مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 24-08-2002, 02:00 PM
محمد ب محمد ب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
المشاركات: 1,169
إفتراضي عصر المصادرة الثقافية

عصر المصادرة الثقافية
(جزء من مقال)


تمهيد:

منظروا الحداثة يقولون إن عصرها هو عصر المساءلة، عصر وضعت فيه كل المؤسسات القديمة المادية والمعنوية، كل الأشكال الفكرية والفنية التي بناها الإنسان في تجربته الطويلة مع الحياة قيد المساءلة وأمام امتحان إثبات الجدارة بالوجود والأغلب أن لا تنجح هذه المؤسسات والأشكال في هذا الامتحان الحداثي ويعمل "المناضلون" الحداثيون على إزالتها من الوجود بلا رحمة لأنها على رأيهم عائق أمام الحرية والتقدم لا بد من تحطيمه.
لا فرق أكان الحديث عن المؤسسات الاجتماعية القديمة أم السياسية أم كان عن المنظومات الدينية أم عن الأشكال الأدبية والفنية. كلها ينظر إليها بمنظار التعالي والاستكبار كما ينظر الابن المتعلم الحديث إلى أبيه الأمي الغارق في أفكاره التقليدية وخرافاته وأوهامه.
يتكلمون كثيراً عن سمة المساءلة في عصر الحداثة ولكنهم فيما أرى لا يذكرون سمة أخرى لهذا العصر أراها أنا جديرة بالذكر وهي سمة المصادرة.
الحداثة هي منطقياً استمرار للعصر الذي سبقها، ومؤسساتها لم تنبثق بلا خبرة سابقة وتطور طبيعي على طريقة منيرفا التي خرجت دفعة واحدة من رأس جوبيتر كما قال قدماء اليونان ولكن منظري الحداثة عندهم ميل غريب للجحود وإنكار أي دور للماضي في بناء مفاهيم وممارسة مؤسساتهم المادية والمعنوية التي هي موضع فخرهم. وليتهم اقتصروا على الجحود فهم زادوا عليه ميلاً فاقعاً إلى مصادرة المفاهيم لحسابهم فحتى لو أكد لنا التاريخ مثلاً أن "الشعر" اختراع قديم تجدهم ينكرون أن يكون الأقدمون قد فهموا "حقيقة الشعر" وأن "الشعر الحقيقي" لم يظهر إلا على أيامهم ولو دققت في تنظيراتهم فستجد أن هذا هو حقاً معنى ما يقولون وإن اختلفت صيغ التعبير.
ونزعة المصادرة في الحداثة التي أنا بصدد الكلام عنها تنبثق من هذا الميل فحيث أن الحداثة في الواقع ورثت المؤسسات القديمة وفي النظرية أنكرت هذه الوراثة فقد كان لا بد من بروز نزعة المصادرة التي تتلخص في اغتصاب المفاهيم القديمة والادعاء أنها لم توجد على حقيقتها إلا مع الحداثة وفي هذا المقال سأذكر مثالي "الشعر" و"العلم" كمفاهيم صودرت ملكيتها من مخترعيها الأصليين ونسبتها الحداثة إلى نفسها معلنة أنها مفاهيم "لم توجد على حقيقتها" إلا بفضل الحداثة.
خطر على بالي الحديث عن هذه السمة بمناسبة قراءتي لمقال وسجال. المقال كان في استنكار أن يطلق علماء الدين الإسلامي على أنفسهم اسم "العلماء" وبدا لي أن التعليق عليه قد ينير جانباً من جوانب نزعة المصادرة الحداثية في مثال مفهوم "العلم" والسجال تمثل في مجموعة من المقالات نشرتها للشاعر أحمد عبد المعطي حجازي جريدة السفير تباعاً بالتعاون مع وكالة الأهرام للصحافة وساجل فيها حجازي دعاة قصيدة النثر وقد دخل في النقاش عدد من الشعراء والمهتمين الذين نشروا في جريدة "أخبار الأدب " المصرية ردودهم وبدا لي أن التعليق على هذا السجال قد يعينني في توضيح ما عنيته بنزعة المصادرة عند الحداثة في مفهوم "الشعر" وفي التعليق على هذا السجال سأبدأ أولاً علما أنني لم أقتصر في المناقشة كما سيرى القارئ على ما قيل في هذا السجل بل عدت أيضاً إلى تنظيرات أقدم للشعر العربي منها تنظيرات أدونيس.






1-مصادرة مفهوم "الشعر"

- هاجس الشرعية
في هذه المقالات تكلم حجازي عن مكان قصيدة النثر في الشعر ويرى القارئ للمقالات أن هاجس "الشرعية" يهيمن عليها وأعني بهذا الهاجس السؤال عن "الممثل الشرعي للشعر الحقيقي" وقد رد عليه في السفير أيضاً عباس بيضون وكان الرد مسكوناً أيضاً بهذا الهاجس وإن كانا كلاهما قد أخذا في الحقيقة موقفاً معتدلاً لا يماثل الموقف الحداثي الجذري المصادر الذي يريد أن يقول إن ما عرفته البشرية لحد الآن باسم الشعر لم يكن "شعراً حقيقياً" وإن "الشعر" بالتعريف هو هذا الذي اخترعوه هم على أنقاض "الشعر الزائف" الذي هو كل "ما توهمت البشرية أنه شعر" بل وجدنا من يصل في المغالاة إلى حد إنكار صفة "قصيدة النثر" على ما ينشر في المنابر الأدبية العربية على أنه كذلك.(1)
الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م