سؤال صعب تهز به عقول الخَرَف : هل الشمس دائرية أو مربعة الشَّكل ؟™
أعترف أنني أعاني من ضمور عاطفي كبير في رجلي اتجاه كل ما يرمز للسلطة العربية، مع إمساك سياسي مزمن مصحوب ببعض الرعود المنعزلة عند رؤيتي هذا الحاكم أو ذاك.
هذه نتيجة حتمية للحمية التي اتبعتها منذ نعومة أظافري ( الحمد لله لم تعد ناعمة و إلا لاتهمني هؤلاء بالأنوثة، الأنوثة عيب عندهم)
نفسي تعاف و ترفض تناول كل المعلبات و المصبرات التي تنتجها مصانع صياغة الأفهام و الراي العام عند بني عربوب..
بالرغم من أن أكثر الدواب في الوطن العربي تهرف بما لا تعرف، و تردد كلاما خاويا حول جدوى تقبيل يد الملوك و السلاطين حتى و لو كانت ملطخة بالدماء، حتى ولو خرجوا للتو من دورة المياه، حتى لو فاح منها رائحة نتنة لأنها خالفت تعاليم السماء، حتى و لو نسيت أن تتسَّتر على عفونتها الطبيعية بقليل من الحنوط أو الماء.
بالرغم من هذا الانحطاط الفكري الواضح تجدهم بارعون في اختلاق الأعذار و إجهاض كل محاولة للتغيير.. يخافون الفتنة.
ما يثير السخرية حقا هو حرص هذه الشعوب المتخلفة على توازن مبهم "تعجز" شعوب أكثر حضارة و عراقة على إبصار خطوطه... طبيعي لأنه مجرد فزَّاعة خيالية تسمى "الفتنة"، لا يرى ملامحها إلا من أصابته سهام الهلوسة الجماعية التي يتوارثها القوم أبا عن جد و يغذي جدوتها بعض أو لنقل اغلب ما يسمى بعلماء البلاط الذين يبرعون في نشر الفتنة الحقيقية في التفريق بين المسلمين لأتفه الأسباب كقص اللحية و ما شابهها و انزال الفتاوى من نوع "الترياق في حكم إطالة الجوارب إلى نصف الساق" ،
فقط الشعوب التي لا تعاني من هذه الهلوسة استطاعت أن تستثمر قليلا من الدماء و كثير من الجهد الفكري و العضلي لتبني لنفسها مستقبلا ترسم خطوطه بريشة أبرع رسَّاميها.
بكثير من اللؤم و السادية يحاول ملوك الدونمة قتل مَلَكَةَ الفن و الحرية عند شعوبهم بجرعات متتالية من الأنفتامين التي تخدر النشأ عبر مراحل.
من المدرسة إلى التلفزيون الى الجريدة الى المسجد يكتمل البناء العازل حول الدماغ العربي و يتم برمجته ليكون سلبيا و قاصرا إلى الأبد.
طبعا التغريد خارج السرب لا يجوز ..(شرعا ، قانونا، عرفا ..لا يهم) ، فأي محاولة لرسم صورة للمستقبل خارج الإطار الرسمي الأسود باطيافه، تجعل من هذا "المتهور" كبش فداء و صورة نموذجية ليهودا الاسخريوطي تتفنن وسائل الاذعان في تصويرها للقصر سادة و مسودين. ثم هم بعد ذلك يصدقون ترهاتهم
و لأن عمى الألوان مُتَفَشِّ بينهم بصورة كارثية، فلا تنتظر أن يبصر أحدهم نور الشمس أو ابتسامة الربيع.
كيف و قد مكثوا في الكهف قرونا عددا حتى ضمرت اعينهم فلا يكادون يبصرون شيئا.
سؤال صعب تهز به عقول الخَرَف : هل الشمس دائرية أو مربعة الشَّكل ؟
سؤال ذو شجون يؤدي الى السجون...
طبعا فقط في الأماكن التي تعرفون.
__________________
ميدالة للفرح كل يوم
اعطيني حبه VALIUM
غير باش افتح عينيَ
و الدنيا ترجع بلا هموم
ابن قنب الهندي- " هموم الزواليا"
|