته منذ سنين، وأذكر مثلا أنني كتبت في مقالة "بصراحة" وقبل 7 سنوات تحت عنوان (خدعوك فقالوا إن الدوري السعودي أقوى دوري عربي) وقلت إن الدوري السعودي كان أقوى دوري عربي أما الآن فلا، لماذا؟ لأن غيرنا يعملون ويخططون أما نحن فوقفنا عند حد معين لا نخطط ولا نتطور وقلت إن الكرة السعودية أصبحت تتقهقر إلى الوراء لأسباب عديدة جدا، لوائح، تنظيم مسابقات، التحكيم، وأهم من كل هذا الإمكانيات المادية فلو قسنا إمكانيات الأندية السعودية مع إمكانيات الأندية في أي بلد في العالم لوجدناها الأقل، وهذا الشيء يشعر به المسؤولون، فنحن نعرف أن إعانة الاحتراف كانت 3 ملايين ريال، وأصبحت 1.5 مليون ونصف المليون ريال، ألا يؤثر هذا على نظام الاحتراف؟ ألا يؤثر على اللاعبين المحترفين؟ ألا يصيب الكرة السعودية بانتكاسة؟ بالتأكيد نعم..، كانت إعانات الأندية سنويا قبل 1419هـ ما بين 800 ألف ريال إلى مليون ونصف المليون ريال وطبعا كان هذا المبلغ ضئيلا جدا وكنا نطالب بزيادته، ويا ليته بقي بل نقصت الإعانة إلى ما بين 210 آلاف - 230 ألف ريال في السنة، فكيف يستطيع ناد أن يسير 18 لعبة بهذا المبلغ؟ كيف يستطيع أن يحضر مدربين ويوفي بالتزاماته؟ كيف يقوم بالتزامات الاحتراف، وكيف.. وكيف...؟ فطبيعي جدا ما حدث للمنتخب من انتكاسة في كأس العالم فهذا شيء متوقع وقلناه وهذا الموضوع تكلمت عنه بكل أمانة في عام 1991م وقلت إن الكرة السعودية تتقهقر كل يوم ومستواها يقل لذلك فإن مستوانا يقل من عام إلى عام، مصيبتنا جميعا أننا نطلب شيء من لا شيئاً. المسؤولون والإعلام والجماهير تطالب بنتائج، إذا أردت شيئا فإن عليك أن تعمل وعليك أن تدفع، وبقدر ما تدفع بقدر ما تأخذ. الأندية تعتمد على أفراد معينين لو جمعتهم كلهم لن يتعدوا أصابع اليد، لذلك وبصراحة أنا أعتبر أن ما حققه المنتخب في 2002 وبالنسبة لإمكانياتنا ممتاز ورائع، بل بالعكس فحسب إمكانياتنا وإمكانيات أنديتنا المادية المفروض ألا نتأهل لكأس العالم إطلاقا.. لأن النادي هو الأساس. فإخلاص ومتابعة المسؤولين الأمير سلطان بن فهد والأمير تركي بن خالد والمدرب واللاعبين والأجهزة الأخرى هي سبب تأهلنا لكأس العالم لأننا لو قسنا الإمكانيات المتوفرة للأندية في الدول الأخرى مع إمكانياتنا لوجدنا أننا لا نستحق التأهل لكأس العالم، حقيقة إمكانياتنا سيئة وأنا أعتقد أن وصولنا لكأس العالم كان بدعاء الوالدين وإخلاص المسؤولين واللاعبين.